في العام 2006م قامت المقاومة اللبنانية (حزب الله) بعملية عسكرية ضد مواقع عسكرية صهيونية في جنوبلبنان، وقتل سبعة صهاينة وأسر صهيونيان.. وهو عمل مشروع لأنه «أي حزب الله» قام بعمل عسكري ضد عساكر يحتلون أرضاً لبنانية، وكيانهم يعتقل المئات بل الآلاف من الأسرى اللبنانيينوالفلسطينيين والعرب في سجونه. إن ما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر ودمار ضد الفلسطينيين، وما يقوم به من اعتقال مئات الآلاف من اللبنانيينوالفلسطينيين والعرب في سجونه، وما يمارسه كل يوم ضد شعب فلسطين في غزة والضفة لم يحرك ساكناً ولم يجد صوتاً يرتفع، أو موقفاً يتخذ، سواء من النظام العربي أم النظام العالمي سوى الصمت أو البحث والالتماس لتبرير الأعمال والجرائم الصهيونية.. بينما قامت الدنيا ولم تقعد ضد المقاومة اللبنانية لأنها هاجمت قوة عسكرية محتلة وأسرت جنديين منهم، وأكدوا أنهم بخير، ويمكن إعادتهم بمفاوضات غير مباشرة ومبادلتهم بأسرى لبنانيين وعرب لدى الكيان الصهيوني. وفي خضم الحرب الإعلامية التي تبناها النظام العالمي، ومعه بعض الأنظمة العربية وأطراف لبنانية ضد المقاومة وحزب الله، وأن ما أقدموا عليه مغامرة غير محسوبة، وعليهم إعادة الجنديين الصهيونيين دون أي شرط.. كما شنت حرباً إعلامية على سوريا وإيران كداعمين لحزب الله والمقاومة للضغط عليهما لإرضاخ حزب الله ليسلم الجنديين الصهيونيين.. وقد جدد حزب الله موقفه، وأنه لن يسلم الجنديين، ولن يستطيع أحد أخذهما إلا عبر مفاوضات غير مباشرة، وبالمبادلة مع أسرى لبنانيين وعرب.. وكان حزب الله واثقاً بالله وبالشعب اللبناني. وبعد التهيئة، بدأ تنفيذ المخطط الأمريكي - الصهيوني بشن حرب صهيونية على لبنان براً وبحراً وجواً، كانوا قد أعدوا لها قبل أسر الجنديين، وبعد انسحاب القوات السورية.. تم شن العدوان الصهيوني في تموز 2006م ليجدوا مقاومة صلبة قوية، وليجدوا أساليب وطرقاً قتالية لم يعرفها العدو الصهيوني، كما وعد «سيد المقاومة».. وفي أثناء الحرب أكد «سيد المقاومة» أن استعادة الجنديين لن تتم ولو اجتمعت جيوش العالم، وأن الجيش الصهيوني الذي يشن الحرب على لبنان لن يحقق أهدافه وأنه سيهزم وسيندحر. وفعلاً اندحر وانهزم وانسحب بعد انتصار المقاومة عليه خلال 33 يوماً.. وبعد انتصار لبنان استمر التآمر على مقاومته بقيادة حزب الله، تحت دعوى أنه حزب إرهابي وحليف لسوريا وإيران.. وتُستخدم الحكومة اللبنانية والموالاة لتنفيذ المؤامرة لضرب حزب الله بتأييد أمريكي - صهيوني، وبعض الأنظمة العربية، وبدعوى أنه دولة داخل الدولة، زوراً وبهتاناً.. ولنفترض أن حزب الله حليف لسوريا وإيران، فهل من المنطق والموضوعية والمصلحة العربية، ومن الدين إسلاماً ومسيحياً أن نتآمر على حزب الله لصالح فريق يتحالف مع أمريكا والصهيونية الذين يمارسون العدوان علينا يومياً جهاراً نهاراً؟!