لاشك أن مكرمة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية لمحافظة إب (المحافظة التي عرفت منذ الأزل باللواء الأخضر ) جاءت تقديراً للدور النضالي الذي قدمه أبناء هذه المحافظة عبر مراحل النضال اليمني.. إذ كان لهم السبق دائماً في تبني واحتضان الأفكار التحررية والحركات الوطنية منذ أربعينيات القرن الماضي، فقد قامت نخبة من رموز الحركة الوطنية بإب بتأسيس أول إطار تنظيمي سياسي على مستوى اليمن، بل والجزيرة العربية تحت اسم «الجمعية الإصلاحية» وضمت شخصيات ورموزاً وطنية أمثال القاضي/ عبدالرحمن الإرياني، والقاضي محمد بن علي الاكوع والشيخ حسن محمد البعداني والنقيب/ عبدالله حسن أبو رأس، والنقيب/ مطيع دماج والشيخ/ حسن الدعيس والشيخ أحمد حزام الجماعي وآخرين لم تسعفني الذاكرة بسردهم. ومن خلال هذه الجمعية تم استقطاب العديد من رجالات اليمن لينضموا مسيرة النضال الوطني وعبرها أيضاً تبلورت افكار وأهداف الحركة الوطنية بدءاً بالمطالب الإصلاحية التي تقدم بها أحرار اليمن إلى الطاغية/ يحيى حميد الدين على هيئة مقترحات وأفكار حول إصلاح النظام الملكي والمطالبة برفع المظالم وتحقيق العدل واعتماد مبدأ الشورى في الحكم وهو مالم يوافق عليه الإمام يحيى وأخذته العزة بالإثم لتلك المطالب العادلة والنصائح الصادقة ..وبسبب هذا العنت تبلورت المطالب لدى أصحابها إلى أفكار نضالية لمواجهة الإمام.. ثم تكونت على اثر الجمعية الإصلاحية هيئة النضال في تعز لتضم العديد من الشخصيات النضالية كالمناضل الكبير أحمد محمد نعمان، وعبدالله عبدالإله الأغبري ،وعبدالوهاب نعمان ،ونخبة من رموز الحركة الوطنية في تعز.. وبعد لقاء الزبيري والنعمان تم التنسيق بين المجموعات النضالية في محافظتي إبوتعز وغيرهما من محافظات الجمهورية وبرز العديد من مناضلي اليمن كالمطاع والمحلوي.. وغيرهما من كافة مناطق اليمن السعيد لينضوي هذا الجمع المبارك في إطار نضالي واحد هو حزب الأحرار في عدن معلنين بدء مرحلة نضالية شاملة ضد الحكم المطلق.. وقد تم اعتقال العديد من تلك الرموز الوطنية وزجهم في سجون حجة والقاهرة وصنعاء إلا أن المسيرة زادت حركتها واستمرت في سيرها وتمخض عنها ثورة 17 فبراير 1948م ومثلت الشرارة الأولى التي كسرت حاجز الخوف والرعب الذي فرضته الإمامة على الشعب لتتولد روح المقاومة والمواجهة لذلك الكهنوت. وحينها انطلق من محافظتي إبوتعز مئات المقاتلين بقيادة بعض من رموز الحركة باتجاه صنعاء الحضارة والتاريخ وفاءً بالعهد لدعم الثورة في العاصمة.. غير أن الأقدار شاءت غير ذلك ولم يتمكنوا من الوصول إلى صنعاء لإنجاح الثورة نتيجة لتمكن احمد حميد الدين من حشد بعض القبائل تحت تأثير العاطفة الدينية ومبدأ الولاء المزعوم لأصحاب البيعة ومكنهم من صنعاء قبل وصول مدد الثورة من إبوتعز. وظلت هذه المحافظة بشجاعة وصمود أبنائها المناضلين تدعم مسيرة الثورة عبر الانتفاضات والحركات المتكررة من ثورة 1948م إلى حركة 1955 ثم 1959م حتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م والدفاع عنها ببذل أزكى وأطهر الدماء من خيرة رجالها فداءً للثورة ودفاعاً عنها مثلهم كسائر كل أبناء المحافظات اليمنية وكذلك كان دور أبناء إب في اشعال فتيل ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1964 عبر قعطبة ومريس، ولاغرو في ذلك فنضالات هذه المحافظة استمرت حتى قيام الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م والدفاع عنها وترسيخ جذورها في 7 يوليو 1994م وستظل نبعاً للنضال والذود عن الثورة والوحدة إلى مايشاء الله. - مدير الإعلام بمحافظة إب