د. صدام: المجلس الانتقالي ساهم في تعزيز مكانة الجنوب على الساحة الدولية    سياسي جنوبي: أنهم ضد الاستقلال وليس ضد الانتقالي    الشرعية على رف الخيبة مقارنة بنشاط الحوثي    قوات دفاع شبوة تضبط مُرّوج لمادة الشبو المخدر في إحدى النقاط مدخل مدينة عتق    ضربة موجعة وقاتلة يوجهها أمير الكويت لتنظيم الإخوان في بلاده    لحوم العلماء ودماء المسلمين.. قراءة في وداع عالم دين وشيخ إسلام سياسي    أبرز المواد الدستورية التي أعلن أمير ⁧‫الكويت‬⁩ تعطيل العمل بها مع حل مجلس الأمة    مليشيت الحوثي تعلن فتح الطريق بين مارب والبيضاء من هذه الجهة    تعرف على نقاط القوة لدى مليشيا الحوثي أمام الشرعية ولمن تميل الكفة الآن؟    "صحتي تزداد سوءا".. البرلماني أحمد سيف حاشد يناشد بالسماح له للسفر للعلاج ودعوات لإنقاذ حياته وجماعة الحوثي تتجاهل    الحوثيون يتحركون بخطى ثابتة نحو حرب جديدة: تحشيد وتجنيد وتحصينات مكثفة تكشف نواياهم الخبيث    "حرمة الموتى خط أحمر: أهالي المخا يقفون بوجه محاولة سطو على مقبرة القديمي"    أنشيلوتي: فينيسيوس قريب من الكرة الذهبية    صباح (غداً ) السبت اختتام دورة المدربين وافتتاح البطولة بعد الظهر بالصالة الرياضية    الليغا .. سقوط جيرونا في فخ التعادل امام الافيس    هل الموت في شهر ذي القعدة من حسن الخاتمة؟.. أسراره وفضله    البدر يلتقي الأمير فيصل بن الحسين وشقيق سلطان بروناي    25 ألف ريال ثمن حياة: مأساة المنصورة في عدن تهز المجتمع!    وثيقة" مجلس القضاء الاعلى يرفع الحصانة عن القاضي قطران بعد 40 يوما من اعتقاله.. فإلى ماذا استند معتقليه..؟    اكلة يمنية تحقق ربح 18 ألف ريال سعودي في اليوم الواحد    مبابي يودع PSG الفرنسي    عملية نوعية تكشف خيوط هجوم إرهابي في أبين والقبض على المتهمين    محاولة اختطاف فاشلة لسفينة شرقي مدينة عدن مميز    وفاة وإصابة أكثر من 70 مواطنا جراء الحوادث خلال الأسبوع الأول من مايو    السلطات المحلية بالحديدة تطالب بتشكيل بعثة أممية للإطلاع على انتهاكات الحوثيين مميز    في رثاء الشيخ عبدالمجيد بن عزيز الزنداني    الذهب يتجه لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 5 أبريل    بسمة ربانية تغادرنا    جماعة الحوثي تعلن ايقاف التعامل مع ثاني شركة للصرافة بصنعاء    بسبب والده.. محمد عادل إمام يوجه رسالة للسعودية    أبوظبي اكستريم تعلن عن طرح تذاكر النسخة الرابعة التي ستقام في باريس 18 مايو الجاري    ثلاث محافظات يمنية على موعد مع الظلام الدامس.. وتهديد بقطع الكهرباء عنها    عندما يغدر الملوك    قارورة البيرة اولاً    جزار يرتكب جريمة مروعة بحق مواطن في عدن صباح اليوم    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    ولد عام 1949    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أتباع الحوثي شنوا 15 حربا ضد مخالفيهم
منظمة للدفاع عن حقوق الأقليات : مبررات الحوثيين لشن حرب على الأقلية السلفية غير مقنعة
نشر في الأضواء يوم 08 - 01 - 2012

أكدت منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز في اليمن أن تبريرات جماعة الحوثي لشن حرب على السلفيين بدماج غير مقنعة.
وقالت - في تقريرها الأول عن المواجهات بين الحوثيين والأقلية السلفية في دماج بصعدة - إن جماعة الحوثي بررت الحصار وشن الحرب بقيام سلفيين بالاعتداء على أحد عناصر الحوثي ضربا وبدء تحول السلفيين إلى جماعة مسلحة.
وكشف التقرير أن جماعة الحوثي اصطدمت مع كل مخالفيها مذهبيا ودينيا وسياسيا، وقال إن الجماعة قادت 15 حربا ضد مخالفيها، وأقدمت على طرد اليهود، وسعت إلى فرض امتدادها بالقوة على صعدة، وأجزاء من عمران والجوف وحجة.
وأشار التقرير الصادر في 20 صفحة إلى وجود فتاوى تكفيرية من قبل السلفيين ضد الحوثيين برزت بشكل لافت بعد فرض الحصار عليهم من قبل الحوثيين، حيث أصدروا فتاوى بمقاتلة الحوثيين الذين وصفوهم بالروافض والزنادقة، وقالوا إن اليهود أهون منهم.
وحذر التقرير من وجود تحشيد للقبائل من قبل طرفي الصراع في دماج ما قد يؤدي إلى تفجر الوضع بشكل أكبر إذا لم توجد حلول جذرية للصراع في دماج.
