انهيار مرعب للريال اليمني.. ووصول أسعار صرف الدولار والريال السعودي إلى أعلى مستوى    المشاط يدافع عن المبيدات الإسرائيلية وينفي علاقتها بالسرطان ويشيد بموردها لليمن    الحوثيون يعبثون بقصر غمدان التاريخي وسط تحذيريات من استهداف الآثار اليمنية القديمة    رئيس برلمانية الإصلاح يتلقى العزاء في وفاة والده من قيادات الدولة والأحزاب والشخصيات    ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    البنك المركزي يذكّر بالموعد النهائي لاستكمال نقل البنوك ويناقش الإجراءات بحق المخالفين    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منصورة عدن..المدينة التي دفعت ثمنا باهضا في الثورة (حكاية صُور)
نشر في عدن أون لاين يوم 19 - 07 - 2011

الشارع الحيوي بالمنصورة والمغلق منذ 5 أشهر/ إرشيف
عدن أونلاين/ إصلاح صالح وهلا عدنان
السادس عشر من فبراير الماضي لم يكن يوما اعتياديا في المنصورة، فاليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات أصبح المصطلح الأكثر تداولا بعد أن أطلق على الحركة الاحتجاجية الشبابية في المدينة التي قدمت أول شهيد متصدرتا الاحتجاجات بعدن بأكبر عدد من الشهداء وشارع مقطوع فيما أغلقت بصورة كاملة في قوات الأمن والجيش، لكنه حتى اللحظة مازالت تدفع الثمن باهضا، فأكثر ما يلفت انتباهك هو صور الوفاء للشهداء التي تتقاسم واجهات المحلات وزجاج السيارات وأعمدة الإنارة أيضا.
اليوم وبعد مرور 5 أشهر على اندلاع الأحداث عاد الهدوء الى شوارع المدينة وأحياها، بعد ان اثمرت جهود الاهالي واختفت الاطارات المحترقة والحجارة من الشوارع التي ظلت مغلقة لأسابيع في بداية الاحداث، باستثناء الشارع الرئيسي الذي مازال مغلقا معمقا ماساة قاطنيه الذين يتجرعون الويلات كما واصحاب المحلات التجارية الذين فقدوا مصدر رزقهم.
مؤخرا خفتت الاحتجاجات بصورة تدريجية في المنصورة كغيرها من مديريات عدن، الا من لعلعة الرصاص وصخبه وهو يشق مساءات المنصورة ناهيك عن بعض المظاهر المسلحة التي انتشرت في اوساط شباب الاحياء وهو الامر الاكثر مدعاة لقلق ومخاوف السكان.
في ساحة الشهداء في المنصورة التي استقبلت المعتصمين الذين وفدوا من كل حدب وصوب مطالبين بإسقاط النظام.. تساؤلات كثيرة طرحناها عن الوضع الراهن للساحة في مقدمتها هل مازال إسقاط النظام هو المطلب الرئيسي ؟ وهل يا ترى مازالت الساحة مكتظة بالمعتصمين كما كانت ؟ وما السبب وراء إغلاق الشارع الرئيسي المجاور للساحة؟
سعيد الشعبي المسئول عن المعتصمين الوافدين من المناطق الريفية حدثنا عن وضع الساحة حالياً وعن تحول مطالب الساحة من المطالبة بإسقاط النظام إلى المطالبة بتحرير الجنوب ، يقول في البداية كانت ثورتنا مساعدة لإخواننا في المحافظات الشمالية ومساندتهم والنهوض بمطالبهم برغم وجود قضيتنا من عام 94 م حتى اليوم ونحن نناضل من أجل قضية الجنوب ولكن عندما رأينا إخواننا في ساحات التغيير بصنعاء بدأو بنوع من التهميش لثورة 16 فبراير التي كان أول شهدائها من المحافظات الجنوبية رأينا أنهم قاموا بهدم خيمة القضية الجنوبية بصنعاء فلنا عناصرنا في كل المحافظات التي فيها الاعتصامات بمعنى أنهم لا يريدون فتح أي باب للنقاش حول القضية وكان الشباب يقولون القضية الجنوبية أولاً لكن وجد أنه العكس ، وبعد خروج الرئيس إلى السعودية لتلقي العلاج بعدها بثلاث أيام قمنا برفع علم الجنوب .
