نشرت بعض الصحف الأمريكية أن محامين وحقوقيين بصدد رفع دعوى أو دعاوى باسم الشعب الأمريكي ضد الكونجرس والبنتاجون والرئيس جورج بوش وديك تشيني، نائب الرئيس بتهمة تضليل الشعب الأمريكي في حرب العراق. فالذي اتضح أن الشعب الأمريكي كان ضحية دعاية أمريكية كاذبة قلبت الحقائق وزوّرتها؛ لأنه لا توجد أسلحة دمار شامل في العراق، ولا توجد ديكتاتورية ومصادرة لحقوق الإنسان. أما الذي هو موجود على الحقيقة فهو أن أمريكا تنتهك حقوق الإنسان في "جوانتانامو" والعراق وافغانستان وباكستان!!. في زيارته الوداعية لأوروبا قال جورج بوش إنه لم يكن نادماً على قرار حربه واحتلاله العراق؛ وهذا شيء طبيعي. فالرئيس اتخذ قرار الحرب والاحتلال بناءً على عقيدة مسبقة؛ إضافة إلى محاولة لحل مشكلة البطالة لعشرات الألوف من الشباب العاطلين عن العمل. أما ما هو واضح لكل العالم؛ فهو أن أمريكا تكذب على العالم وتزايد كذباً على قيم إنسانية رفيعة كقيمة حقوق الإنسان والديمقراطية وإشاعة العدل. ولقد اتضح أن العالم سخر من أمريكا ومن الرئيس جورج بوش حين رفع الإيطاليون والألمان يافطات الاحتجاج ضد زيارة بوش مؤخراً؛ وكتبت على يافطة في ألمانيا «جورج بوش.. أنت تكذب!!» بينما استقبلته يافطة في إيطاليا تقول: «جوانتانامو وأبوغريب عار على أمريكا». ولم تكن المؤسسات القومية في أمريكا غافلة، فلقد ضغط الرأي العام على هذه المؤسسات، فاستطاعت أن تضغط على مؤسسة العدل التي أصدرت حكماً يقضي بضرورة خضوع البيت الأبيض لمحاكمة عادلة لمسجوني جوانتانامو وما يلاقيه المسجونون من انتهاك فاضح لحقوق الإنسان. كان من اليسير أن يتغابى العالم ضد حكم ديكتاتوري؛ لكن من الصعب أن تزايد أمريكا على العالم بحقوق الإنسان؛ بينما هي تمارس أبشع انتهاك لهذه الحقوق!!.