وعبرت منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز عن استغرابها لصمت الكيانات السياسية إزاء الأحداث في دماج، وكذا عدم إعلان حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة عن أية مواقف أو تحركات إزاء الأحداث في دماج.
وقالت منظمة سواء إن الإحصاءات التي قامت بجمعها تؤكد سقوط 136 قتيلا بين السلفيين والحوثيين والمدنيين في دماج، حيث سقط 74 قتيلا من السلفيين والمدنيين بدماج فيما قتل من الحوثيين 62.
ورصدت المنظمة سقوط مالا يقل عن 28 قتيلا من 12 جنسية أوروبية وأمريكية وإفريقية وأسيوية، وهم 2 أمريكيين و 5 أندنوسيين، و 4 روسيين، و3 فرنسيين، و5 جزائريين، و3 ليبيين، 5 من كل من الهند وبريطانيا والصومال والسودان وأثيوبيا.
ورصدت المنظمة 11 وساطة لشخصيات اجتماعية وسياسية لم تتمكن من التوصل لحل بسبب الخلاف على الجهة التي يسلم لها جبل البراق المطل على دماج والذي يسيطر عليه السلفيون.
الأضواء نت ينشر النص الكامل للتقرير :
المواجهات بين الحوثيين والأقلية السلفية بدماج صعدة
تقرير أولي صادر عن منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز
مدخل
تقع محافظة صعدة إلى الشمال من الجمهورية اليمنية، وتبعد عن العاصمة صنعاء 243 كيلو متر.
تتوزع المحافظة على 15 مديرية، في مساحة قدرها 11375 كيلو متر مربع من مساحة الجمهورية اليمنية البالغ مساحتها 550 ألف كيلو متر مربع، ويبلغ عدد سكان هذه المحافظة 695 ألف نسمة بحسب تعداد 2004م.
عرفت المحافظة بأنها معقل المذهب الزيدي، ومنها انطلق عدد من الأئمة الذين أصلوا لهذا المذهب وأثروه بالمؤلفات الدينية، ومن أبرز الأئمة الذين عرفت بهم صعدة هو الإمام الهادي يحيى بن الحسين الرسي الذي أنشأ مدينة صعدة في القرن الثالث الهجري.
يعد المذهب الزيدي في محافظة صعدة هو الأكثر انتشارا بين السكان، ويتلقى الناس تعاليم مذهبهم عن طريق التوارث من جهة، وعن طريق المساجد أو بعض المدارس التي يقيمها بعض المنتمين للمذهب، ولم يلمس للسلطات اليمنية منذ قيام ثورة سبتمبر أن عملت على إنشاء مدارس تحت إشرافها لتدريس المذهب الزيدي لمنتسبيه.
يقدر نسبة السكان المنتمين للمذهب الشافعي في المحافظة بنحو 20% إلا أن هذه النسبة بدأت ترتفع مؤخرا حيث وفد المئات من المواطنين اليمنيين إلى المحافظة لشراء الأراضي الزراعية بهدف الزراعة نظرا للخصوبة التي تحظى بها المناطق الزراعية هناك ووفرة المياه الجوفية بالمحافظة وجودة المحاصيل التي تنتجها.
في فترة السبعينات من القرن الماضي بدأت تشهد المحافظة حراكا فكريا كبيرا أفرزه ظهور تيار سني متشدد يدعى التيار السلفي برئاسة مقبل بن هادي الوادعي، قابله في الاتجاه الآخر شعور بالاستهداف للمذهب الزيدي الذي يستوطن المحافظة منذ مئات السنين.
تناما هذا الشعور مع إعلان إنشاء معهد دار الحديث السلفي للشيخ مقبل بن هادي الوادعي في منطقة دماج التابعة لمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، حيث انطلق هذا المعهد في عام 1979م، وهدف إلى تدريس السنة النبوية وتعليم الحديث.
أفرزت مناهج المعهد في تعميق ثقافة متشددة لدى طلاب المعهد، فرؤية مؤسس المعهد نابعة من الفهم الظاهري للنص القرآني أو الحديث النبوي ما جعل طلاب المعهد يصطدمون فكريا بكثير من الرؤى التي يحملها المجتمع في صعدة المنتمي إلى المذهب الزيدي، وهو ما حدى بأتباع المذهب للتفكير بإعادة ترتيب صفوفهم ومقاومة هذا المد الدخيل على محافظتهم.
في العام 1991م بدأت نواة تشكيل الشباب المؤمن كتيار يجمع شباب المذهب الزيدي في صعدة في إطار حزب الحق، إلا أن استمرار التنظيم في إطار حزب الحق لم يدم طويلا وبدأت الخلافات تدب منذ العام 1991م وتطورت أكثر في العام 2000م حين أعلن الشباب المؤمن انفصاله عن حزب الحق تماما برئاسة حسين بدر الدين الحوثي، حيث حظي التنظيم بدعم مباشر من الرئيس علي عبدالله صالح.
نقل عن حسين بدر الدين الحوثي انتقاده للمذهب الزيدي وبعض أئمته، كما نقل عنه تأثره بالثورة الإيرانية، وتكريس شعارات خمينية، وهو ما دفع البعض لاتهام الجماعة بأنها اثني عشرية، فيما يقول محمد يحيى عزان الأمين العام المنشق عن تنظيم الشباب المؤمن بأن الجماعة تنتمي إلى التيار الجارودي وهو تيار زيدي متشدد.
