ذكرى إعلان فك الارتباط.. جدار جنوبي راسخ لفظ الوحدة المشؤومة    خاصموا الانتقالي بود وأختلفوا معه بشرف    شراكة الانتقالي وتفاقم الازمات الاقتصادية في الجنوب    أين نصيب عدن من 48 مليار دولار قيمة انتاج الملح في العالم    هل يمكن لبن مبارك ان يحدث انفراجة بملف الكهرباء بعدن؟!    قاتلكم الله 7 ترليون في الكهرباء فقط يا "مفترين"    مظاهرة حاشدة في حضرموت تطالب بالإفراج عن السياسي محمد قحطان    "ضربة قوية لمنتخب الأرجنتين... استبعاد ديبالا عن كوبا أميركا"    يوفنتوس يعود من بعيد ويتعادل بثلاثية امام بولونيا    فيديو فاضح لممثلة سورية يشغل مواقع التواصل.. ومحاميها يكشف الحقيقة    شاهد :صور اليوتيوبر "جو حطاب" في حضرموت تشعل مواقع التواصل الاجتماعي    شاهد : العجوز اليمنية التي دعوتها تحققت بسقوط طائرة رئيس إيران    لليوم الثالث...الحوثيون يفرضون حصاراً خانقاً على مديرية الخَلَق في الجوف    صراعات داخل مليشيا الحوثي: قنبلة موقوتة على وشك الانفجار    ناشطون يطالبون الجهات المعنية بضبط شاب اعتدى على فتاة امام الناس    "يقظة أمن عدن تُفشل مخططًا إجراميًا... القبض على ثلاثه متهمين قاموا بهذا الأمر الخطير    اللجنة الوطنية للمرأة تناقش أهمية التمكين والمشاركة السياسة للنساء مميز    رئيس الوفد الحكومي: لدينا توجيهات بعدم التعاطي مع الحوثيين إلا بالوصول إلى اتفاقية حول قحطان    وهم القوة وسراب البقاء    "وثيقة" تكشف عن استخدام مركز الاورام جهاز المعجل الخطي فى المعالجة الإشعاعية بشكل مخالف وتحذر من تاثير ذلك على المرضى    مجلس النواب يجمد مناقشة تقرير المبيدات بعد كلمة المشاط ولقائه بقيادة وزارة الزراعة ولجنة المبيدات    ثلاث مرات في 24 ساعة: كابلات ضوئية تقطع الإنترنت في حضرموت وشبوة!    إعلان هام من سفارة الجمهورية في العاصمة السعودية الرياض    الصين تبقي على اسعار الفائدة الرئيسي للقروض دون تغيير    مجلس التعاون الخليجي يؤكد موقفه الداعم لجهود السلام في اليمن وفقاً للمرجعيات الثلاث مميز    لابورتا وتشافي سيجتمعان بعد نهاية مباراة اشبيلية في الليغا    رسميا.. كاف يحيل فوضى الكونفيدرالية للتحقيق    منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن قلقها إزاء العنف ضد الأقلية المسلمة (الروهينغا) في ميانمار    منتخب الشباب يقيم معسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا    اتحاد الطلبة اليمنيين في ماليزيا يحتفل بالعيد ال 34 للوحدة اليمنية    البرغوثي يرحب بقرار مكتب المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية مميز    إيران تعلن رسميا وفاة الرئيس ومرافقيه في حادث تحطم المروحية    قيادات سياسية وحزبية وسفراء تُعزي رئيس الكتلة البرلمانية للإصلاح في وفاة والده    اشتراكي الضالع ينعي الرفيق المناضل رشاد ابو اصبع    مع اقتراب الموعد.. البنك المركزي يحسم موقفه النهائي من قرار نقل البنوك إلى عدن.. ويوجه رسالة لإدارات البنوك    مأساة في حجة.. وفاة طفلين شقيقين غرقًا في خزان مياه    وفاة طفلة نتيجة خطأ طبي خلال عملية استئصال اللوزتين    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    عبد الله البردوني.. الضرير الذي أبصر بعيونه اليمن    أرتيتا.. بطل غير متوج في ملاعب البريميرليج    الريال يخسر نجمه في نهائي الأبطال    تغير مفاجئ في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    مدارس حضرموت تُقفل أبوابها: إضراب المعلمين يُحوّل العام الدراسي إلى سراب والتربية تفرض الاختبارات    كنوز اليمن تحت رحمة اللصوص: الحوثيون ينهبون مقبرة أثرية في ذمار    الدوري الفرنسي : PSG يتخطى ميتز    غموض يحيط بمصير الرئيس الايراني ومسؤولين اخرين بعد فقدان مروحية كانوا يستقلونها    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 35,456 شهيداً و 79,476 مصابا    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الألغام..تركة الحرب الثقيلة التي خلفها الحوثيون لسكان تعز
إدانات دولية تلاحق المليشيا وتطالب بلجنة تحقيق مستقلة في انتهاكاتها للقوانين وتعويض الضحايا
نشر في أخبار اليوم يوم 11 - 09 - 2016

يظل الثالث والعشرون من سبتمبر/ أيلول عالقاً في ذاكرة أمة الخالق، اليوم الذي فقدت فيه زوجها "32 عاماً"، وطفلتها ذات السنوات الخمس..