وأضاف الشعبي نذكر إخواننا في كل المحافظات الشمالية بأننا دولة ذات علم وسيادة ولسنا قضية الجعاشن أو قضية صعده، والرفض الموجود لعناصرنا التي كانت ترسل إلى ساحات التغيير هو رفض الاعتراف بأننا كنا دولة اسمها دولة اليمن الجنوبية الشعبية التي لها مقاعد في مجلس الأمن، وفي اتحاد نقابات العمال العالمية، واتحاد شباب العالم وغيرها كانت اليمن الديمقراطية لها مكانتها بين الدول، وأكد كذلك برغم مطلبنا بتحرير واستقلال الجنوب إلا أننا نتقبل الذين يدعون إلى الفيدرالية وتحاورهم لأن الفدرالية أدنى مطلب لأبناء الجنوب.
وعن ما إذا كانت الساحة قد بدأت تخلو من المعتصمين يقول الساحة لم تخلو ولم تفض لكن يأتون بعد العصر كما أن أزمة المواصلات قللت من تواجدهم ولكن مازال العدد كبير ولا زالت الفعاليات والمسيرات مستمرة كذلك العصيان المدني، ونحن نعتبر أن مديرية المنصورة بكاملها ساحة اعتصام، وأوجه دعوة إلى كل قيادات الحراك في الداخل والخارج بأن يلتفتوا إلى أسر الشهداء والجرحى والمعتقلين فهم من يضحوا من أجل القضية الجنوبية، وإلى جميع المغتربين والتجار من أبناء الجنوب لمساعدتنا ويعتبروا هذا استغاثة منا.
كما التقينا بأحد أعضاء اللجنة التنظيمية لشباب ثورة 16 فبراير جمال عبدالله محمد الذي أرجع سبب إغلاق الشارع الرئيسي المجاور للساحة لحماية المخيم والمتواجدين فيه وأضاف أن المصفحات كانت قريبة جدا من الساحة قبل إغلاق الشارع وتجنبا للخطر أغلاقناه أوجه كلمة لأصحاب المحلات والمنازل المجاورة للساحة المتضررة من إغلاق الشارع الرئيسي أصبروا طالما مطالب أولادكم لم تنفذ إلى الآن فالصبر مفتاح الفرج، وتحدث عن الاقتحام الذي تعرضت له الساحة في 30 ابريل قال بأن الهدف كان السرقة ونهب الممتلكات فقط وكنت أحد المصابين في ذلك اليوم.
ويقول سالم علي أحمد أحد شباب الثورة أن الساحات بدأت تخلو وذلك بسبب أزمة المواصلات والحر وقدوم رمضان .
وعن قطع الشارع الرئيسي للساحة من قبل المعتصمين يقول أصحاب المكاتب المقابلة للشارع وأغلبها مكاتب سفريات ونقل أنهم كانوا يعتمدون على هذه المكاتب في الدخل قبل انقطاع الطريق الذي أدى إلى توقف حركة العمل وبالتالي مصدر دخلنا كما أن الباصات التي تنقل المسافرين رفضت القدوم إلى هنا بسبب الوضع غير المستقر هناك ، كما يقول احدهم أن ساحة الشهداء هي الساحة الوحيدة التي أغلقت الخط بعكس بقية الساحات.

وليد.. انتظر وظيفة الدولة فسبقها إليه الرصاص
الشهيد وليد محمد محسن اليافعي، من مواليد محافظة عدن 72م ويقطن مديرية دار سعد، السادس من بين سبعة إخوة ، خريج معهد محاسبة ، لم يكن له نصيب في التوظيف فعمل في محل تجاري لوالدة، حمل على كاهله هموم وأحلام كبيرة، فكان احد الذين قدموا أرواحهم من أجل ذلك في بلد فرض على غالبية أبنائه شروطا غير عادلة ، تاركا أسرته الصغيرة تتكبد ألم الفراق وطفلة لا زالت في ربيعها الثاني حرمت من كلمة أبي .