في عام 2004م شنت السلطات اليمنية أول حرب ضد أتباع الحوثي، دون مبررات علنية للحرب، وكان ينحصر تواجد الحوثيين على منطقة مران وهي إحدى مناطق مديرية حيدان، وقد انتهت تلك الحرب بمقتل حسين بدر الدين الحوثي مؤسس الجماعة في 10-9- 2004م.
ومنذ ذلك العام وحتى 2009 شنت الحكومة اليمنية خمسة حروب على الحوثيين، كان الحوثيون يحققون مع كل حرب توسعا على الأرض حتى انتهى بهم الأمر للسيطرة على محافظة صعدة بكامل مديرياتها مع بداية العام 2011م.
الحوثيون
بهذه التسمية اشتهرت الجماعة على مدى السنوات الماضية، ولم تعرف بإسم جماعة الشباب المؤمن إلا في بدايات الحرب الأولى عام 2004، وقد جاءت الجماعة كمحاولة لإعادة ترتيب صفوف المنتمين للمذهب الزيدي في ظل الزخم السياسي الذي كانت تشهده البلاد في تلك الآونة والتي شهدت انطلاق التعددية السياسية.
جماعة الحوثي المنتمية إلى مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي يقدر عدد منتسبيها بنحو 15 ألف عضوا منضويا في تنظيمها، ويسيطرون على مساحة قدرها 16 ألف كيلو متر مربع من أراضي الجمهورية اليمنية تتوزع على محافظات صعدة وعمران والجوف وحجة.
عرفت جماعة الحوثي بسلوكها العنيف في فرض سيطرتها على الأرض، وأثبتت الأيام أنها تؤمن بالعنف كمنهج للدفاع عن أفكارها وبسط نفوذها.
وقد خاض الحوثيون في سبيل ذلك 15 حربا منذ العام 2004 وحتى نهاية العام 2011م، واصطدمت مع كل التيارات الفكرية دينيا ومذهبيا في صعدة، بما فيها التيار الزيدي الذي يقوده محمد عبدالعظيم الحوثي.
ومن أبرز تلك الحروب التي خاضها الحوثيون ست حروب متتالية مع الجيش الحكومي، من العام 2004 وحتى العام 2009م، كما خاض الحوثيون حربا شرسة مع المملكة العربية السعودية خلال 2009 انتهت بخروجهم من الأراضي التي فرضوا سيطرتهم عليها.
وشهد العام 2010 مواجهات متقطعة بين أتباع عبدالملك الحوثي وأتباع الإمام الزيدي محمد عبدالعظيم الحوثي الذي ينتقد أفكار عبدالملك الحوثي وأتباعه.
كما شهد العام ذاته مواجهات بين الحوثيين وقبائل النائب صغير بن عزيز في سفيان انتهت بطرده من المديرية إلى العاصمة صنعاء، وحاول الحوثيون مد نفوذهم إلى مديرية حوث المديرية التي ينوبها في البرلمان الشيخ حسين الأحمر إلا أن تلك المحاولات فشلت بعد صدها بالقوة من قبل أتباع الأحمر.
وفي العام 2011 سعى أتباع الحوثي إلى استكمال مد نفوذهم على محافظة صعدة بالكامل حيث أقدموا على طرد الشيخ عثمان مجلي من الصفراء بعد حرب دامية، كما أقدموا على السيطرة على مقر المحافظة صعدة وتنصيب فارس مناع محافظا لها.
وخاض الحوثيون معارك شرسة راح ضحيتها المئات بين كل من أحزاب اللقاء المشترك المعارض وأعضاء الحوثي في محافظة الجوف انتهت بخروجهم من معظم مناطق المحافظة.
كما خاض الحوثيون منذ بداية شهر نوفمبر 2011 حروبا متفرقة مع كل من السلفيين في دماج، وأعضاء حزب الإصلاح السني في عاهم، ومع القبائل بعمران.
وفي العام 2007 أقدم الحوثيون على طرد اليهود من منطقة آل سالم والتي يقطنونها منذ مئات السنين بذريعة أنهم يقومون بتحركات تخدم الصهيونية العالمية.
السلفيون
يقدر عدد المنتسبين إلى التيار السلفي بدماج ب 9000 ألف فرد غالبيتهم من خارج المحافظة، ويعود بذرة السلفيين في صعدة إلى الإمام مقبل بن هادي الوادعي المولود سنة 1932م بمنطقة دماج صعدة، حيث هاجر الرجل – الذي نشأ زيديا في البداية - إلى المملكة العربية السعودية وأكمل تعليمه هناك، وفيها تأثر الوادعي بفكر الإمام محمد بن عبدالوهاب الذي انطلق في دعوته من الرفض لما أسماها في كتبه الشركيات والبدع التي كانت تملأ زمانه.
ويدعو المنهج السلفي الذي أسسه محمد بن عبدالوهاب إلى فهم الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهم الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، ويعتمد المنهج السلفي مصدرين للتشريع هما القرآن الكريم والسنة والنبوية فقط، ويرفض هذا المنهج مبدأ الإجتهاد والقياس كمصادر للتشريع الإسلامي كما هو الحال لدى بقية الجماعات الإسلامية.
توصم الجماعة بالتشدد في اتخاذ الأحكام في المسائل الفقهية، نظرا لطبيعة منهجها القائم على فهم ظاهر النص، وبالتالي فإنها دخلت في مواجهات فكرية مع كثير من مخالفيها داخل المذاهب السنية أو داخل المذاهب الشيعية.
