ما فعلته الفضائية اليمنية في عقول ابناء الجالية اليمنية في الايام الماضية ليس بالامر الهين, تزييف وتحريض وتصنيم واستغلال للوضع الذي يعيش فيه ابناء الجالية في بلد المهجر وحبهم لسماع اي شي يقال عن الوطن من اي مكان كان. والمعلوم ان الفضائية اليمنية تبث ضمن قائمة القنوات المجانية الموجهة فهي متاحة اين ما حل الانسان او ارتحل وياليت الهدف كان ساميا ليستفيد ابناء اليمن المهاجرون من هذا البث؛ لكن للاسف الشديد فقد تركت تلك البرامج سموم ورواكد خبيثة وجهل في عقول بعض افراد الجالية الكريمة وخاصة الاطفال الصغار الذين تربوا في هذه البلاد من الذين لديهم صعوبة في نطق اللغة العربية, فأصبح كل شيء يقال عبر الفضائية اليمنية هو لغة يجب ان تتداول بالنسبة لاطفال الجالية هنا, لقد رددت كلمة فخامة, واسم الرئيس المخلوع علي صالح حتى اصبحت لاتفارق الاسماع هنا من اطفال وشيب وشبان, فقد حكى لي أحد الاخوة انه يتشاجر مع والده في كل يوم مرة او مرتين بسبب نصحه له بعدم الاستماع الى الفضائية اليمنية لانها تشكل المصدر الوحيد لاستقاء اخبار الثورة لديه فلا يستطيع احد اقناعه بعد ان يسمع عن اي مجزرة, قال صاحبنا "لقد سئمت البيت من الفضائية اليمنية وما تمارسه من دجل ولعب بعقول الناس" وهذه واحدة من الحالات التي لا تعد ولا تحصى مما خلفته من نفايات قذرة لدى بعض افراد الجالية هنا. لكن الشيء الغريب والذي اذهلني بالفعل وشد انتباهي اكثر هو قصة طريفة ومؤلمة في نفس الوقت وهي ان احد الاخوة الشباب حكى لي قصة حدثت معه وهو يعمل معلما في احدى المدارس العربية التابعة لاحد المساجد في مدينة ديربورن بولاية ميتشغن الامريكية, يقول هذا الشاب "كنت في الفصل مع طلابي اشرح لهم درسا في السيرة النبوية, فعمدت الى توجيه سؤال لاحد الطلاب فقلت له اذكر نسب النبي –صلى الله عليه وسلم- فقام الطالب على الفور وقال علي عبدالله صالح, فقلت هذا يمزح او معتوه او فقد صوابه فاعدت عليه السؤال,فكرر نفس الاجابة ثم الححت عليه وهددته لكنه ضل يردد الاجابة نفسها, فذهبت به الى المدير الذي اعاد عليه السؤال نفسه فاجاب الاجابة نفسها علي عبد الله صالح, فاتصل المدير بوالده فحضر الوالد فقلنا له اسال ابنك من هو رسول الله.. فلما ساله ابوه اجاب بنفس الاجابة فصعق الاب وقال من علمك؟! من درسك ياولدي هذا الكلام؟!! فهم الاب بضربه فمنعناه, فاخذ الاب يلعن ويسب علي صالح ويقول صحيح انا من مناصريه لكن اليوم لعنة الله عليه وعلى من خلفه" مأساة والله.. لاسيما في بلاد مثل هذه اللغة العربية عملة نادرة فيها وكذا الاهمال الذي يلاقيه الاطفال من قبل الاباء والركون الى الفضائية اليمنية, والسبب ان هذا الطفل لايسمع كلاما بالغة العربية الا من هذه القناة التي تستغرق نشرة الاخبار فيها ثلاث ساعات خاصة عند زيارة الرئيس لمكان من الاماكن فيضل المذيع و..وقال فخامة الرئي... فتولد لدى هذا الطفل لبس ولم يفرق بين كلمة (رئيس ورسول ) . طبعا الادمان على متابعة برامج الفضائية اليمنية له عدة اسباب منها الحالة الاقتصادية الغير متوازنة التي يعيشها المهاجر اليمني وخاصة في ولاية ميتشغن خصوصا بعد الازمة الاقتصادية التي اصابت اغلب القطاعات الانتاجية في العالم واولها الولاياتالمتحدة, فصار المغترب اليمني يؤثر الفضائية اليمانية على غيرها من الفضائيات التي تتطلب الاشتراك الشهري والذي قد يكلفه مبلغا كبيرا لانه كما قال احد الاخوة" اليمني معه جواز سفر ينتظره في الحقيبة على عكس الامريكي الذي يعمل هذا الاسبوع لكي ياكل في الاسبوع التالي" هناك أيضا ضيق الوقت الذي يعاني منه المغترب جراء ساعات العمل الطويلة التي تمتد الى اثني عشرة ساعة في اليوم فيتولد لديه عزوفف اجباري عن متابعة التلفاز ويكتفي بالفضائية اليمنية وقناة العالم المجانيتين للاسرة. هناك الاخوة من ابناء الجالية السورية ايضا يعانون من الفضائية السورية وقناة العالم الايرانية اللتين تتعمدان تزييف الحقائق وقلبها الى اكاذيب فيما يتعلق بالثورة السورية كما عانى قبلهم المصريون والليبيون والتوانسة هنا وهم كثر في امريكا لاسيما في ميتشغن. نتمنى من وزير الاعلام الاستاذ علي العمراني تخليصنا من النشرة المطولة وإلغاء الشخصنة من هذه القناة التي تعمل بمال الشعب اليمني .