كانت الأسرة في طريقها من صنعاء إلى تعز لقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم.. عندما اصطدمت سيارتهم بلغم مضاد للمركبات زرعه الحوثيون في طريق وادي الضباب، غربي مدينة تعز، وسط اليمن..
رغم مرور عام على الحادث، الذي نجت منه، تتذكر أمة الخالق "27 عاما"، إنها بعد الانفجار فقدت الوعي لبضع دقائق.. تقول:" أصيبت ابنتي. قُتل جميع الرجال. أتذكر رؤيتهم ينزفون على الأرض"..
الحادثة التي قُتل فيها 6 أفراد من أسرة واحدة بينهم طفل، وأصيب 3 آخرون، واحدة من عدة حوادث وثقها تقرير دولي حديث، حدثت تفاصيلها العام الماضي في تعز، حيث تحصد ألغام الحوثيين أرواح المدنيين..
قسوة بالغة تجاه المدنيين
ما تزال الأرقام الإجمالية لضحايا الألغام في تعز غير متاحة، قتلت الألغام الأرضية 18 شخصا على الأقل وأصابت أكثر من 39 بين مايو/أيار 2015 وأبريل/نيسان 2016، وفقا ل"المنظمة الوطنية لمكافحة الألغام"، مقرها في تعز.
كافة الوفيات ال 18 الموثقة، باستثناء 1، ناتجة عن الألغام المضادة للمركبات، في حين أن 9 من 11 إصابة دائمة ناتجة عن الألغام المضادة للأفراد.
وثقت المنظمة الوطنية أن الألغام الأرضية في تعز قتلت 5 أطفال، وتسببت بإعاقات دائمة لأربعة، وأصابت 13 آخرين.
يقول ناشط محلي ل هيومن رايتس ووتش إنه بتاريخ 9 أغسطس/آب 2016، قتل 11 مدنيا، بينهم 7 أطفال، بألغام مضادة للمركبات في حي الوازعية غربي تعز. طفلان منهم بعمر 4 سنوات.
بحسب علي، والد أحد الرجال الذين لقوا حتفهم في حادثة الضاب، إنه علم بعد الهجوم أن الأسرة حُذّرت من أن الحوثيين زرعوا الطريق بالألغام في ذلك اليوم، أثناء مغادرتهم إثر غارة جوية على نقطة تفتيش قريبة.
يقول: زوج أمة الخالق، الذي كان يقود المركبة، حاول الالتفاف.. ويضيف"ابتعدت الإطارات بضع سنتيمترات فقط عن الطريق ووقع الانفجار".
وفيما تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش أن استخدام قوات الحوثيين وحلفائها للألغام الأرضية في تعز، ثالث أكبر مدينة يمنية، تسبب بالعديد من الإصابات في صفوف المدنيين ويعيق عودة الأسر التي نزحت بسبب القتال.
تطالب ووتش، في تقريرها، الحوثيين، وقوات التحالف الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح أن يوقفوا فورا استخدام هذه الأسلحة..
وتشدد أنه على جميع أطراف النزاع في اليمن الالتزام بمعاهدة حظر الألغام لعام 1997، التي انضمت لها اليمن في 1998.