اتخذت الجماعة مواقف مناهضة تجاه الانتخابات والتعددية السياسية والحزبية وأعلن معظم أطيافها في اليمن وقوفها إلى جانب الرئيس علي عبدالله صالح في الاحتجاجات التي خرجت تطالب بإسقاط نظامه خلال العام 2011، واعتبرت الاحتجاجات السلمية خروجا عن طاعة ولي الأمر.
ولا تزال الجماعة السلفية تتخذ مواقف متشددة تجاه الصورة، وبالتالي فإنها كانت ترفض تصوير ما يجري في دماج من أحداث بذريعة حرمة الصور، إلا أنه ونظرا لتأثير الصورة الإيجابي لصالح قضيتهم أفتوا بجواز التصوير، وخصصوا أحد طلاب المعهد للقيام بهذه المهمة.
خلال سنوات الحروب الستة أبدت الجماعة السلفية في دماج دعما لوجستيا للحرب التي تشنها الحكومة ضد الحوثيين وإن لم تعلن ذلك للرأي العام، فالجماعة تصف الحوثيين بالروافض والعملاء والزنادقة، وتتهمهم بالميل عن المذهب الزيدي، وتقول إنهم يمثلون امتدادا للاثني عشرية الامامية القادمة من إيران.
وقد أفتى يحيى الحجوري رئيس معهد دار الحديث السلفي بدماج في 27-11-2011م بمجاهدة الحوثيين بعد 40 يوما من حصار الحوثيين لهم وشنهم حربا ضدهم.
ووصفهم يحيى الحجوري في فتواه بالرافضة الزنادقة، وقال: إن اليهود أرحم منهم، واتهمهم برفض كل العروض التي عرضها عليهم، وقال: إن الحوثيين أبوا إلا إزهاق أرواحهم والسيطرة على دارهم "وهذا لا يجوز تمكين المجرمين منه".
وفي مقابل تلك الاتهامات فإن الحوثيين يتهمون السلفيين بالعمالة للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وأنهم وهابيون مدعومون من المملكة العربية السعودية المدعومة من أمريكا، وهذه التهمة هي نفسها التي وجهها الحوثيون للحكومة اليمنية خلال الحروب الست الماضية.
وللتوضيح هنا فإن منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز تنظر للسلفيين في دماج على أنهم أقلية تعيش في محيط فكري مغاير لها وهم الحوثيون الذين يقولون إنهم يمثلون المذهب الزيدي، ويسيطر الحوثيون على محافظة صعدة منذ العام 2009 بعد حروب خاضوها مع القوات الحكومية استمرت لست سنوات.
تسلسل الأحداث
في 19 أكتوبر 2011 اعتدى سلفيون على أحد عناصر الحوثي في سوق دماج وقاموا بضربه ضربا مبرحا، ما أثار سخط الحوثيين في المنطقة الذين اعتبروا ذلك تماديا ضدهم واعتداء عليهم.
في 20 اكتوبر 2011 بدأ الحوثيون فرض حصار على جماعة السلفيين في دماج، واختلفت الأسباب حول إقدام الحوثيين على هذه الخطوة.
وقال محمد عبدالسلام الناطق بإسم عبدالملك الحوثي في رده على سؤال المنظمة إن ما جرى في دماج هو نتيجة تحول دار الحديث إلى فصيل مسلح في الآونة الأخيرة وخروجه عن إطاره المعروف عنه في الماضي.
وأضاف: كان مركز دماج مركزا تعليميا لا يتدخل في إطار القضايا الموجودة في المنطقة رغم أنه كان يشارك في الحروب علينا ويساند النظام لكن ما إن تتوقف الحرب يتوقفون شأنهم شان الجبهة العسكرية الكاملة.
في 25 أكتوبر 2011 التقى محافظ صعدة فارس مناع بأعيان ومشائخ وعلماء المنطقة وبعدد من الحوثيين، وطالبهم بمزيد من التفاهم وإزالة ومعالجة كل الخلافات القديمة، لكن لم يتم التوصل لأي اتفاق بين الطرفين.
في 28 أكتوبر 2011 منع أتباع الحوثي طلاب ومدرسي دار الحديث بمركز دماج السلفي من الخروج من دماج.
في 3 نوفمبر 2011 اندلع تبادل لإطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين إثر قيام الأول بإطلاق النار على سوق بجوار مدرسة الشهيد علي ناجي اللوم في دماج.
في 3 نوفمبر 2011 وصلت إلى دماج لجنة وساطة برئاسة صالح هربان أحد الشخصيات الإجتماعية بصعدة، حيث التقى بيحيى الحجوري، رئيس مركز دماج العلمي، وتفاوضوا على عدد من القضايا العالقة، وعلى رأسها إخلاء موقع البراقة ومدرسة الشهيد اللوم.
في 4 نوفمبر 2011 قتل أحد طلاب مركز دار الحديث بدماج وجرح آخر في عملية جراء إطلاق النار على المعهد من قبل مسلحي الحوثي.
في 12 نوفمبر 2011 سقط قتيل من طلاب دار الحديث بنيران قناصة قيل إنها تابعة للحوثيين.
في 12 نوفمبر 2011 أصدر المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي بيانا عن ما يجري في دماج، حيث اعتبر ما يجري في دماج هو دفاع عن النفس.
