قال المفكر الأميركي الشهير/ نعوم تشومسكي: إن تدخل العسكر في مصر في 3 يوليو, انقلاب جاء لوضع حد للديمقراطية الناتجة عن الثورة, بتخطيط من الجيش والأنظمة الرجعية العربية خاصة السعودية والإمارات، تحت غطاء الاحتجاجات الشعبية المناهضة لمحمد مرسي وللحفاظ على مصالحهم الكبرى واستمرار سيطرتهم على الدولة. وأشار نعوم تشومسكي, إلى أن اختفاء قوات الشرطة أيام حكم مرسي كان يسعد الجيش، بحيث أرادوا أن يوصلوا رسالة مفادها لا حكم يمكن أن ينجح إلا نحن ومن خلالنا، ودلل على ذلك عودة قوة الداخلية بعد انقلاب 3 يوليو، وعودة المشتقات النفطية والديزل والبنزنين، وقال: هذه توضح أن تلك الخطوات جزءا من جهود قامت به المؤسسة العسكرية للانقلاب. وأضاف تشومسكي خلال محاضرة أقامها, بدعوة من رابطة الطلاب المصريين في نيويورك- إن العسكر لا يبنون ديمقراطية ولا دولة علمانية، وإنما جاء تدخلهم لإفشال أي حكم يمكن أن يهدد سيطرتهم على الدولة وثرواتها، وأضاف بأن العسكر هم من كان يقوم بالعنف والتسلط أيام مرسي، وأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ظل التهديد الرئيس لنظام مرسي. ووصف تشومسكي, تدخل العسكر بأنه انقلاب عسكري صريح، وليس استجابة للإرادة الشعبية، التي يتحجج بها العسكر, الناتجة عن مظاهرات الاحتجاج في 30 يونيو، لأن تدخل العسكر كان استجابة لجزء من الشعب، فيما كان الجزء الأكبر من الشعب يصوت للإخوان. وتابع تشومسكي: إن استدعاء العسكر لم يكن الخيار البديل ولا المناسب، إذ كان يمكن أن يتم من خلال النظام البرلماني المفتوح للجميع عبر إمكانية تحالف اليسار والليبراليين وغيرهم داخل البرلمان، لكن هؤلاء انقسموا فيما بينهم بصراعات أضعفت من معارضتهم، وقوتهم، مشيراً إلى أن نظام مرسي كان قد أنجز تقدماً حقيقياً فيما يخص حرية التعبير والكلمة، والتجمعات السياسية، وأنه وفّر فرصة سانحة للعمل السياسي. ونبه نعوم تشومسكي إلى خطورة استخدام الجيش وحلفائه من العلمانيين واليساريين لمصطلح الشعب، للإشارة إلى التيارات المعارضة للإخوان، كونهم يمثلون جزءا من الشعب، ويمثل الإخوان جزءا كبيرا من الشعب، وقال بأن هدف هذا المصطلح هو التضليل. ورأى تشومسكي أنه تم تقسيم الشعب المصري, من خلال الاعتقاد بأن قادة الجيش ملتزمون بالدفاع عمن يسمونهم الشعب في وجه جماعة الإخوان المسلمين، ودعا قادة الجيش إلى تجنب استخدام كلمة "الشعب" لأن الشعب منقسم بشدة على حد تعبيره. واعتبر أنه يمكن معارضة الإخوان المسلمين وانتقاد سلوكهم، إلا أنه لا يمكن إلغاء وجودهم. واعتبر تحالف العلمانين واليسارين مع العسكر بأنه خطأ جسيم، وأنهم سيتحولون إلى ضحايا لهذا الانقلاب، كنتاج طبيعي لحكم العسكر، وأضاف" انتقدت ترحيب عدد من أصدقائي من الليبراليين واليساريين والعسكريين بتدخل العسكر لأنهم سيكونون ضحاياه". وحذر تشومسكي من أن استمرار الانقلاب العسكري وقمع الإخوان القاسي, كون هذا النهج سيقود مصر إلى حرب أهلية يشبه ما يحدث في سوريا، فيما سخر من الشائعات التي تروج بأن السيسي – قائد الجيش والانقلاب- أفشل مشروع الشرق الأوسط الجديد، مشيراً إلى أنه لا توجد أي مؤشرات على ذلك. ونفى نعوم تشومسكي أن تكون الولاياتالمتحدة قد ساعدت على وصول الإخوان للحكم، أو أسقطتهم منه، مفسراً فوز الإخوان بالانتخابات بأنه راجع إلى عملهم في العشوائيات والأحياء الفقيرة لتنظيم الناس، فيما كان فيه المثقفون اليساريون يتناولون أطعمة فاخرة على يخوت سياحية.