يقول ستيف غوس، مدير قسم الأسلحة في هيومن رايتس ووتش: "باستخدام الألغام الأرضية، تُظهر قوات الحوثيين وحلفائها قسوة بالغة تجاه المدنيين".
ويؤكد "على الأطراف المتحاربة في اليمن التوقف فورا عن زرع الألغام، وتدمير أي ألغام بحوزتها، وضمان عمل فرق نزع الألغام دون عوائق حتى يتسنى للأسر العودة إلى بيوتها بسلام".
مصائد الموت الحوثية
قابلت هيومن رايتس ووتش 14 شخصا في تعز، منهم ضحايا الألغام الأرضية أو أقاربهم، والطواقم الطبية في تعز والعاملين على إزالة الألغام. تحدثت ووتش مع مسؤولي ونشطاء إزالة الألغام اليمنيين.
يقول أخصائيون يمنيون في إزالة الألغام في تعز وطواقم طبية إن الألغام الأرضية تسببت في عشرات الإصابات بين المدنيين منذ مارس/آذار.
في يونيو/حزيران، أفاد الدكتور سهيل الذبحاني مدير عام مستشفى الروضة في تعز ل هيومن رايتس ووتش إن المستشفى تعامل منذ أواخر أبريل/نيسان مع 50 شخصا- 30 رجلا و8 نساء، و12 طفلا- عانوا من بتر طرف أو أكثر يُعتقد أنهم أصيبوا جراء الألغام الأرضية. أحد ضحايا الألغام الأرضية الذين عالجهم كان بعمر 9 سنوات.
حققت هيومن في 5 حالات لأشخاص بُترت أطرافهم بسبب الألغام المضادة للأفراد في تعز منذ مارس/آذار. ففي 21 يونيو/حزيران 2016
أصيب سامي، مقاتل في صفوف المقاومةفي تعز، بلغم أرضي مضاد للأفراد في أثناء عودته لمنزله عبر حي ثعبات السكني، وفقا لشقيقه الأكبر رامي (29 عاما).
الأشخاص الذين أنقذوا سامي أخبروا شقيقه أنه كان يسير في الحي حوالي الساعة 7:30 صباحا عندما انفجر شيء ما على الأرض فجأة.
قال رامي ل هيومن رايتس ووتش بعد شهر إن سامي كان ما يزال في المستشفى لإصابته الشديدة جراء الانفجار الذي أعماه وأدى لبتر ساقيه تحت الركبة. كما يعاني حاليا من صعوبة في النطق.
كما أصاب لغم ارضي عمار (32 عاما)، من سكان تعز، في حي الزنوج في 23 أبريل/نيسان. قال عمار ل إنه ذهب إلى الزنوج في محاولة لانتشال جثة أحد الأصدقاء (20 عاما) الذي قتل قبل بضعة أسابيع.
لم يتمكن أحد من انتشال الجثة بسبب انتشار القناصة التابعين للحوثيين والقوات المتحالفة معهم في المنطقة.
عندما وصل عمار حوالي الساعة 9:30 صباحا وجد الحي فارغا، تركه قاطنوه بسب الحرب. فجأة وقع انفجار...
"ارتبكت، ظننته قنبلة يدوية، بدأت بالركض وأنا أعرج. شعرت بأنني أصبحت أقصر أو أنني خطوت على حفرة. نظرت فرأيت أني فقدت قدمي اليسرى": يقول عمار الذي تلقى العلاج في مستشفى الروضة، حيث بُتر ما تبقى من قدمه اليسرى.
ياسر (23 عاما) كان يعمل مع فريق إزالة الألغام في منطقة الحصب بتاريخ 1 أبريل/نيسان. وصل الفريق المكون من 10 خبراء إزالة ألغام حوالي الساعة 8 صباحا إلى المنطقة..
يقول:" كنت أمسح طريقا فرعيا شارع صغير.. رأيت بعض الأغصان على الأرض، فنقلتها، انفجر شيء فجأة ولم أشعر بأي شيء، لم أقو على الحراك. جاء الفريق بعد لحظات ونقلني إلى مستشفى الروضة. فقدت ثلثي قدمي اليسرى".
يوم 9 مارس/آذار أصاب لغم أرضي الطالب الجامعي رائد (27 عاما)، وشقيقه قايد (26 عاما)، خلال محاولتهما العودة إلى منزل العائلة في حي حصب.