في 13 نوفمبر 2011 تم الاتفاق بين الطرفين على إنهاء التمترس ونزول الجميع من المواقع التي يتمترسون فيها ورفع النقاط وفك الحصار عن دماج، وإيقاف الحملات الدعائية من قبل الطرفين والتعايش بسلام في المحافظة.
في 14 نوفمبر 2011 أطلق مدير مركز دار الحديث بدماج الشيخ يحيى الحجوري، في بيان صوتي بث على موقع نداء استغاثة من أجل السعي لإنهاء ما وصفه ب"العدوان والحصار"، المفروض عليهم، مطالباً كل من يسمعه القيام بواجبه الإنساني تجاه الأطفال والنساء والمرضى الذين باتت حياتهم مهددة بالخطر جراء الحصار.
في 16 نوفمبر 2011 منع الحوثيون قافلة غذائية قدمها السلفيون في المحافظات اليمنية لأبناء دماج لكنه سمح بدخولها بعد يومين من منعها.
في 17 نوفمبر 2011 توفي 7 أشخاص بينهم 4 أطفال، في دماج جراء الحصار، فيما فشلت وساطة قادها محافظ صعدة، فارس مناع ، لمحاولة إنهاء الحصار على دماج.
في 21 نوفمبر 2011 شن الحوثيون هجوما من كافة الاتجاهات على مركز دار الحديث بدماج وما حوله، وأدى ذلك إلى وفاة امرأة كانت في طريقها إلى المركز أمام مصلى النساء، كما أصيب شخص آخر وطفل بالرصاص الحي.
في 23 نوفمبر 2011 تمكنت لجنة وساطة من مشائخ وائلة وهمدان بن زيد وخولان عامر ووفد من شباب ثورة بصنعاء، من إبرام صلح بين الحوثيين وأهل السنة في مركز دماج بصعدة، يقضي بالتسوية بين الطرفين، ووقف إطلاق النار والسماح بإدخال قافلة إغاثة طبية وغذائية لأهالي دماج.
في 24 نوفمبر 2011 نفى صالح أحمد هبرة "رئيس المجلس السياسي" للحوثيين، في بيان له، أن يكون هناك أي حصار لمركز دماج في صعدة، معتبراً الحديث عن حصارهم للمركز التابع للسلفيين "افتراء وتضليل مقصود" فلا يوجد حصار وإنما الحاصل هو حصار على الإمداد العسكري وما يخدمه في الشأن العدائي المباشر إذ ليس لنا مصلحة في حصار احد ولا استعدائه.
في 25 نوفمبر 2011 فشلت لجنة وساطة بين الحوثيين والسلفيين عن تنفيذ الاتفاق الموقع بين الطرفين لإنهاء الحصار على دماج بسبب خلافات حول تسليم موقع البراقة المطل على دماج، والذي وفقا للاتفاق يجب أن يسلم لجهة محايدة في الجيش. حيث يشترط السلفيون أن يسلم الموقع لجنود من أبناء منطقة وادعة، فيما يشترط الحوثيون أن يكون جميع الجنود ممن لم يشاركوا في الحروب السابقة ضدهم.
في 26 نوفمبر 2011 ارتفع عدد القتلى إلى 26 من أهالي منطقة دماج خلال قصف للحوثيين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ومن بين القتلى 2 أميركيين، و4 روسيين، وماليزي، و2 إندونيسيين،و2 فرنسيين.
في 28 نوفمبر 2011 قال صحفيون وحقوقيون من شباب الثورة في شهادات لهم حول الأوضاع الإنسانية بمنطقة دماج في مؤتمر صحفي عقد بمقر نقابة الصحفيين إن نحو ثلاثة آلاف أسرة بينهم عرب وأجانب مع عائلاتهم يدرسون في مركز دار الحديث وضعهم الإنساني في حالة يرثى لها بسبب منع الحوثيين إدخال قوافل الإغاثة الغذائية والطبية المتعثرة منذ أسابيع على مشارف محافظة صعدة.
في 2 ديسمبر 2011 أعلن السلفيون والقبائل الموالية لهم أنهم شنوا هجوما على الحوثيين أسفر عن مقتل أكثر من 25 حوثياً.
في 2 ديسمبر 2011 سمحت مسلحو الحوثي بدخول قافلة إغاثة غذائية وطبية تابعة للصليب الأحمر الدولي إلى منطقة دماج بشرط أن يكون ثلث قافلة الإغاثة لمقاتليه في المنطقة.
في 3 ديسمبر 2011 أصدر الناطق الرسمي بإسم الحوثيين محمد عبد السلام بيانا ينفي فيه محاصرة المدنيين والعسكريين في منطقة دماج، واصفا ما يتردد في هذا الصدد بأنه "تهويل إعلامي".
في 4 ديسمبر 2011 أعلنت جماعة الحوثي عن رفع الحصار عن مركز للسلفيين بمنطقة دماج في صعدة شمال اليمن، على أن تقوم قوات حكومية أو قبلية محايدة باستلام مواقع مسلحة للسلفيين في المنطقة، وطالبت بتسليم جثامين قتلاها الذين قالت إنهم صلبوا في العراء.
في 5 ديسمبر 2011 أكد مندوب منظمة سواء في دماج ارتفاع سعر القنينة الحليب من 1500 ريال إلى 8000 ريال، كما توقف ضخ المياه من الآبار نتيجة انعدام مادة الديزل ما ينذر بكارثة إنسانية قد يتعرض لها أبناء دماج.
