حينما نلقي نظرة فاحصة على واقعنا اليوم نجد عجبًا عجابًا, وأعظم العجب أن يكون الإنسان عدو نفسه ومصالحه, فيكون بذلك ظالمًا لنفسه قرر في ذاته أن يعيش ملدوغًا فإذا حاولت أن ترفعه أخلد إلى الأرض وإذا أردت أن تجد له بلسمًا للسم الذي استمرأه تراه ينزع إلى جحور الأفاعي ومواطن الثعابين لا لشيء إلا أنه قرر أن يعيش ملدوغًا, فقد ارتضى لنفسه الذل والمهانة ولكل امرءٍ من أمره ما تعودا..فقد عاشوا برهة من الزمن بين أكناف المهانة يقبلون الأيادي التي طالما صفعت وجوههم فعز عليهم فراق ذلك . إن الأيام والتجارب قد أثبتت أن وعي البعض قد تجمد عند درجة اللاوعي حينما تناقش وتسمع وتشاهد لهؤلاء فلا يفكرون إلا في اللحظة الحاضرة دون التطلع إلى مستقبل الأجيال وسعادتهم وإرساء دعائم الحرية والعيش الكريم. إن أي أمة من أمم الدنيا يلزمها حتى تؤسس للحياة الهانئة المستقرة التي تخلو من الظلم والاستعباد أن توجد الدولة ..فهل الدولة اليوم موجودة لدينا بما تعنية من نظم وقوانيين يلتزم بها المجتمع ويذعن لها فإذا وجدت الدولة التي لا زالت القوى السياسية تبحث عنها فلا بد من إرساء الأمن فيكون كل فرد آمن في بيته آمن في طريقه وفي المجتمع كله حينها نتطلع إلى التنمية ولا شيء غير ذلك يمكننا فعله وما لم نفكر بهذه المعطيات فسنظل نسبح في الفراغ ونحرث في البحر ونجترع الآهات والمآسي ويتسلط علينا أرذل البشر فنكون عبيدًا في زمن التحرر!!.