كانت العائلة قد فرت في يونيو/حزيران 2015 بسبب القتال. وأضاف أن قوات الحوثيين احتلت الحي ولكنها انسحبت.
ذهبا إلى المنزل قرابة الساعة 10:30 صباحا، معتقدين أنه آمن. وجدا الباب الأمامي مغلقا فسارا إلى الجزء الخلفي من المنزل.
قال رائد: "انفجر شيء فجأة. لم أشعر بشيء لكني سقطت على الأرض ورأيت أخي يسقط كذلك والغبار يتناثر حولنا. لم أستطع السير، ورأيت قدمي اليمنى تنزف".
حاول قايد إيقاف نزيف أخيه. حازم، شخص سمع الانفجار، هبّ لنجدتهما، لكن لغما آخر انفجر عندما كان على بعد 5 أمتار وعندها "سقط أرضا وساقه اليمنى تنزف وهي محطمة"، وفقا لقايد. عولج الرجال الثلاثة في مستشفى الثورة.
يقول رائد:"أنا الآن قدمي اليمنى مبتورة بسبب الألغام الأرضية، كما قال لي الجميع لاحقا... إنه حي مدني، منعت المقاومة الآن الجميع من العودة إلى الحي، لأنه مليء بالألغام الأرضية. بُترت أيضا ساق حازم اليسرى".
يفيد عصام البتراء، الذي يرأس مجموعة من المتطوعين في مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل بتعز الذي يساعد الأشخاص الذين بترت أطرافهم، إن المركز تعامل مع 29 حالة على الأقل من الإصابات الناجمة عن الألغام الأرضية منذ إعادة فتحه في 9 مايو/أيار، بعد إغلاقه لعام تقريبا بسبب القتال في المدينة.
تفخيخ الحياة
احتل الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق صالح أجزاء من تعز من مارس/آذار 2015 حتى مارس/آذار 2016، منها مناطق وثقت فيها هيومن رايتس ووتش سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام المضادة للأفراد.
خبراء إزالة الألغام الذين دخلوا هذه المناطق مؤخرا، بعد انسحاب الحوثيين والقوات الحليفة لها، أزالوا ودمروا الألغام من مناطق حيث لم يُعرَف وجود الألغام قبل النزاع.
مسؤولون في وزارة حقوق الإنسان في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون و"حزب المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه صالح، قالوا ل هيومن رايتس ووتش في أواخر يوليو/تموز إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم لم يستخدموا الألغام المضادة للأفراد.
يقول مسئول في مكتب ما يسمى"اللجنة الثورية العليا"، التابعة لجماعة الحوثي، في أوائل أغسطس/آب إن المجموعة لم تزرع الألغام المضادة للأفراد في مدينة تعز.
بحسب ووتش اعترف المسئول باستخدام الحوثيين للألغام المضادة للمركبات، لكنه قال إنها استُخدمت "في مناطق عسكرية" فقط، وادعى أن الضحايا المدنيين جراء الألغام المضادة للمركبات كانوا نادرين. فقد زعم المسئول أن جماعات مسلحة أخرى في اليمن، لم يُسَمّها، استخدمت الألغام المضادة للأفراد.
في سبتمبر/أيلول، استلمت هيومن رايتس ووتش رسالة من وزارة الخارجية في صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين وحليفهم حزب المؤتمر الشعبي.
لم تتطرق الرسالة للنتائج التي توصلت إليها هيومن رايتس، ولكنها أكدت التزام اليمن بمعاهدة حظر الألغام، والإعداد لإنشاء لجنة للتحقيق في استخدام الألغام الأرضية في تعز بعد انتهاء النزاع.
تشدد المنظمة الدولية إنه يجب على صنعاء عدم انتظار التحقيق في استخدام الحوثيين وحلفائهم للألغام الأرضية، واتخاذ خطوات فورية لضمان توقف القوات التابعة لها عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، وتدمير أي مخزونات في حوزتها، وإلحاق العقاب المناسب بكل من يستخدم أسلحة عشوائية.
قال العقيد المهندس طاهر حميد، مهندس متطوع مع الجمعية الوطنية لإزالة الألغام بتعز، إن فريقه بدأ نزع الألغام في تعز في أوائل مارس/آذار في الأحياء التي انسحب منها الحوثيين والقوات المتحالفة معهم مؤخرا.
