عدن أونلاين/متابعات عمد الاحتلال (الإسرائيلي) منذ نشأته على نقل معاركه إلى أرض الخصوم والأعداء، فمنذ العدوان الثلاثي على مصر مرورا بحرب 67 و73 إلى اجتياح لبنان عام 1982, كانت تجري المعارك ما بين سيناء ولبنان والجولان. وفي أقوى حالات الاشتباك التي تعرضت لها (إسرائيل) لم يفكر أحد باستهداف قلبها سوى الرئيس العراقي صدام حسين, والذي عوقب لاحقا باحتلال العراق وإعدامه شنقا . ومنذ ذلك الحين ويرتجف كيان العرب لدى سماع أي تهديد أو تلويح قادم من (عاصمة الرعب ،تل أبيب) , حتى أنه عندما عربدت (إسرائيل) وهاجمت مواقع بسوريا والسودان واغتالت علماء إيرانيين وقتلت جنودا مصريين على الحدود , لم يجرؤ أحد حتى على إطلاق طلقة واحدة ترفع عتبا عن جيوش العرب !. لكن مع مطلع الألفية الثالثة واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وفي مرحلة جديدة من الصراع العربي(الإسرائيلي) بدأت فصائل المقاومة في غزة بتصنيع صواريخ محلية بدائية لم تكن تتعدى كيلومترات معدودة وشرعت في إطلاقها نحو البلدات المحتلة. حاولت (إسرائيل) مرارا وعلى مدى سنين الانتفاضة ردع المقاومة عن إطلاق الصواريخ باغتيال القادة والعناصر تارة، والتلويح باجتياح غزة تارة أخرى، وهدفها كان ألا تمتد الصواريخ لمناطق أبعد وأكثر كثافة سكانية. وفي قمة جنون دولة الاحتلال من صواريخ المقاومة شنت حرب شعواء ضد قطاع غزة أواخر عام 2008 وهدف الحرب الأول هو منع إطلاق الصواريخ نحو البلدات المحتلة ، والتي توسعت حينها لتصل ل50 كيلو متر شمال غزة . وفي تطور دراماتيكي كسرت كتائب القسام كافة التوقعات وقصفت لأول مرة "المدينة المحرمة، تل أبيب" بصواريخ فجر5 ردا على العدوان الإسرائيلي المستمر بحق قطاع غزة واغتيال قائد الكتائب أحمد الجعبري . وقال المختص بالشأن (الإسرائيلي) ناصر اللحام أن لم ترد أن تتعرض تل أبيب للقصف بعد اغتيال الجعبري ولو بأي ثمن. وأوضح أن الاحتلال قام بغارات وهمية وحقيقية وأطلق النار من البحر والجو وحرك الدبابات والوساطات للضغط على مصر من اجل ان تتدخل حتى لا قصف عاصمتها. وتقول القناة الأولى لتلفزيون (إسرائيل) أن صاروخ فجر هو صاروخ ثقيل وطويل يصل طوله أكثر من ستة أمتار ويحتاج إلى تركيب لذلك يحاول الطيران الإسرائيلي إبقاء المقاومة تحت القصف حتى تمنع إطلاقه باتجاه يافا وإذ يعد هذا التطور نقطة تحول استراتيجي في المواجهة بين المقاومة و(إسرائيل)، خصوصا أنها كانت المرة الأولى منذ عدة عقود التي تصل فيها صواريخ المقاومة إلى عمق تل أبيب، ألا أن القسام لم يكتفي بذلك وحسب بل وقصف مدينة القدسالمحتلة وأعلن إسقاط طائرة حربية وأخرى استطلاعية في ثاني أيام المواجهة. ويدلل هذا العمل من جانب حماس على امتلاكها مزيدا من أوراق اللعبة التي قد تهدد أهدافا أكبر داخل إسرائيل خلال الأيام القادمة.