هي العادة في الدهنية التكفيرية لدى العديد من المحسوبين على طابور النخب السياسية في دولة صنعاء تلك الممارسات التحريضية المغلفة بفتاوى التكفير او التخوين للأخر المختلف لذلك ليس من الغريب ان تقوم هدة القوى بممارسة سلوكها السخيف حتى مع من يمثل تيار الاعتدال والوسطية في كل قناعاته وممارساته السياسية والانسانية . هذه النخب اتحفتنا في الآونة الاخيرة باكتشافها ان الدكتور ياسين سعيد نعمان مسلم نعم ، نعم مسلم موحد يعرف الله ولا يعبد الا إياه وانها تؤكد بان السيد ياسين ليس بكافر وقد اكتشفوا ذلك بعد اكثر من عشر سنوات من تحالفهم مع الحزب الاشتراكي في اطار اللقاء المشترك .
جاء ذلك بعد الحملة الرخيصة التي قادها تيار التكفير ضد الدكتور ياسين والتي على اساسها وجه النائب العام بالتحقيق مع النائب البرلماني عارف الصبري على خلفية اتهامه وتحريضه بان السيد ياسين هو من عارض المادة الثالثة من الدستور اليمني الخاصة ب الاسلام مصدر التشريع وبانة قام بتمزيق رسالة الرئيس التي تطلب منة العدول عن معارضته تلك .
ولم يكتفي هدا التيار بذلك بل انخرط كلا من نجل الشيخ عبدالمجيد الزنداني واحد تابعية العاملين في مكتب والدة يدعى مصطفى العمراني والمئات من انصارهم في حملة تكفير رخيصة في صحفهم الصفراء ومواقع التواصل الاجتماعي كان اغربها تأكيداً لعراب السياسة الاصلاحية محمد قحطان ان الاستاد ياسين مسلم فلا يجوز الإساءة اليه لان ذلك يتنافى مع اخلاق المؤمنين وحق المسلم على المسلم .
هذه الذهنية التكفيرية لا تتقن الممارسة السياسية بدون ممارسة الابتزاز السياسي ولا تعرف تقاليد التنافس الشريف في معتركا كهذا من باب تقديم الأنموذج الافضل خدمة للوطن وليس القبيلة وشيوخ الجهل والتطرف ان هدة القوى التقليدية لا تستطيع ان تفرق بين الدولة باعتبارها حاجة للبشر من اجل حفظ الحقوق والنظام وتنظم الشأن العام بين البشر وبين الدولة التي تهبها طبيعة دينية مثل الفرائض فحولت الكثير من ممارساتنا الى ما يشبه التكاليف الدينية وتناسوا بان يسخروا السياسة لخدمة الدين وليس الدين لخدمة السياسة .
المؤسف في كل ذلك هو استهداف شخصية وطنية تجد القبول عند الغالبية العظمى من ابناء الشمال والجنوب على حدا سواء بفضل ثباتة ووطنيته التي لا تنكرها الا عين جاحد ولكننا ازاء ساسة لا يمارسون السياسة الا من باب مستنقع الخيانة والتآمر والتكفير ليس لديهم مثقال درة من الوطنية التي يتحلى بها امثال الدكتور ياسين .
كما ان تلك الممارسات هي سلوك راسخ عند هدة القوى فهي نفس الممارسات التي مارسوها ضد الجنوب قبل حرب صيف 94 فليس علينا ان نستغرب لمادا اليوم فالجنوبي لازال كافرا استنادا الى فتوى الحرب المشؤومة فلم يتم الاعتذار عن هدة الفتوى حتى اليوم وهاهم ابطالها او اتباعهم يكررونها دون خجل .
اقول للدكتور ياسين لا تحزن فانت اكبر من كل عسفهم وجبروتهم وعهرهم السياسي حتى وان تدثر برداء الدين والدين منهم براء فهولا الكهنوت لا يفرقون بين الثراء والثرية يتمرغون بوحل شيوخ الجهل وقرف القبيلة لا يستطيعون مواجهة الحجة بالحجة فيلجاؤون الى اساليبهم الرخيصة المتمثلة في الاغتيال السياسي اما عن طريق القتل او التكفير وهو اباحة بالقتل وكلاهما قد جربا معك لدلك لا يرى ابناء الجنوب أي فائدة من حواركم مع تلك القوى الظلامية فهم لا يفهمون الا لغة الحرب والخيانة والقتل ولا ينضرون الى الجنوب الا باعتباره فيدا وغنيمة حرب والمؤمن لا يلدغ من جحرا مرتين .
فأي حوار سياسي يجب ترشيده ولا سبيل الى ذلك بغير تغليب لغة العقل والبحث عن القواسم المشتركة وتغليب المصلحة العامة وهي امور لا يفقه فيها من لا يزالون يعيشون في زمن داحس والغبراء اغترابا اختياريا ظنا بانة السبيل الوحيد لبقاء هولا المتخشبون في صدارة المشهد .
ونقول لهذه القوى الظلامية من ولاكم لتكون فتواكم توقيعا عن رب العالمين وان تقدموا حكما شرعيا ليكون هو حكم الله في هذه المسألة او تلك كما هو عند ابن القيم او كما قال الشاطبي - المفتي قائم مقام النبي- فمن انتم وأين انتم من عدل النبي وأمانته وصدقه .
لقد مثل الاسلام دائما رؤية للعالم ونهجا وفلسفة للعيش ولم يكن وسيلة للقهر والتكفير والالغاء والاقصاء كفاكم عبثا بنا وبهذا الدين فحريق الفتاوى الذي اشتعل في البلاد لن يذهب بها الا الى الجحيم .