أزال الفريق الألغام الأرضية من 16 موقعا، بما في ذلك حيّي الحصب والزنوج، حيث وثقت هيومن رايتس ووتش وقوع ضحايا مدنيين نتيجة الألغام المضادة للأفراد.
كما ذكر حميد أن فريقه أزال ودمر 24 عبوة ناسفة في مارس/آذار وأبريل/نيسان. العبوات الناسفة التي تنفجر عند ملامسة الضحية لها أو بسبب وجود شخص بالقرب منها أو ملامسته لها، تعرّف على أنها ألغام أرضية مضادة للأفراد وهي محظورة بموجب معاهدة حظر الألغام.
في أغسطس/آب، قال "المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام" في اليمن ل هيومن رايتس ووتش إن موظفيه أزالوا 32 لغما مضادا للأفراد و25 لغما مضادا للمركبات في محافظة تعز منذ مارس/آذار.
تحظر معاهدة 1997 لحظر الألغام استخدام الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف. أما الألغام المضادة للمركبات، غير المحرمة دوليا، فغالبا ما تستخدم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، على سبيل المثال عندما تستخدم عشوائيا أو دون اتخاذ احتياطات كافية لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
قالت هيومن رايتس ووتش إن هناك حاجة ماسة إلى المساعدات الدولية في اليمن لتجهيز الموظفين وتدريبهم لمسح وإزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب بأسلوب منهجي من المناطق التي شهدت قتالا مؤخرا.
وشددت المنظمة أنه ينبغي تقديم التعويض المناسب والمساعدة والدعم للجرحى وأسر الضحايا، بما في ذلك الرعاية الطبية والتأهيل.
وأكدت إن على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اعتماد توصية المفوض السامي لحقوق الإنسان بإنشاء لجنة دولية مستقلة للتحقيق بالانتهاكات الخطيرة لقوانين الحرب التي ترتكبها جميع أطراف النزاع في اليمن.
يقول غوس: "الألغام الأرضية المضادة للأفراد عشوائية بطبيعتها، ولا ينبغي استخدامها تحت أي ظرف. يزيد استخدامها في اليمن من بؤس الحرب المدمرة التي ستستمر آثارها لسنوات لاحقة".
مخاوف عودة النازحين
في مارس/آذار وأبريل/نيسان 2015، سيطر الحوثيون والقوات المتحالفة معهم على حيي الحصب والزنوج السكنيين، فضلا عن العديد من المناطق الأخرى في المدينة.
قال هائل الهلالي محامي وناشط حقوقي من تعز ل هيومن رايتس ووتش إن الحوثيين وحلفاءهم سيطروا على هذه المناطق لعام تقريبا.
بدأت المقاومة الشعبية، ابتداء من مطلع 2016، بدحر الحوثيين والقوات المتحالفة معهم خارج أجزاء مختلفة من المدينة.
تسبب القتال العنيف في كلا المنطقتين بفرار العديد من السكان. وعندما حاول بعض السكان العودة لمنازلهم، وجدوا أحياءهم السكنية السابقة مزروعة بالألغام.
قال مسئولو إزالة الألغام ونشطاء محليون إن الطرق المؤدية إلى تعز والتي انسحب الحوثيون وقوات حليفهم صالح منها، فضلا عن مناطق أخرى حول المدينة، مزروعة بالعديد من الألغام الأرضية.
في تقرير لشبكة "سكاي نيوز" في مارس/آذار، أورد محمد القاضي، الصحفي اليمني القاطن في تعز، أن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم زرعوا الألغام في العديد من الأحياء غربي تعز، بما في ذلك الحصب.
وقال أحد السكان الذين عادوا مؤخرا إلى تعز بعد 11 شهرا من النزوح إن العديد من السكان الآخرين غير قادرين على العودة بسبب استمرار خطر الألغام الأرضية.
وقال مسؤول محلي عن إزالة الألغام ل سكاي نيوز إن فريقه وجد 30 عبوة ناسفة و27 لغما مضادا للمركبات على طول أحد الطرق الرئيسية المؤدية لتعز، والذي يستخدم لنقل الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها في المدينة.
