طالب مشرعون أمريكيون، من إدارة بايدن الرد بقوة على اقتحام مليشيات الحوثي مقر السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء التي يسيطرون عليها منذ انقلابهم، مطلع 2015، على الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا. وبعث رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي، مايكل ماكول (جمهوري)، وجريجوري ميكس (ديمقراطي)، برسالة إلى وزير الخارجية أنطوني بلينكين بخصوص انتهاك الحوثيين للسفارة الأمريكية في صنعاءباليمن ومضايقة واحتجاز الموظفين اليمنيين العاملين محلياً بالسفارة. وفي رسالتهم، الموجهة أمس لوزير الخارجية «بلينكن، (نشرتها لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس على موقعها الألكتروني) وترجمها «يمن شباب نت»، اعتبر المشرعون تصرفات الحوثيين تلك بأنها «تعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان» وشددوا بالقول: «يجب علينا الرد بقوة على هذه الاستفزازات لمنع مثل هذه الانتهاكات في المستقبل». وأضافوا: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تتسامح مع خرق لأراضينا السيادية أو الهجمات على موظفي سفارتنا المحليين». وأوضحت الرسالة: «ومن أجل النجاح في مهمتنا الدبلوماسية حول العالم، يجب أن يثق موظفو سفاراتنا المحليين في أنهم محميين من الاعتداء أو الانتقام». وقالوا: «نحن على استعداد للعمل معكم لمحاسبة الحوثيين على هذه الانتهاكات المشينة». ووفق رسالة المشرعون «إذا فشل الحوثيون في الامتثال، فإننا نحثك على ممارسة كل النفوذ المتاح لتأمين الإفراج عن الموظفين المحتجزين وضمان رفاهيتهم في المستقبل، بما في ذلك عن طريق النقل، إذا لزم الأمر». وعبر المشرعون عن امتنتاهم لحكومة عمان التي لعبت بالفعل دورًا مفيدًا في العمل لتأمين الإفراج عن بعض موظفي سفارة الولاياتالمتحدة. وقالوا «يتم تمكين القدرات العسكرية للحوثيين من قبل إيران، التي تدعم الجماعة منذ فترة طويلة بالسلاح والتدريب». وطالبوا – الخارجية الأمريكية - مواصلة العمل مع وزارة الدفاع ومؤسسات أخرى من الحكومة الأمريكية لضمان تخصيص الموارد الكافية لتعطيل هذه الشراكة المزعزعة للاستقرار، بما في ذلك اعتراض الأسلحة التي تهربها إيران إلى الحوثيين. والشهر الماضي، اختطفت ميليشيات الحوثي 39 موظفا في السفارة الأمريكيةبصنعاء؛ تكللت جهود المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، بالإفراج عن 30 منهم قبل أيام، وفقا لما أكده مسئول بالخارجية الأمريكية لصحيفة الشرق الأوسط الأحد الماضي. يذكر أن السفارة الأمريكيةبصنعاء كانت أعلنت إغلاق أبوابها ومغادرة طاقمها الدبلوماسي الأمريكي العاصمة اليمنية في فبراير 2015، مع استكمال الحوثيين انقلابهم بالسيطرة على العاصمة صنعاء، وقبل بدء عملية «عاصفة الحزم» للتحالف العربي الذي تقوه السعودية». تتحرك الولاياتالمتحدة بشكل مكثف خلال الأيام الماضية عقب اقتحام الحوثيون مقر سفارة واشنطن في العاصمة صنعاء واختطاف العشرات من الموظفين كرهائن عبر ضغوط دبلوماسية، في حين وتشن الصحافة الامريكية هجوم على إدارة بايدن بالتزامن مع تحركات لمشرعين أمريكيين لمعاقبة الحوثيين. يرى عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي ان إدارة بايدن لا تتعامل بصرامة مع الحوثيين الذين تدعمهم إيران، حيث دشنت ذلك بإلغاء تصنيف الجماعة «كمنظمة إرهابية» في فبراير 2021 بمبرر عرقلة جهود الاغاثة، في الوقت الذي تتحدث الصحافة الأمريكية عن إجراءات مارستها الإدارة الأمريكية وسعت نفوذ الحوثيين، وجعلتهم يتجرؤون أكثر في التصعيد العسكري، وتهديد حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط. ويعمل الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي على تمهيد الطريق لإعادة تطبيق العقوبات الحوثيين وتصنيفهم كمنظمة إرهابية، ما نقلت صحيفة «Washington Free Beacon» الأمريكية، ويقول مشرعون إن قرار إدارة بايدن رفع العقوبات عن الحوثيين شجعهم وأرسل رسالة إلى إيران مفادها أن زيادة الضربات الإرهابية لن تجذب ردا قاسيا من الإدارة الأمريكية.