كثيرة هي القضايا والمشكلات التي لاتجدي معها المداراة ولا يجدي الصمت أو التجاهل، وكثيراً ماتستعصي الحلول في هذه المشكلات و القضايا بسبب المداراة والصمت حيالها في بادىء الأمر، وفي لحظة يتضح حجم الخطأ جراء حكمة الصمت والمداراة ولعل وعسى ! - يجب ألاَّ يستمر الوضع في حضرة المداراة والسكوت والكتمان حتى يستشري الداء ويستعصي الدواء في قضايا تقتضي الصرامة والحسم المبكر وكشف الحقائق للناس أولاً فأول ليكون الجميع على بينة ممايحدث وحتى لايذهب عشاق التأويل والاشاعات إلى نشر حكايات لاصلة لها بالواقع والحقائق. - عندما يستهدف استقرار المجتمع وأمنه وتعايشه السلمي وعندما يستهدف فكره وثقافته بمايقود إلى إحداث البلبلة والفوضى التي ستقود إلى فوضى أكبر وفي نهاية المطاف تصل الأمور إلى إقلاق النفوس والأمن فلا ينبغي للمداراة أن تكون حاضرة ولاينبغي للصمت ان يستمر ولعل وعسى تبقى الفاظ احتمال ليس بالضرورة ان يأتي من بعدها ماينبغي ان يأتي بمعنى قد يأتي الشر مستغلاً فرصة الاحتمال. وزمن الانتظار والمراجعة، ذلك أن الشر من منبته يبدأ، فإذا كانت الفكرة شريرة فلن يكون العمل خيراً ولن تكون نتائجه كذلك فالشر إلى الشر يقود. - إذاً فالشر لايدارى وقد اتضحت ملامحه وبانت وبالتالي ليس من الحكمة ان تبقى أبواب المداراة مفتوحة امامه ليستغل الوقت فيعزز شروره وليس من الحكمة ان تبقى ابواب «لعل وعسى» مفتوحة ايضاً فالوقت في هكذا حالات في صالح الشر والهدم اسرع من البناء دوماً، وفي ذات الوقت احسب انه من الافضل ان تعلن الحقائق للناس حتى لايكسب الشر إلى صفه الذين في قلوبهم مرض، فللشر أبواق وله أصوات تتسلل في اوساط الناس وتصوِّر الشر والجريمة على أنهما من أجل الناس ومن أجل حياة افضل لهم وان ما يجري من شر هو مقدمة الخير ولاشيء بلا ثمن .. وهنا أقول ان ابواق الشر واصواته التي تتوغل في اوساط الناس قد تلاقي من ينخدع بها وبما تقول بحكم البراءة وغياب الوعي، أو عندما تلامس جرحاً من جروح الزمن. - هذا الكلام يمكن إسقاطه على ماجرى ويجري في صعدة مثلما يمكن إسقاطه على أي حدث في مكان آخر من العالم، فاحتمالات لعل وعسى أن يراجع أهل الشر والفتنة انفسهم لم تكن نتيجتها سوى عدم امكانية المراجعة ولو أغدق عليهم التسامح والكرم وكل صنوف المداراة، فسمع الشر لايسمع داعي الخير، والا كيف نفسر فشل كل الوساطات واصوات السلم من الوهلة الأولى ؟ والحقيقة أن الحلول جميعها تبدأ من كشف حقائق مايدعون إليه وحقائق مطالبهم حتى يكون الناس على علم ودراية بها فلا يحسب من يحسب ومن يريد ان يستفيد من هذه الفتنة ان هؤلاء اصحاب قضية عادلة ومطالب منطقية فالكثير من الناس لايعلمون شيئاً من حقيقة تلك المطالب والأهداف التي يسعون إليها ولايعلمون شيئاً عن فكر دعاة الفتنة والفوضى والقلق والشر، وأؤكد مثلما يؤكد الواقع اننا أمام نموذج يستنسخ في المنطقة فكراً ووجوداً وشراً وفوضى، هذا النموذج يجيد اساليب القتل والذبح والاغتصاب والانتقام معللاً مايفعل بمايلائم هواه وفكره المريض ويجيد محاكمة الحاضر على اساس الماضي والتاريخ عموماً، فمن أين لك باقناعه؟ فإن أقنعته بالحاضر لم يقتنع بالماضي ! ومن أين لك ان تقنع من يعتقد أنه صاحب الحق والحقيقة وانه وحده على الصراط المستقيم ؟ هذا النوع لايمكن مقابلته بالسكوت لأنه قد يسري ويستشري وهناك اشاعات تخدم هؤلاء بدأت تُشم رائحتها في الاسواق وفي المجالس فلاينبغي ان تقابل بالصمت فلتناقش الأمور على مرأى ومسمع من الجميع حتى يعلم من لايعلم أين الشر من الخير ..!!