في 5 ديسمبر 2011 أكد تقرير صادر عن المركز الصحي بدماج وجود نقص حاد في الأدوية، وأن ما وصل إليهم من مساعدات دوائية سمح الحوثيون بدخولها غير كافية.
في 7 ديسمبر 2011 أعلن الحوثيون مقتل ثلاثة من عناصرهم في هجوم نفذه مسلحون من معهد دماج.
في 7 ديسمبر 2011 قال بيان لمعهد دار الحديث بدماج إن 4 من طلاب المعهد سقطوا قتلى وعدد من الجرحى في قصف بالدبابات استهدف مبنى دار الحديث. واتهم البيان الحوثيين بممارسة التفتيش لكل من يخرج من منطقة دماج، ومن بينهم النساء حيث يصادرون ما معهن.
في 8 ديسمبر 2011 قصف الحوثيون منطقة دماج بأسلحة ثقيلة بهدف السيطرة على جبل البراقة المطل على المنطقة، والذي يخضع لسيطرة السلفيين، وسقط 6 قتلى، و15 جريحا، كما سقط أكثر من 30 شخصا من الحوثيين بين قتيل وجريح، جراء المواجهات العنيفة.
في 8 ديسمبر 2011 فشلت وساطة قادها فارس مناع محافظ صعدة في إقناع السلفيين بتسليم جبل البراقة لكتيبة عسكرية من الجيش المؤيد للثورة، كما فشل في إقناع الحوثيين بتسليم نقطة الخانق، المتحكمة بمدخل دماج.
في 8 ديسمبر 2011 خرجت دائرة المواجهات بين الحوثيين والسلفيين عن منطقة دماج، حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين الحوثيين والقبائل المناصرة للسلفيين في منطقة كتاف، بعد رفض الحوثيين دخول مساعدات غذائية وأسفرت تلك المواجهات عن سقوط 10 قتلى في صفوف الحوثيين و3 من القبائل المؤيدة للسلفيين.
في 9 ديسمبر 2011 أقدم الحوثيون على قطع الإتصالات الأرضية وشبكة الإنترنت على منطقة دماج من خلال استهداف الكابلات الأرضية.
في 9 ديسمبر 2011 سقط 19 قتيلا و52 جريحا من طلاب معهد دماج السلفي جراء قصف للحوثيين استخدموا فيه الأسلحة الثقيلة.
في 9 ديسمبر سقط 3 قتلى من الحوثيين و 4 قتلى من القبائل الموالية للسلفيين أثناء اعتداء الحوثيين على قافلة غذائية وأدوية لمنطقة دماج بعد تشكيكهم باحتوائها على أسلحة للسلفيين.
في 10 ديسمبر 2011 فشلت اللجنة المكلفة من قبل المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية في التوصل لحل ينهي الصراع في دماج، ولم توضح اللجنة أسباب تعثر الوساطة، ووصفت الأوضاع التي وجدتها في دماج بالمأساوية نتيجة استمرار الحصار المفروض على المنطقة من قبل الحوثيين.
وفي تصريح لها ألمحت رشيدة القيلي عضو المجلس الوطني الذي يرأسه محمد سالم باسندوة إلى أن المتسبب في فشل الوساطة هم الحوثيون، وحذرت من حرب طائفية بسبب ما يجري هناك.
في 11 ديسمبر 2011 تجددت المواجهات المسلحة بين القبائل المناصرة للسلفيين، وبين الحوثيين في منطقة كتاف البقع وأعلنت تلك القبائل سيطرتها على نحو 15 موقعا تابعا للحوثيين. ووصف بيان لمكتب الحوثي المسلحين الموالين للسلفيين بأنهم عبارة عن مجاميع من المرتزقة وتجار الحروب والمحششين، وقال بأن هذه القوات تواصل عدوانها على مديرية كتاف لليوم الثالث على التوالي، متهما إياها بتلقي دعم من جهات خارجية وداخلية، في سياق ما وصفها بالمؤامرة الأميركية لمواجهة الثورة الشعبية.
في 11 ديسمبر 2011 واصل مسلحو الحوثي قصفهم لدماج، حيث طال القصف مسجد دار الحديث والمجمع السكني للطلاب ما أدى إلى جرح شخصين.
في 11 ديسمبر 2011 أصدر أبناء منطقة دماج بيانا قالوا فيه إنهم يتعرضون لمعاملة إنسانية سيئة من قبل أتباع الحوثي، وأنهم يقعون تحت حصار شامل، وطالبوا في البيان بالحقوق التي ضمنها الدين الإسلامي ومعايير الأخلاق الإنسانية.
في 12 ديسمبر 2011 قصف مسلحو الحوثي جبل البراقة المطل على دماج بالمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتيل، وجرح آخر، كما تعرض مصلى النساء في جامع معهد دار الحديث للقصف ما أدى إلى إصابة طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر من أهل المنطقة، وإصابة امرأة من أهل المنطقة.
في 12 ديسمبر 2011 وصل إلى صعدة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عُمر للإطلاع على الأوضاع بالمحافظة والتقى خلال الزيارة بزعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، ولم يلتقي أحدا من قيادات السلفيين، وبعد وصوله إلى صنعاء وصف الوضع الإنساني في دماج بأنه سيء.