يروي عبدالسلام الأخ الأكبر لوليد تفاصيل استشهاد أخيه: في مساء 12 مارس وبعد أن أدى وليد صلاة العشاء مباشرة قام كعادته بفتح المحل ،وفي الساعة التاسعة والنصف شاهد جموع غفيرة في الشارع الذي يقع فيه متأثرين بالغازات المسيلة للدموع بعد مداهمة قوات الأمن المركزي لهم ، ومن الواجب والأخلاق قام بمد الماء والشراب للمصابين للتخفيف عنهم شدة من الإصابة ، وفي تمام الساعة العاشرة تقريبا دخلت قوات من الأمن المركزي معززين بعربات وقناصة عندما هرع الناس من نفس الشارع الذي هو فيه شوهدت العربات ترمي بوابل من الأعيرة النارية باتجاه الناس مباشرة وهو في تلك اللحظات كان يرى العربات ، فقام بدوره محاولا إثبات الواقعة بإخراج جواله الخاص لالتقاط تلك المشاهد المروعة وعلى أثرها تم قنصه من قبل احد أفراد الأمن المركزي المتواجد في العربة وعلى اثر الواقعة ارتمى أرضا بإصابته الخطيرة الموجهة في الرأس وتم نقله من قبل جيرانه في الحي إلى مستشفى النقيب .
ويضيف: لقد عرضت علينا مبالغ مالية مقابل التنازل عن القضية من مصدر غير معروف لكن رفضنا التنازل عن حق أخي و أصرينا على إحضار ومحاسبة الجناة، فالقاتل لم يعرف بعد ولكن الجهة المنفذة هي قوات من الأمن المركزي التي داهمت المنطقة ، توفي في مستشفى النقيب تاريخ 16/أبريل وتم تشييع جثمانه في مشهد مهيب إلى مثواه الأخير في مقبرة داؤود في م/ دار سعد ، في نفس يوم وفاته .
الشيء الوحيد الذي كان يأمل أن يتحصل عليه قبل وفاته هي الوظيفة فقد كان ينتظرها ويتمناها لتحسين وضعه المعيشي وبعد انتظار طويل كانت رصاصة الأمن المركزي اسبق ، فبعد استشهاده بشهر تقريبا تم نزول اسمه من ضمن أسماء الموظفين في الجريدة الرسمية.

ضحايا الاقتحام دون تعويضات
عندما انتقلنا إلى منزل أنيس محمود عبدالرزاق وتحدثنا إلى زوجته التي تعيش وحيدة في منزلها بعد رحيله حيث تقول لم أشعر إلا وقد التهم الحريق كل ما في الغرفة المقابلة للساحة ولكن لحسن الحظ أن أبن أختي كان متواجد عندي واستطاع أن يخمد الحريق ، أصابني الخوف بسبب ذلك وظللت أتعالج لفترة طويلة ، وكانت هناك خسائر مادية لكن لم يقدم لنا أي تعويض ولم نطالب بذلك فلا نريد سوى العافية والأمان، كما عارضت إغلاق الشارع مؤكدة أنه موقع للمارين وسبب إغلاقه ضررا علينا، وأتمنى أن يبتعدون المعتصمين عن هذه الساحة لأن هناك خطر علينا.
وفي منزل أزهر حسين جمن التقينا الأم المسئولة عن المنزل بعد أن توفي زوجها تقول أول ما بدأ الضرب كنا متجمعين في أحد زوايا الغرفة الداخلية ولم نستطيع الخروج منها كنا فقط نكبر ونهلل وندعو الله كان الموقف مروع كان الأطفال خائفين يتباكون ، خرج أحد أبنائي إلى الغرف المقابلة للساحة فوجدها تحترق حاولنا بعدها الاتصال بالمطافي إلا أنهم اعتذروا لأن إطلاق النار مازال مستمر ، فقدنا الأمل بالحياة وخرجنا مسرعين إلى المنزل المجاور الذي لم تصله النيران ، خرجنا إلى منزل للإيجار لمدة عشرين يوما بعدها عدنا إلى منزلنا ولم يقدم لنا أي تعويض بعدما وصلت الخسائر حوالي إلى مليوني ريال ونحن نعيش فقط على معاش زوجي ولدي تسعة من الأولاد والبنات ، كما عارضت هي الأخرى انقطاع الشارع وقالت أن المصالح توقفت بسبب ذلك وأن المواصلات كانت قريبة إليهم قبل ذلك.

