مسرحية "القبعة والنبي" هي أحد أعمال الكاتب الراحل غسان كنفاني، التي كتبها في عام 1967م، لكنها نشرت في عام 1973م، أي بعد استشهاده بتسعة أشهر، وتم نشرها لأول مرة في مجلة "شئون فلسطينية"، وهي ثاني محاولات الكاتب الرحال بعد مسرحيته الأولى "الباب". ونلاحظ في مسرحية "القبعة والنبي" هاجسا مسرحيا تشكيليا، يقوم على لعبة قفص الاتهام الذي يتحرك ليضم المتهم مرة والقضاة في مرة ثانية، وقد يمتد ليشمل جمهور المسرحية المفترض، ويقول غسان كنفاني عن هذه المسرحية فى أحد رسائله إلى غادة السمان "وعبر هذا الازدحام الذي لا مثيل له انهمك كالمصاب بالصرع فى كتابة المسرحية التى تحدثنا عنها في السيارة ذات يوم، ذات ليلة.. أسميتها" حكاية الشيء الذي جاء من الفضاء وقابل رجلاً مفلساً، وأمس اقترحت لنفسي عنواناً آخر: "النبي والقبعة" على أساس أن القبعة تستر رأس الرجل من الخارج والنبي يستره من الداخل.. ومازلت في حيرة، ولكن المسرحية تمشى على ما يرام. إنني أكتبها لك". ونشر غسان كنفانى أكثر من ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات فى الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني، في أعقاب اغتياله تمت إعادة نشر جميع مؤلفاته، في طبعات عديدة، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات، وترجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونشرت فى أكثر من 20 بلداً، وتم إخراج بعضها فى أعمال مسرحية وبرامج إذاعية فى بلدان عربية وأجنبية عدة، واثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين، ولا تزال أعمال غسان كنفانى الأدبية التى كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى بأهمية متزايدة. وأجبر غسان كنفانى وعائلته على النزوح إلى لبنان، وأكمل دراسته في دمشق، وهناك انضم إلى حركة القوميين العرب التى ضمه إليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953، ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961)، التي كانت تنطق باسم الحركة، مسئولا عن القسم الثقافي فيها، وقد ولد عام 1936 فى عكا بفلسطين وتوفى عام 1972 عقب اغتياله فى بيروت باستخدام عبوة مفخخة.