في 12 ديسمبر 2011 سقط 15 من جماعة الحوثي، و3 من القبائل الموالية للسلفيين في مواجهات بمديرية كتاف البقع.
في 13 ديسمبر 2011 أصيب أحد طلاب معهد دار الحديث بدماج جراء قصف استهدف مبنى الدار من قبل مسلحي الحوثي.
في 14 ديسمبر 2011 قتل أحد طلاب المعهد وأصيبت طفلة أخرى في قصف استهدف دار الحديث بدماج.
في 14 ديسمبر سقط 4 قتلى من القبائل المناصرة للسلفيين بدماج جراء سقوط قذيفة هاون عليهم من قبل مسلحي الحوثي.
في 14 ديسمبر اشترط يحيى الحجوري في بيان له خروج الحوثيين من دماج إلا من كان من أهلها ووقف ما وصفه بالعدوان إن أرادوا التهدئة.
في 14 ديسمبر 2011 قال الرئيس علي عبدالله صالح إنه أرسل لجنة وساطة لإنهاء النزاع بين الحوثيين والسلفيين في دماج، وقد فشلت هذه اللجنة في مهامها بعد مقتل أحد أعضاء الوساطة ويدعى يحيى بن محمد بن لثلة أحد مشائخ وائلة.
في 14 ديسمبر 2011 سقط قتيل واحد وأصيب 3 أطفال جراء تعرض دماج للقصف من قبل مسلحي الحوثي.
في 14 ديسمبر 2011 أعلن السلفيون أن عدد القتلى وصل إلى 59 قتيلا، بينهم طفلين وامرأة، واتهم البيان الحوثيون بالتمثيل ببعض الجثث، وصب مادة حارقة عليها لتشويهها، كما أكد البيان جرح 141 جريحا، بينهم 19 طفلا وامرأة، بعضهم في حالة حرجة.
في 15 ديسمبر 2011 حذر يحيى الحجوري المسئول عن معهد دار الحديث من حرب أهلية في البلاد إذا لم ينسحب الحوثيون من المنطقة ويرفعون الحصار عنها.
في 16 ديسمبر 2011 سقط قتيلان من قاطني دماج جراء قصف مدفعي طال المنطقة وتركز على مسجد دار الحديث أثناء صلاة الجمعة.
في 16 ديسمبر 2011 تلقت المنظمة مقطع فيديو لطفلة تبلغ 8 أشهر من العمر تم قنصها برصاصتين الأولى في الرأس والأخرى في يدها اليسرى، حيث قنصت وهي في حضن والدها أثناء ذهابه للتداوي بمركز دماج الطبي، وتتهم أسرة الطفلة الحوثيين بقنصها.
في 18 ديسمبر 2011 أصيب طفل وأمه بجروح بليغة جراء سقوط قذيفة هاون على منزلهم في دماج من قبل مسلحي الحوثي، كما أصيب شخص وامرأة مسنة بالرصاص الحي أثناء خروجهما في شوارع المنطقة، ويتهم الحوثيون بأنهم وراء الحادثة.
في 18 ديسمبر 2011 أصدر يحيى الحجوري المسئول عن معهد دماج بيانا قال فيه مخاطبا الحوثيين إن "المسلمين قد اشتد بغضهم لكم بسبب بغيكم وكثر دعاؤهم عليكم, والله عز وجل يجيب دعوة المضطر والمظلوم ولو كان كافرًا فكيف بدعاء الصالحين".
واتهم البيان الحوثيين بالإنحراف، وقال إنهم يحملون أفكارا باطلة، وأكد أن للناس ممن ليس على فكر الحوثي الحقّ في أن يعيش بالحرية التي أتاحها الله سبحانه وتعالى لهم آمنين في صعدة وغيرها.
وأشار البيان إلى التعايش الذي كان حاصلا بين السلفيين وبين أتباع المذهب الزيدي، وقال إن الخلاف الذي بينهم "كما بين المسلمين من رد المخالفات الشرعية أما الدماء فلا".
في 18 ديسمبر 2011 عقد السلفيون مؤتمرا بمحافظة الحديدة حذروا فيه بأنه في حال استمرار "الحصار والعدوان على دماج فإن مشايخ وعلماء التيار السلفي وجميع أنصاره سيكون لهم حق الدفاع عن أنفسهم بكل الطرق المشروعة، كحق كفلته الشريعة الإسلامية والأعراف القبلية".
في 19 ديسمبر 2011 سقط نحو 11 قتيلا من السلفيين في معارك مع الحوثيين أثناء محاولات السلفيين التقدم باتجاه مناصرة مقاتلين موالين للسلفيين في كتاف البقع.
في 20 ديسمبر 2011 بدأ حسين الأحمر الزعيم القبلي بقبيلة حاشد وساطة لإنهاء المواجهات الدائرة في دماج واستمرت جهودة لمدة ثلاثة أيام انتهت بتوقيع اتفاق صلح يقضي بتسليم المواقع التي يختلف عليها الطرفين لقبائل بكيل وحاشد.
في 21 ديسمبر 2011 اعلنت وزارة الخارجية الروسية مقتل أربعة من رعاياها في منطقة دماج في معارك بين الحوثيين وجماعات السلفيين.