منزل بن شعيب تحول إلى أنقاض
المعلق الرياضي الراحل سالم أحمد بن شعيب الذي تعرض منزلة لإطلاق النار وقذائف أثناء اقتحام قوات الأمن لساحة المنصورة في 30 أبريل أدت إلى اشتعال المنزل وحرقة زوجة الراحل بن شعيب روت لنا تفاصيل الحادثة وإلى ذلك : في البداية كنا نسمع أصوات الرصاص بشكل مخيف كنا حينها في زاوية الغرفة الداخلية خائفين تتعالى أصوات الأطفال وكان أحدهم لا يتجاوز عمره الخمس أيام ،وبعد مرور وقت قصير شممنا رائحة حريق فذهب أحد أبنائي يبحث عن المصدر وطلب منا عدم الخروج وبمجرد ما فتح الباب رأينا أن الحريق قد عم المنزل بعدها لجأنا متسحبين إلى منزل جيراننا.
تم إخماد الحريق بعد أصابة في وجهه بعد ما كان ينقل براميل الماء لإطفاء الحريق وصدام الذي أصيب في رجلة ، وقد استمر إطلاق النار حوالي خمس ساعات متتالية وبعد اتصالات متكررة للمطافي طيلة الخمس ساعات إلا أنها وصلت بعد أن التهم الحريق جميع ما في المنزل ، انتقلنا في نفس اليوم إلى منزل آخر لمدة شهرين بعدها عدنا إلى منزلنا بعد أن تم إعادة بناءة من جديد بمساعدة الأهل ولكن إلى الآن لم نستطيع تأثيث المنزل بالأجهزة الضرورية ، وقدرت كافة الخسائر بحوالي عشرة مليون ريال ناهيك عن الأضرار الجسدية الخفيفة .
كما شاركنا الحديث أحد أبنائها حيث قال لم تقدم لنا أي تعويضات للخسائر الفادحة التي تعرض لها المنزل من أي جهة أيَا كانت رسمية أو غير رسمية برغم إننا قدمنا جميع الوثائق والصور لما حدث لمنزلنا حيث كلف فيها عبدا لكريم شائف المأمور أحمد الأملس والمهندس وليد الصراري بمتابعة التعويضات والمؤسف من ذلك أنهم قد قدموا لنا أعذار واهية بأن جميع الوثائق قد فقدت .
قطعت الأم حديث أبنها قائلة بحرقة شديدة وعتاب لو كان زوجي حي لن يصل الأمر إلى هذا حد بل سيعيد لنا كافة التعويضات المستحقة .

جلال.. خرج للبقالة لكنه عاد جثة هامدة
لم يكن جلال ناصر محمد يدري ما تخفيه أيادي الغدر عندما خرج إلى البقالة المجاورة لمنزلة، حيث أنتقل إلى جوار ربه ورحمة مولاة في الربيع العشرين رحل وما زال في ريعان شبابه تاركا أبا فقد فلذة كبده وأما ثكلى وستة أخوة متألمين لفراقه وكم هو مؤلم حين يكون هذا الفراق أبدي وكم هي الفاجعة أليمه عندما تكون بتلك الجريمة البشعة التي تهتز لها الأبدان قبل المشاعر.
أمس الأول تحدث إلينا والدة وروى لنا قصة استشهاده وبدأ بقولة : في 11 مارس كان جلال ذاهب إلى السوق لشراء بعض المستلزمات المنزلية وفي طريقة رأى مجموعة من الناس المتظاهرين يركضون هربا من شرطة دار سعد الذين قاموا بملاحقتهم وحاول الاختباء بجوار فندق القادسية إلا أن الرصاصة كانت أسبق إلية وإلى رأسه وجسده الطاهر فردته شهيدا في تلك اللحظة وتم تشييع جثمانه يوم الجمعة 18 مارس في مقبرة داؤود ، ويقول لا نستطيع تحديد القاتل لأنه كان من احد أفراد الشرطة ولكن تستروا علية، وقالوا أن جلال من المتظاهرين الذين يعملون الفوضى .
وتقول والدة جلال بحزن كان جلال بالقرب من جولة دار سعد القريبة من كلية المجتمع بعد أن خرج لشراء بعض المتطلبات وعندما سمعت صوت الرصاص خرجت للبحث عنه وحين وجدته طلبت منه الرجوع إلى المنزل ولم يعارضني فطلبت منه الانتظار سوف أوادي غرض وأعود وليت لم أفعل ذلك لأني عدت إليه فلم أجدة كان قد قتل في تلك اللحظات.
تضيف الأم: صحيح أن جلال كان من شباب الثورة إلا أنه دائما كان يردد سلمية ، كان جلال يساعدنا ويعمل في مصنع الحديد رغم صغر سنة ويعيل أسرته، عرضت علينا مبالغ مالية مقابل التنازل عن القضية لكن رفضنا ذلك ، بقيت تروي لنا حتى بكيت وتوقفت عن الحديث.

