كنا في عدد سابق من صحيفتنا الرائعة / عدن الغد اشرنا في مقالة (الكابتن خالد : عباس غلام وحكاية العمر معه) إن بلادنا تلقت دعوة كريمة من الجالية اليمنية في .. تنزانيا ... لمنتخبنا الوطني لكرة القدم بزيارة تنزانيا وإقامة بعض المباريات بمناسبة احتفالات عيد ثورة 26 سبتمبر ... وثم قبول الدعوة وقام الاتحاد اليمني لكرة القدم بتشكيل المنتخب الوطني وجهازه الفني والإداري والدخول في معسكر دالي للمنتخب في عدن استعداداً للسفر إلى جمهورية تنزانيا الشعبية.
((تشكيلة المنتخب والجهاز الفني والإداري)) حراسة المرمى / طارق ربان عادل إسماعيل .
خط الدفاع / عزيز عبدالرحمن عبدالله صالح هرر صالح محمد هزاع عبدالله مسعود مرشد حسين صالح حيدرة عصام عبده عمر .
خط الوسط والهجوم / قائد المنتخب الكابتن : عزام خليفة محمد شرف احمد ناصر هادي عبدالله باعامر محمود عبدي أيوب جمعة غازي عوض مبارك علي حسين أذن محمد جعبل جميل سيف .
الأستاذ القدير / عبدالله الجرمل (رئيس البعثة) لكابتن / أنور غفوري (المدرب) الأستاذ / محمد عبده زيد (إداري) أستاذ الإعلام الرياضي / محمد عبدالله فارع (إعلامي) الأب الحنون / علي عمر العطار (المدلك والمسعف) .
المتوفيين حالياً : صلاح هزاع - مرشد حسين - الشهيد / عبدالله مسعود - الكابتن / أنور غفوري - الأستاذ / محمد عبده زيد - أستاذ الإعلام / محمد عبدالله فارع - المدلك / علي عمر العطار ...
هؤلاء جميعاً ... نترحم عليهم وندعو خالق الكون إن يشملهم برحمته ويسكنهم جناته إن شاء الله ... أمين يارب العالمين .
((الكابتن الخالد/ أيوب جمعة)) نجم كروي رائع من محافظة حضرموت التاريخ ... صال وجال في ملاعب كرة القدم منذ نهاية خمسينات القرن الماضي وهو كبير من حيث السن ولأول مرة يسافر مع المنتخب ... هذا النجم الخالد (مهاجم ولاعب وسط) له لمسات جميلة وأهداف مميزة في مرمى الحراس ... ولهذا اللاعب الموهوب / أقارب وأهل في تنزانيا وكانت لفتة عظيمة من قبل الاتحاد اليمني لكرة القدم في ضمة للمنتخب حتى يرى أهلة هناك ... هذا النجم العظيم لازال عايش بيننا وهو في حالة صحية صعبة وبحاجة إلى (لمسة وفاء وحنان) لما قدمه في مسيرته الطويلة جداً في الملاعب ... هذا النجم العملاق ... عفيف النفس ولا يتكلم عن معاناته مطلقاً ... ألم يحن بعد أقامة تكريم لهذا الرجل الإنسان الصامت والنجم الكروي الموهوب وهذا ندائنا لمحافظ حضرموت ومكتب الشباب والرياضة واتحاد القدم داخل حضرموت ورجال المال والأعمال أن يقوموا بتكريم هذه القامة الكروية وهو لازال يعيش حيا بيننا ... فحضرموت محافظة ( المحبة والوفاء والكرم) نأمل الاستجابة السريعة من أهل حضرموت التاريخ .
((المنتخب الوطني في تنزانيا)) في 23 سبتمبر 1973م وصلنا عصراً مطار عاصمة تنزانيا ووجدنا ناس كثير بانتظارنا وكذلك قيادة سفارتنا والجالية اليمنية واتضح فيما بعد إن هؤلاء الناس هم أقارب وأهل النجم الرائع / أيوب جمعة والأصدقاء أيضا ... وقامت الجالية اليمنية وقيادة السفارة بنقلنا إلى احد الفنادق الجميلة بالعاصمة ... وقاموا بتفريغ اثنين من أعضاء الجالية مرافقين معنا وكذلك سفارتنا هيئت احد عمالها مرافقاً معنا ...
وتم ترتيب مباريتين اثنتين ... (يوم 26 سبتمبر / ويوم 28 سبتمبر) وبعد ترتيب الفرق للاعبين بالفندق ... سمح / المدرب وقيادة البعثة للنجم أيوب جمعة بالذهاب مع أقربائه الذين جاءوا معنا من المطار للفندق ... على أن يحضر في اليوم الثاني عصراً للتدريب مع المنتخب ((موعد المباراة)) .
كانت عصر يوم 26 سبتمبر 1973م بين منتخبنا مع بطل الدوري التنزاني نادي الشباب ... الذي استقطب بعض نجوم أندية العاصمة التنزانية ... وقبل المباراة زف النشيد الوطني للبلدين وقام وزير الرياضة والشباب في تنزانيا بمصافحة لاعبي المنتخبين وكذلك الضيوف وسفيرنا ... وأثناء التسخين شاهد حارس مرمانا (طارق ربان) خلف المرمى أكياس ملونة مربوطة بالمرمى وحبال مربوطة بالشباك من الخلف فقام بإشعار قائد منتخبنا الكابتن / غرام خليفة الذي بدورة اشعر حكم المباراة ... ولم تبدأ المباراة إلا بعد إبعاد هذه الأكياس والحبال والجماهير تصيح وتهتف ضدنا .
اتضح بعد المباراة إن هذه الأكياس الملونة وربط الحبال خلف المرمى ... هي جزء مهم من السحر تستخدمه الجماهير للتفاؤل بفوز فريقهم وخسارة الفريق الأخر ... وبدأت المباراة بشوطها وهجمة هنا وهناك مع استخدام العنف والخشونة ) علينا بشكل واضح والحكم يتفرج ... وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وبعض لاعبينا يعانون من بعض الإصابات نتيجة الخشونة الزائدة .
وجاء الشوط الثاني وكل الجماهير التنزانية واقفة تصيح وتهتف وتدق الطبول ... تريد نزول الكابتن / أيوب جمعة للملعب بدلاً من جلوسه احتياطياً ... ولبى النداء مدربنا العظيم (أنور غفوري) وقام الايوب يسخن والجماهير تصفق وتهتف بصوت واحد ... ايوب ايوب ... وقدم (الأيوبي) لمسات جميلة ومهارات فردية حلوة والجماهير تهتف له ... ومن لمسة هات وخذ بين (الأيوبي - باعامر) استلم الايوبي الكرة وحاول اختراق دفاع الخصم ... دخل عليه الدفاع التنزاني من الخلف بخشونة قوية سقط الأيوبي ... أما الجماهير هتفت ضد اللاعب والحكم ولم تسكت إلا بعد إن قام الكابتن الأيوبي وضج الملعب كله بالتصفيق والهتاف ... سبحانك يارب .., وانتهت المباراة بالتعادل السلبي ولم نستطع الخروج بسهولة فالجماهير التنزانية تدافقت عند بوابة خروجنا تهتف بصوت واحد (أيوب ..أيوب) ... حتى أصبح الأيوبي أشهر رجل في تنزانيا ... حيث ما نتحرك هنا أو هناك يسألون عن / الأيوبي ... حتى داخل الفندق ..؟...