يمسي ويصبح ابناء مدينة البيضاء ومديرية البيضاء ومديرية الزاهر ولسان حالهم يقول "هل وصل عيسى" متى سيصل !! هو هو في الطريق ؟؟ في أي مكان هو الآن ؟ هل خرج من ذمار ! هل وصل الى رداع ام السوادية ؟ وهكذا .... ولم هذه الاسئلة المتكررة والمستمرة وما أهمية الاخ محمد عيسى ؟ نقول ان الناس لا يسئلون عن شخص محمد عيسى ولكنهم يتحسسون هل سيحضون الليلة كغيرهم في محافظات الجمهورية بوصول التيار الكهربائي الى منازلهم أم أن عليهم شراء الشموع والاستعداد لليلة ظلماء حتى تصل قاطرة عيسى محملة بالديزل الى محطة كهرباء البيضاء والتي تستهلك في الليلة الواحدة ما يقارب ستة وعشرون ألف لتر من الديزل منها عشرين الف لتر تستهلكها مولدات الجيد الذي تعاقد مع وزارة الكهرباء لتوليد ستة ميجا وات تعمل فترة الذروة ولمدة اثنتي عشرة ساعة كل يوم على أن يتم تغطية اثنتي عشرة ساعة بمولدات المؤسسة المتهالكة . ولكن مع الأسف فعدم توفير الديزل بصورة مستمرة يجعل الجيد هو الرابح الأوحد في هذه الصفقة المشبوهة فقد يصل الديزل في تمام الساعة الثامنة أو العاشرة أحياناً فيتم تشغيل الكهرباء منذ وصول الديزل وحتى الساعة الواحدة بالدقيقة ودون مراعاة فترة انقطاع الكهرباء التي تصل الى ساعات طويلة باستثناء منازل المسئولين وشوارع المدينة لضمان استتباب الأمن . ويقال ان وزارة الكهرباء عندما وقعت العقد مع مؤسسة جيد التزمت بتوفير مادة الديزل وفي حال عدم توفير الديزل فان الوزارة ملزمة بدفع ما قيمته سبعمائة وعشرين ألف ريال عن الليلة الواحدة وكأنه قد تم توليد الطاقة المتفق عليها وعلى المواطن أن يتحمل ساعات الانقطاع التي تصل أحياناً الى عشرين ساعة أو أكثر بل وصل الحال إلى انقطاع الكهرباء على مدى يومين وثلاثة أيام متصلة إما بسبب عدم توفر مادة الديزل أو بسبب اضراب العمال والمهندسين المحرومين من مرتباتهم لمدة قد تصل الى ثلاثة أشهر . ورغم تقديرنا لمعاناة الموظفين وتضامننا معهم للمطالبة بحقوقهم وبكل الوسائل المتاحة والمشروعة ومنه الوصول الى مرحلة الاضراب إلا أن الاضراب كان يجب أن يبدأ تصاعدياً ولا يزيد عن ساعة واحدة في اليوم الأول وساعتين في اليوم الثاني . والهدف هو ايصال رسالة وليس التوقف التام عن العمل ومضاعفة معاناة الناس . واعلم اخي القارئ أن قرية البيضاء (وأقول قرية لأن مدينة تنقطع عنها الكهرباء يومياً في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ما هي إلا قرية ولم ترتق إلى مصاف المدن بعد في نظر وزارة الكهرباء) .. اعلم ان هذه المدينة هي من أوائل المدن التي حظيت بالكهرباء الأهلية منذ نهاية الخمسينيات في القرن الماضي ... وهاهي اليوم تمر عليها الأيام والليالي لا ترى النور وهي المدينة الآمنه المستقرة التي تنتظر تكريماً لمواقفها الوطنية والمشرفة بتوفير أبسط متطلباتها الحقوقية وأقلها خدمة الكهرباء ، إلا أن وزارة الكهرباء تنظر اليها بشزر ولا تأبه لأبسط تلك المتطلبات الضرورية . وعلى الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من الاخ المحافظ وادارة الكهرباء لتعزيز الكهرباء وضمان تطوير وتحسين أدائها . ونحن هنا نسجل شكرنا لمساعي الأخ المحافظ ومتابعته المستمرة لتعزيز الطاقة حتى تم استئجار الطاقة كحل اسعافي مؤقت إلا أن ذلك لا يكفي ما لم تكن المساعي حثيثة ومستمرة لضمان استقرار الكهرباء وتحسين إنتاج الطاقة وصيانة المولدات التابعة للمؤسسة التي اهملت بمجرد التعاقد مع مؤسسة الجيد لتوليد الطاقة ويقال والعهدة على الراوي أن ثلاثة مولدات متوقفة لا لسبب إلا لعدم توفر الزيت فقط ومنذ أكثر من ثمانية شهور وإذا كان ذلك صحيحاً فنقول للمجلس المحلي ان توفير ذلك الزيت أفضل من بناء مكتبة بما يقارب مائة مليون ريال ، نعلم يقيناً أنه لن يتم توفير الكتب والتجهيزات اللازمة لتشغيلها . والله من وراء القصد ،،، *عميد المعهد العالي للمعلمين