استعرضت 37 منظمة من منظمات المجتمع المدني في عدد من محافظاتجنوباليمن الهموم والمعاناة المتصلة بالوضع الإنساني وجهود الإغاثة المترتبة على الصراع الدائر في البلاد، بين اللجان والمقاومة الجنوبية وميليشيات الحوثي وقوات صالح الموالية لها. وقال بيان صادر عن منظمات المجتمع المدني في محافظاتعدن ولحج والضالع وأبين وشبوة، تلقى "الاشتراكي نت" نسخة منه، تعمل المنظمات على نقل الهموم الإنسانية والجهود الإغاثية للمجتمع المحلي والإقليمي والدولي وأطراف الصراع والمهتمين بقضايا السلام وحقوق الإنسان، للمساهمة بفاعلية في دعم جهود احتواء الحرب التي تسببت بنكبة على المواطنين اليمنيين في ظل غياب أجهزة ومؤسسات الدولة المختلفة. وتطرق البيان لأبرز القضايا الإنسانية المستعرضة والمتمثلة باستمرار العدوان من قِبل ميليشيات الحوثي وصالح، على محافظة عدن وبقية المحافظاتالجنوبية، وتوقف الخدمات العامة الضرورية وبالذات الكهرباء والمياه عن السكان منذ أكثر من 40 يوماً، ونزوح آلاف الأسر من مساكنها ونقص احتياجاتها الغذائية والدوائية، وتعذر عودة بعض النازحين إلى مساكنهم لتدمرها وغياب الخدمات وارتفاع درجات الحرارة وتردي الأوضاع الأمنية لاستمرار انتشار المسلحين والمواجهات المسلحة في الأحياء السكنية، وانتشار الأوبئة التي بدأت تفتك باليمنيين، بسبب تجمع القمامة وغياب أعمال النظافة وبرامج الإغاثة الإنسانية. ودعا البيان الأممالمتحدة إلى متابعة تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي المرتبطة بالوضع اليمني، وبالذات القرار الأخير 2216 قبل أي حوار، ومراعاة تمثيل الأطراف السياسية والاجتماعية والمدنية مناصفة بين الجنوب والشمال في أي حوار مقبل، وعدم الاستناد إلى حسابات سياسية نسفتها المتغيرات الجديدة بالواقع. وشدد البيان على ضرورة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الملزم تنفيذها وطنياً وإقليمياً ودولياً استناداً إلى وثيقة الضمانات باعتبارها خريطة الطريق لتنفيذها، واعتبار تلك المخرجات مرجعية لأي حوار. وأكد البيان على ضرورة التعامل مع القضية الجنوبية من خلال استيعاب المتغيرات الحالية الموجودة على الأرض، وكذا استيعاب عظم التضحيات المقدمة وأهدافها، مع إقرار واحترام مبدأ حق تقرير المصير للجنوب والجنوبيين كحق إنساني أكدته كل المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعدم المساومة في مبدأ محاكمة كل من له علاقة بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان تحت أي مبرر أو ادعاء، كون وضع الجنوب حالياً ليس كما كان قبل الحرب. واعتبر البيان حجج حرب صالح والحوثيين على الجنوب باستهداف الانفصاليين و«الدواعش»، تندرج ضمن مغالطات هدفها تغطية حقائق واضحة وتأتي استكمالاً لتنفيذ مخطط أهداف حرب صيف 1994، التي استهدفت إفراغ مضمون اتفاقية الوحدة من أهدافها الوطنية والإنسانية وصيانة تطلعات وأماني الشعب اليمني، والسيطرة على ثروة الجنوب والوصاية عليها وجعلها تحت سيطرة نظام الفساد والظلم والقهر الذي كان يديره صالح.