طالب علماء اليمن الدولة بقطع دابر الفتنة التي أشعلتها عناصر إرهابية في بعض مديريات محافظة صعدة، وحفظ الأمن، وحماية المجتمع، وصون المصالح. وأكد علماء اليمن في بيان لهم في ختام اجتماعهم المكرس للوقوف إزاء احداث صعدة ان مرد الفتنة التي أثارها أولئك البغاة المتمردون في بعض مناطق صعدة بقيادة عبد الملك الحوثي، ناتجة عن تبني أفكار ومناهج بعيدة عن مقتضيات الشرع وقواعده ومقاصده، أفسدت عقولهم وغيرت من مسلمات دينهم ودفعتهم إلى ممارسات خاطئه وأفعال منكره، محذرين في ذات الوقت من أن إحياء التعصب للطائفية والمذهبية يجلب على الأمة الإسلامية كثيراً من الويلات والمآسي والأحزان، وأصبحت الشعوب الإسلامية ترزح تحت وطأتها وتصطلي بنارها وتتجرع غصصها، مشيرين أن ما يجري في العراق الشقيق خير شاهد على ذلك، فكم من دماء سفكت وأرواح أزهقت وأموال أهلكت تحت مظلة الطائفية المقيتة التي أفسدت الحياة وأوجدت العداوة والبغضاء بين الأحباء!!. وقال العلماء :ما جرى ويجري في بعض مناطق محافظة صعدة من أحداث أدت إلى سفك للدماء وإزهاق للأرواح وإهلاك للممتلكات وقطع للسبيل وتعطيل للمصالح وخروج عن الطاعه، كل ذلك دون مسوغ شرعي أو مستند قانوني أو مبرر واقعي، والأصل في المسلم أن يكون مستنداً في أفعاله وتصرفاته إلى منهج الله المتمثل في كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يسلم بتوجيههما دون تردد أو تراجع أو خيره، مؤكدين أن تلك الأفكار والمعتقدات المتطرفة لا تمت إلى اليمن بصلة، إذ أن يمن الإيمان والحكمة آمن وانطلق من الفكر الإسلامي المتحرر المستنير البعيد كل البعد عن التعصب المذهبي أو التحيز لقول، أو الغلو الممقوت أو التكفير المستبيح. وأضافوا:لقد أقامت الدولة على مشعلي هذه الفتنة الحجة بوسائل وطرق عدة، إبتداء بحوار العلماء لهم ودحض ما علق بأذهانهم من شبه وأفكار، مروراً بارسال لجان الوساطة من كل الفئات والشرائح الاجتماعية وانتهاء بعفو رئيس الجمهورية -حفظه الله -وما ترتب عليه من إفراج عن السجناء الذين تم احتجازهم على ذمة تلك الفتنة، وتعويض للممتلكات، وبناء ما تهدم منها،ولكنهم واجهوا الإحسان بالإساءة والوفاء بالنكران والنعم بالجحود، وبعد هذا كله فلا يجوز السكوت عن منكرهم ولا يترك لشرهم أن ينتشر ولباطلهم أن يستمر. ودعا العلماء في بيانهم إلى العمل على نشر المحبة والوئام والاخوة ونبذ الفرقة وإبعاد الفتنة، ونبذ كل أشكال التعصب العنصري والطائفي والمذهبي وغيره، وأكدوا على الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية ووجوب طاعة ولي الأمر والتقيد بالدستور والقوانين المنبثقة من الشريعة الإسلامية التي تتولى تطبيقها مؤسسات الدولة وعدم الخروج عليها. هذا وقد رفع علماء اليمن في ختام اجتماعهم برقية لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية..فيما يلي نصها: فخامة الأخ رئيس الجمهورية ..حفظكم الله: بمناسبة انعقاد جمعية علماء اليمن في صنعاء يشرفنا جميعا أن نرفع إلى مقامكم أخلص التحية واصدق التأييد، ضارعين إلى الله عز وجل أن يؤيدكم في كل ما أنتم بسبيله من خير لليمن والعروبة والإسلام ، وأن اليمن التي قهرت كل المتآمرين عليها في القديم وفي الحديث لا يعجزها في ظل رئاستكم الحكيمه الحازمة أن ترد المؤامرة الهزيلة التي يقوم بها حاقد موتور أو مغرر به مغرور، يحن إلى ماضية المظلم المشؤوم؛ عهد التخلف والتبلد والجمود، والله ناصركم ومؤيدكم يافخامة الرئيس! وهو المسؤول أن يحفظكم ذخرا لليمن والعروبة، وأن يكفيكم حقد الحاقدين وتربص المتربصين ، وأن يجنب اليمن حماقة الحمقى من أبنائها وتربص المتربصين من أعدائها. وعقب صدور البيان طالب سياسيون من جانبهم القوى السياسية في اليمن بضرورة تحديد موقفها إزاء أحداث صعدة وأعمال الشرذمة الحوثية الإرهابية على ضوء بيان العلماء، لما فيه مصلحة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره من خلال التصدي لكل الأفكار الانحرافيه ووأد الفتنة الحوثية الطائفية.