الفروي.. شهيد تتذكره المنصورة جيدا
أكثر ما يلفت انتباهك في المنصورة هي صور الشهيد فهمي الفروي، حيث تتوزع صور الشاب العشريني على واجهة المحلات واعمدة الانارة والسيارات، كيف لا والمنصورة باسرها تتذكره جيدا كيف قتل مغدورا.
فهمي الفروي شاب في العقد الثالث من عمره مواليد محافظة عدن وترتيبه الثاني من بين أربعة إخوة ترك تعليمة في الصف الثامن بحثا عن لقمة العيش بعد أن أصبح عائل الأسرة الوحيد بعد انفصال والدية وتوفي والدة بعد ذلك مشهود له بالتفاني والاخلاص عمل في السعودية لفترة طويلة قبل ان يوكل إليه إدارة محطة الرضا.
بحثنا عن تفاصيل قصته من اقرب الناس إلية.. والدته فهي التي قالت في بداية حديثها لنا لا تسألوني عن فهمي اسألوا الناس عنه.. فهمي الكل يحبه ويحترمه ويذكره بكل خير، وتضيف: لم يتزوج بعد فلم تكن الظروف تسمح له بذلك ، كان همه الوحيد هو توفير لقمة العيش لنا، كان يدافع عن الحق وينصر المظلوم .. متسائلة بقلب مكلوم: لكن لمن تركنا فهمي؟ كيف لا وقد فارقها فلذة كبدها ظلما وعدوانا.
تروي الام المكلومة كيف وصلها خبر موت فهمي: اتصلوبنا يقولو إن فهمي مصاب برجله وهو الآن في مستشفى النقيب، وعندما ذهبنا اخبرونا أنهم قد نقلوه إلى مستشفى الجمهورية، ولما وصلنا نسال عنه قالوا لنا اصبروا فهمي استشهد ماصدقت، قلت الام بصوت ممرور متذكرة هول أكبر صدمه تلقتها في حياتها .
احمد الفروي شقيق فهمي الذي يليه يتذكر قصة مقتل شقيقة يقول: مساء الجمعة 10 يونيو قدم مسلحون الى محطة الرضا المسئول عنها فهمي لتعبئة ديزل في براميل بغرض بيعها في السوق السوداء.. فرفض فهمي وقال لهم انه يريد أن يتفاهم معهم في الساحة فطالبوا منه ان يركب معهم لكنه أحس بالغدر فصعد متشبثا في مؤخرة السيارة متحججا بقرب الساحة من المحطة، و في طريقهم إلى الساحة أسرعت السيارة محاولة إسقاط فهمي، في هذه الأثناء نشبت مشادة كلامية واشتباكات بالأيدي في بداية الأمر إلا أن الخلاف احتدم ودفع المسلحين لإطلاق النار الحي على فهمي.
يواصل احمد: عندما وصلنا كان قد أصيب برصاصه في الشق الأيسر أسفل الظهر سكنت في الشق الأيمن، وأسعفناه إلى المستشفى وتم القبض على المجرمين الذين حالوا الهرب، وعندما ذهبنا إلى المستشفى كان فهمي قد فارق الحياة من ثم نقلناه إلى مستشفى الجمهورية، وشيعت جنازته يوم الجمعة 24 يونيو، وتم تسليم المتهمين يوم الاثنين 11 يوليو لسجن المنصورة.
بعد استشهاد فهمي عرضت عليهم مبالغ مالية وتعويضات للأسرة لكنهم رفضوها رغم مرارة العيش وشغف الحياة.. كنا نتوسط أسرة الشهيد فهمي والكل يتكلم عنه وعن قصه استشهاده ، لفت انتباهنا محمود الأخ غير الشقيق لفهمي يجلس في زاوية ينظر إلينا ونظرات الحزن تبدو واضحة علية وكأنه لا يستطيع أن يصدق موت أخيه الذي رحل بعد رحل أباه قبل اقل من عام .

وللصور حديث آخر:

أحد المنازل المتضررة بعد مداهمة قوات الأمن لساحة المنصورة.
أضرار جسيمة في المباني السكنية.
أحد المنازل من الداخل بعد تفحم جميع أثاثها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.