وقالت بأن الأربعة الذين كانوا يدرسون في معهد دار الحديث بدماج كانوا عالقين في منطقة دماج خلال المعارك التي تشهدها المنطقة، مؤكدة وجود 36 مواطنا روسيا في محافظة صعدة يتلقون العلم في دار الحديث.
في 22 ديسمبر 2011 أعلن حسين الأحمر رفع الحصار عن دماج، حيث دخلها برفقة أربع شاحنات محملة بالأغذية إلى دماج ومعه الصليب الأحمر.
في 22 ديسمبر 2011 وقع طرفي الصراع ممثلا ب يحى الحجوري مسئول معهد السلفيين، وأبو علي الحاكم مندوب عبدالملك الحوثي اتفاق صلح يقضي بتسليم المناطق المختلف عليها للقبائل، واحترام الإختلاف المذهبي وحق التعايش
إحصاءات
لا توجد إحصائية دقيقة يمكن الاعتماد عليها، ويرفض الحوثيون بالتحديد الكشف عن أعداد القتلى والجرحى في أوساطهم رغم وعودهم للمنظمة بتقديم كشف بأسماء القتلى والجرحى، وصور عن ما يجري على الأرض.
كما يبدي الحوثيون تكتما شديدا إزاء ما يتعرض له أنصارهم جراء المواجهات التي نشبت بينهم وبين السلفيين والقبائل الموالية لهم في كتاف البقع شمال مدينة صعدة.
وبناء على الإحصائيات التي جمعتها المنظمة فقد بلغ إجمالي القتلى بين الطرفين 136 قتيلا بينهم مواطنون مقيمون في دماج حيث سقط من السلفيين والمواطنين 74 قتيلا فيما قتل من الحوثيين 62.
وسقط 163 جريحا في أوساط السلفيين والمواطنين في دماج، ولم تتمكن المنظمة من معرفة أعداد الجرحى أوساط الحوثيين نظرا لتكتمهم الشديد في تقديم تلك المعلومات.
ورصدت المنظمة سقوط مالا يقل عن 28 قتيلا من 12 جنسية أوروبية وأمريكية وإفريقية وأسيوية، هم 2 أمريكيين و 5 أندنوسيين، و 4 روسيين، و3 فرنسيين، و5 جزائريين، و3 ليبيين، 5 من كل من الهند وبريطانيا والصومال والسودان وأثيوبيا.
وتسبب الحصار الذي تعرضت له دماج في تعرض 10 حالات للإجهاض، كما تسبب في وفاة 3 أطفال وامرأة بسبب عدم قدرة هؤلاء المتوفين الوصول إلى المستشفى.
أعلن مركز دماج الطبي عن فشل برنامج علاج سوء التغذية والذي كان يبلغ عدد حالاته 400 حالة حسب التقرير.
ورصدت المنظمة 11 وساطة لشخصيات اجتماعية وسياسية لم تتمكن من التوصل لحل بسبب الخلاف على الجهة التي يسلم لها جبل البراق المطل على دماج والذي يسيطر عليه السلفيون.
الإستنتاجات
1- تسبب عدم التدخل السريع لمنع استمرار المواجهات في دماج من قبل السلطات المحلية في صعدة إلى اتساع نطاق الحرب، وخروجها عن منطقة دماج إلى كتاف البقع، وتطور الأمر إلى عقد مؤتمر للسلفيين في الحديدة يعلن فيه مساندته للسلفيين في دماج.
2- هناك تحشيد للقبائل من قبل السلفيين والحوثيين، ومحاولات مستمرة لتوسيع نطاق انتشارهم على الأرض، من قبل الطرفين ما قد ينذر بتوسع الصراع، إلى خارج دماج.
3- عاش أبناء منطقة دماج أوضاعا إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي فرضه الحوثيون على المنطقة التي يتواجد بها السلفيون، تسبب في تفشي الجوع والمرض بين السكان.
4- هناك فتاوى تكفيرية من قبل السلفيين ضد الحوثيين برزت بشكل لافت بعد فرض الحصار عليهم من قبل الحوثيين، وأصدروا فتاوى بمقاتلة الحوثيين الذين وصفوهم بالروافض والزنادقة، وقالوا إن اليهود أهون منهم.
5- اصطدمت جماعة الحوثي مع كل مخالفيها مذهبيا و دينيا و سياسيا، حيث قادت الجماعة 15 حربا ضد مخالفيها، وأقدمت على طرد اليهود، وسعت إلى فرض امتدادها بالقوة على صعدة، وأجزاء من عمران والجوف وحجة.
6- لم يصدر أي موقف من قبل الكيانات السياسية سواء في السلطة أو في المعارضة إزاء ما يجري في صعدة، بل وجهت الأحزاب السياسية وسائل إعلامها بعدم التعامل مع الأحداث الدائرة في دماج إلا بموافقة مسبقة.
7- تبريرات جماعة الحوثي لشن حرب على السلفيين بدماج غير مقنعة، فهم يقولون إن سلفيي دماج اعتدت بالضرب على أحد عناصرها، كما أنها جماعة تكفيرية تمارس التحريض عليهم وبدأت تتحول إلى جماعة مسلحة.
8- لم يقدم أتباع الحوثي أية إحصائيات عن القتلى والجرحى في أوساطهم جراء الحرب دماج أو كتاف رغم وعودهم بتقديم ذلك.
9- لم تعلن حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة أية مواقف إزاء الأحداث في دماج، ولم تبدي أية تحركات تذكر في هذا الجانب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.