إغلاق صحيفة عدن الغد والاعتداء السافر على رئيسها فتحي بن لزرق وقبل ذلك هدم وإحراق ساحة الشهداء في المنصورة , وغيرها من تلك الأفعال تعبر بوضوح عن ضحالة سلوك المحتل وجهلة والذي لا يختلف اثنان إلى انه امتداد للعصور الظلاميه التي عاشتها ولا تزال تئن تحت وطئتها العربية اليمنية الى يومنا هذا _ وهذا ولا بد ابتلاء قد أصابنا في الجنوب بسبب سياسات كانت بعيدة عن المسئولية وافتقد أصحابها للحنكة .. وهذا ليس مجال الحديث عن تلك المعضلة. مشكلة المحتل في الجنوب ليست مع عدن الغد التي أوقف نشرها واعتدى على رئيسها ولا مع الساحات التي أغلقها وأطلق الرصاص على من فيها , فهو بتلك الأفعال الساقطة لا ولن يحافظ على وحدته المزعومة ولا يمهد الطريق ويضع الأرضية الصلبة لبناء نظامه الفيدرالي الذي أنجبته عملية الحوار المزعومة ايضا .. مشكلة المحتل في الجنوب مع القلوب والمشاعر , مشكلته مع الإرادة والإيمان بحق تقرير المصير, فالجميع قرر رفض وجوده والكفر بوحدته وما عدن الغد وغيرها من وسائل الإعلام الا معبرة عن تلك الإرادة .. عدن الغد هي اداة تعبير عن ارادة هذا الشعب , مثلها مثل بقية صحف جنوبية أخذت على عاتقها ان تكون خادمة لا إرادة شعب يتحدى أحلك الضر وف _ وإغلاقها اوايقاف طباعة غيرها وممارسة تكميم الأفواه في الجنوب لن يمنع القلوب من حمل هم القضية وهم الوطن , ولن يثني ابناء الجنوب عن المضي قدما لصناعة مشروعهم التحرري . لن تنتهي عدن الغد بل ترتقي لتصبح جنوب الغد , كما ارتقت الأيام , يوم ان أرادوا قتلها , فهي قدمت للجنوب وقضيته يوم ان كانت تصدر , وقدمت للجنوب وقضيته يوم ان ازعجهم قلمها وأقلق سكينتهم ما تطرحه فبادروا لإغلاقها .. لقد أوقفوا طباعة أوراقها ولكنهم لم يستطيعوا ان يمنعوا صدور مضمونها ألقيمي والمعنوي في قلوب كل ابناء الجنوب الذين يسيرون جميعا على خط الاستقلال والانعتاق . وبما ان لا جديد تغير في تعامل المحتل مع ابناء الجنوب حتى وان تغير الأشخاص فا التخبط لا يزال هو نفسه ! وما أشبة الليلة بالبارحة فقد أغلقوا صحيفة الأيام ظنا منهم ان ملف القضية سيطوى وانهم سينعمون بالغنيمة ويتقاسمون اللقمة بهدوْ , وتفاجئوا بان الأقلام الجنوبية المدعومة بقوة الارادة تفتح آفاق جديدة وبمجهودات ذاتيه لأشخاص أوفيا وتنطلق مواقع الكترونية جديدة وصحف ورقية شامخة كانت عدن الغد واحدة منها .. لقد قرأت لرئيس تحرير صحيفة عدن الغد ( هذه حكايتي مع عدن الغد ) فعلمت ان اساس البناء للصحيفة كان صلباً ووثيقاً , ابتداء من الاسم وسبب اختياره وليس انتهاءا بالمغريات التي عرضت عليهم لتغيير سياساتها في الوقت الذي كانوا فيه لايملكون مصاريفهم الشخصية . وقرأت كذلك انها مشروع شهيد حتى وان غابت مؤقتا عن الاكشاك وحال بيع الصحف فستبقى روحها حية وسيقى مكانها حيث وضعوه حيث اراد روادها ان تكون .