بعد صلاة جمعة يوم 23 شعبان 1430 ه الموافق ل: 14-08-2009 في جامع شيخ الإسلام بن تيمية بمدينة رفح سحقت أجهزة الأمن التابعة للحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس جماعة سلفية متشددة تعرف ب «جند أنصار الله» في رفح جنوب قطاع غزة في عملية أسفرت عن سقوط 24 قتيلا ونحو 130 جريحا، كما أفاد مسؤول طبي فلسطيني. وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة لوكالة الصحافة الفرنسية إن عدد الذين قتلوا في الاشتباكات الدامية المسلحة التي اندلعت بين عشرات من عناصر جماعة «جند أنصار الله» السلفية المتشددة وعناصر الأمن التابع لحكومة حماس بلغ «24 بينهم الشيخ عبد اللطيف موسى (الملقب أبو النور المقدسي) (47 عاما) ومساعده أبو عبد الله السوري». وأوضح حسنين أن عدد الجرحى تجاوز «مائة وثلاثين جريحا بينهم عشرون في حالات حرجة ومنهم أربعة في حالة موت سريري وجميعهم نقلوا إلى المشافي». وأشار إلى أن ستة من القتلى هم من عناصر الشرطة التابعة للحكومة المقالة وقيادي ميداني في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وطفلة من المارة. وأعلنت وزارة الداخلية المقالة عن انتهاء العملية.
وكانت مصادر أمنية مصرية أعلنت أمس أن فلسطينيا هرب من قطاع غزة وتسلل إلى داخل الأراضي المصرية قام بتسليم نفسه للسلطات المصرية في رفح وجار التحقيق معه. وقالت المصادر إنه «من المرجح أن يكون الفلسطيني المتسلل من أفراد جماعة «جند أنصار الله» والتي دارت بينها وبين حماس معارك قتالية، مشيرة إلى أن الفلسطيني فضل الهروب والتسلل إلى الأراضي المصرية خوفا من بطش حماس بعد القبض عليه حيا». واندلعت الاشتباكات المسلحة وهي الأعنف هذا العام بعيد إعلان الشيخ موسى عن إقامة إمارة إسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية في خطبة البارحة الأولى في مسجد ابن تيمية برفح والذي تسيطر عليه جماعته. وأكدت وزارة الداخلية المقالة مقتل عبد اللطيف موسى. وأعلنت الوزارة مدينة رفح وجميع مستشفيات قطاع غزة مناطق مغلقة أمام وسائل الإعلام «حفاظا على الأمن العام». وأضافت الوزارة في بيان أن الاشتباكات المسلحة وقعت بين عناصرها الأمنية و»عناصر تكفيرية» موضحة أن منزلا دمر إثر «انفجار داخلي وليس عملية تفجير». وذكر شهود عيان أن الشيخ موسى قتل عندما وقع انفجار في ساعة مبكرة من صباح أمس في منزل كان يتحصن فيه. دون أن تتوافر تفاصيل أخرى. وأوضح الشهود أن دوي انفجارات سمعت عدة مرات خلال الليل وفجر أمس خصوصا في المنطقة التي تحصن فيها عناصر من الجماعة المتشددة قرب الحدود مع مصر.وفي بيان قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن عدد القتلى بلغ 28 بينهم خمسة لم تعرف هوياتهم من عناصر جماعة جند أنصار الله. وبعد أن عبر المركز الحقوقي عن استهجان «لقيام جماعة مسلحة خارجة عن القانون بإعلان إمارة إسلامية» دان بشدة اللجوء إلى وسائل العنف، مطالبا الحكومة في غزة بفتح تحقيق شامل في الأحداث الدامية. وفي حديث للصحافة الفرنسية قال طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة إن من أهداف هذه المجموعة «إضعاف حركة حماس والسعي لإضعاف الشعب الفلسطيني». وأضاف أن «هذه المجموعة لم تقاوم الاحتلال ورفضت المشاركة في الدفاع عن غزة». وأضاف النونو «هذه المجموعة قامت بقتل وإرهاب المواطنين وهي مجموعة قامت بتفجير عرس في خان يونس قبل ثلاثة أسابيع». من جانبه، قال رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس إن جهات، لم يسمها، تقوم على استغلال بعض الشباب في قطاع غزة لتغذية «أفكار غريبة». وأضاف هنية ، خلال مؤتمر نظمته نقابة المعلمين في غزة، «تقوم هذه الأفكار على التكفير واستحلال الدماء بعد فشل الحصار والحرب على غزة» ، داعيا الشباب الفلسطيني إلى البعد عن التفكير السلبي وانحراف البوصلة. بدورها، حملت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أمس حركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة مسؤولية الاشتباكات المسلحة بين الحركة وجماعة دينية سلفية. واتهمت اللجنة، في بيان صحافي عقب انتهاء اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس في مدينة رام الله في الضفة الغربية، حركة حماس بتكرار التجربة الصومالية والأفغانية داخل قطاع غزة. وأشارت اللجنة إلى»أعمال القتل والتدمير التي ترتكبها حركة حماس وعصابات دخيلة على وطننا أنشأتها حماس وفتحت لها الأبواب والأنفاق للتسلل إلى قطاع غزة ومولتها وتركتها تشاركها في الإمعان في تحويل جزء عزيز من وطننا إلى مرتع لتخريب حياة الشعب وتمزيق وحدته وفرض أفكارهم المجنونة».
مشاهد مُذلة لتعامل حماس مع أطباء مختطفين داخل مسجد
ميليشيا حماس تعري أبناء غزة وتستعرض بهم في الشوارع بشكل مذل ومهين
