نفى محللون سياسيون أمس أن تكون الحكومة اليمنية منتظرةً من واشنطن أن تقتنع بتورط إيراني في التمرد المسلح بمحافظة صعده حد ما حاول تقرير نشره موقع الأمان الدولي الإيراني تحت عنوان لماذا لم تقتنع واشنطن بتورّط طهران في حرب اليمن .؟ وقال المحللون في تصريحات لصحيفة "أخبار اليوم" أن المشكلة لاتكمن في اقتناع واشنطن من عدمه بوجود تورط إيراني في هذه الحرب مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية باتت تجد في المشروع الإيراني مكملاً رئيسياً لمشروعها في المنطقة . وقالوا إن القول بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها من المشاكل مع طهران ما يكفي حالياً وإن الإدارة الأمريكية تحاول حاليا إحتواء الملفات الإيرانية بدبلوماسية ليس سوى مجرد تخمينات وقرأت توافق ماتريد الأطراف الإيرانية إظهاره للعالم من حولها في الوقت الذي تريد السياسة الإيرانية التخلص من النظرية الأكثر ترجيحاً على المستوى الدولي بأن المشروع الإيراني الأمريكي في الخليج العربي واليمن هو مشروع واحد ينظر إليه إيرانياً في طهران وأمريكياً في واشنطن على أن كل واحد منهما يكمل الأخر أو يكمل سياسة الأخر تجاه المنطقة . ويستدل المحللون على هذا القول بالتوافق الأمريكي الإيراني الذي جاء بالولاياتالمتحدة وقواتها العسكرية لإحتلال العراق والإطاحة بالرئيس صدام حسين وحكمه من بغداد ,وبالتالي يؤكد المحللون أنه ليس بغريب أن تقف الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفاً متساهلاً مع إيران أو أن تتخلى واشنطن عن صنعاء أو حسب ما ذهب إليه التقرير عدم اقتناع واشنطن بتورط طهران في حرب اليمن . ويربط المحللون بين التقرير الإيراني وتقرير نشرته صحيفة «هاآرتس»الإسرائيلية عن الخبير في الشئون الأمنية الاستخباري الإسرائيلي يوسي ميلمان والذي يوضح قيام تل أبيب بعمليات استخبارية داخل دولة إريتريا من بينها عمليات تتعلق بعدد من الدول العربية علي رأسها مصر والسودان واليمن معتبراً عدم تعيين سفير لتل أبيب بإريتريا حتى الآن يعد أمراً خطيراً، خاصةً أن الحديث يدور عن دولة من أهم الدول الإستراتيجية لسياسة تل أبيب الخارجية ويقول المحللون أنه من المعلوم أن إريتريا نقطة تقاطع بالنسبة لعناصر الموساد الإسرائيلي وعناصر الحرس الثوري الإيراني في ظل علاقة إيرانية إسرائيلية متوترة في الإعلام فقط وهو الأمر الذي يجد فيه المحللون أكثر من كاف حالياً لأن تغض واشنطن الطرف تجاه التورط الإيراني في اليمن أو السعودية أو أية دولة في الخليج العربي . ويوضح المحللون إنه إذا كانت الحكومة اليمنية المعني الأول بالرد على التورط الإيراني بشئونها الداخلية تتعاطى مع الأمر بدبلوماسية هي محل إعتراض وإستنكار واسع في الأوساط الشعبية والسياسية اليمنية ,وأنه رغم إدراك صنعاء للدعم الإيراني غير المحدود لعناصر التمرد الحوثية والعناصر الإرهابية القاعدية والمجاميع المسلحة في الحراك الجنوبي التي باتت تهدد الوحدة اليمنية إلا أنها لم تتخذ أي موقف رسمي مباشر كسحب سفيرها في طهران أو طرد السفير الإيراني بصنعاء حتى الآن ومنذ ست سنوات وستة حروب متتابعة ,فكيف ستأتي الولاياتالمتحدة الأمريكية لإتخاذ موقف محدد تجاه طهران نيابة عن الحكومة اليمنية . ويقول المحللون حد علمنا وبحسب متابعتنا للتطورات المتعلقة بهذا الموضوع فإن صنعاء ترفض وبشدة أي تدخل خارجي بشئونها الداخلية وتتعاطى مع ملف التمرد الحوثي بصعده في هذا الإطار وأنه لم يكن للقوات السعودية أن تشارك في الحرب ضد الحوثيين لولا أن هؤلاء قد قاموا بالتسلل إلى الأراضي السعودية وانتهاكهم سيادتها . وحول قرآءتهم للمغزى الذي تسعى طهران لتحقيقه من الحديث حول هذا الموضوع يرى المحللون أن طهران تواصل استفزازها المعتاد لصنعاء بغية تحقيق العديد من الأهداف ,ففيما تريد أن توحي لصنعاء أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قد تخلت عنها بنفي أحد المسئولين الأمريكيين أن يكون لديه اعتقاد بان إيران متورطة في حرب صعده فإنها تسعى أيضا إلى الدفع بالحكومة اليمنية نحو الأحضان الأمريكية بقوة وحينها ستكون صنعاء قد تخلت عن سيادتها رسميا وحققت الغرض الإيراني من هذه الحرب الأمر الذي سيكون له انعكاس شعبي يمني رافض للحكومة ومقاوم لها ما يعزز من موقف وقوة المتمردين الذين يرفعون شعار الموت لأمريكا وهذا يحقق مشروع إيران في هذه الحرب ويرجح المحللون أن يكون الهدف الإيراني من وراء مثل هذه التقارير والتسريبات الإعلامية الإيرانية هو الدفع بالحكومة اليمنية إلى تدويل قضية صعده وبالتالي تدويل كل القضايا الموجودة في اليمن من التمرد إلى ملف الحراك الجنوبي وملف تنظيم القاعدة مشيرين إلى أنه فيما يتعلق بملف القاعدة فإن التقارير الإعلامية الدولية حالياً بدأت أكثر نشاطاً كونها تريد أن تبث رسالة وتعزز قناعة دولية بأن اليمن صار بؤرة خطيرة لتنظيم القاعدة . ويشير المحللون إلى أنه فيما يتعلق بالمشاركة السعودية في الحرب على العناصر الحوثية فإن إيران مقتنعة تماماً أن الموضوع لا يمكن تفسيره أو تقديمه للشعب اليمني أو لسواه على أن انتهاك للسيادة اليمنية كون السعودية لم تجد نفسها مضطرة لإستخدام القوة ضد المتمردين الحوثيين إلى بعد أن تم الاعتداء على سيادتها.