قال العقيد المهندس حميد إن فرق جمعية تعز الوطنية لإزالة الألغام دخلت حيي الحصب والزنوج بعد انسحاب قوات الحوثيين وحلفائها، وبدأ فريق نزع الألغام عمله أوائل مارس/آذار، بإزالة وتدمير الألغام الأرضية مما لا يقل عن 16 موقعا.
خروقات لمعاهدة حظر الألغام
مع انهيار محادثات السلام أواخر يوليو/تموز، اشتد القتال في جميع أنحاء اليمن. قال ناشط بإزالة الألغام في جنوب اليمن ل هيومن رايتس ووتش في أواخر يوليو/تموز إن سكان بلدة كرش قالوا إن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم زرعوا ألغاما مضادة للمركبات وألغاما مضادة للأفراد في منطقتهم، بين لحج وتعز.
أفاد خبراء بأن الألغام الأرضية، ومنها الألغام المزروعة حديثا، تسببت بسقوط ضحايا من المدنيين في محافظات أخرى من اليمن.
صادق اليمن على معاهدة حظر الألغام للعام 1997 في 1 سبتمبر/أيلول 1998، ملتزما بعدم استخدام الألغام المضادة للأفراد تحت أي ظرف من الظروف، ومنع الأنشطة المحظورة بموجب المعاهدة.
ما مجموعه 162 دولة هي أطراف في المعاهدة التي تحظر بشكل شامل استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الألغام المضادة للأفراد وتتطلب إزالتها ومساعدة الضحايا.
وتماشيا مع العرف الدولي الذي أنشئ بموجب معاهدة حظر الألغام، تدين هيومن رايتس ووتش أي استخدام للألغام المضادة للأفراد من قبل أي طرف في أي وقت.
في أبريل/نيسان 2002، أبلغ اليمن الأمم المتحدة أنه انتهى من تدمير مخزونه الذي يحوي 4 أنواع من الألغام المضادة للأفراد، كما هو مطلوب بموجب المعاهدة. ومع ذلك، ظهرت أنواع أخرى من الألغام المضادة للأفراد التي لم يبلغ اليمن عن حيازتها منذ ظهرت في البلاد.
قال العقيد المهندس حميد إنه منذ مارس/آذار إلى أغسطس/آب 2016، أزالت الجمعية الوطنية لإزالة الألغام في تعز 25 لغما من طراز "بي بي إم -2" ( PPM-2 )، منها 3 في حي الزنوج في أغسطس/آب. صُنعت ألغام بي بي إم -2 في ألمانيا الشرقية السابقة.
لم يبلغ اليمن عن تخزين ألغام بي بي إم-2، ما يوحي إما أن إعلان اليمن المقدم للأمين العام للأمم المتحدة بالانتهاء من تدمير مخزونه من الألغام عام 2002 كان غير صحيح، أو أنه حصل على هذه الألغام من مصدر آخر بعد عام 2002.
في الرسالة التي بعثتها في سبتمبر/أيلول 2016، زعمت وزارة الخارجية أن أشخاصا هربوا أسلحة إلى اليمن، منها ألغام مضادة للأفراد، في السنوات الأخيرة، وأن الحكومة لم تكن قادرة على بسط سيطرتها على حدودها البرية والبحرية بسبب عدم الاستقرار والقتال. لم تقدّم الوزارة أي أدلة تثبت هذه المزاعم.
من غير المرجح أن أيا من الألغام المضادة للأفراد من طراز بي بي إم-2 التي وجدت في اليمن صُنعت مؤخرا.
الألغام المضادة للأفراد من هذا الطراز التي وجدها العاملون في إزالة الألغام في تعز عليها علامات تفيد بأنها أنتجت عام 1981.
كما يبدو أن الحوثيين والقوات المتحالفة معهم استخدموا الألغام المضادة للمركبات، بما في ذلك "تي إم-62" ( TM-62 ) و"تي إم-57" ( TM-57 ) المصنوعة في الاتحاد السوفييتي السابق والألغام المضادة للمركبات "يو كي إي-63" ( UKA-63 ) المصنعة في المجر.
قال حميد، المسؤول المحلي لإزالة الألغام، إن فرق إزالة الألغام أزالت ودمرت 66 لغما من طراز تي إم-57 في تعز بين مارس/آذار وأغسطس/آب 2016، 6 منها في طريق وادي الضباب في أغسطس/آب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.