كانت العبادة في الإسلام تهدف إلى الطهارة، طهارة الثوب والبدن وطهارة السرائر، وعندما تتوالى الفرائض كالصلاة والحج الذي يعيش المسلمون أيامه الحالية؛ فإن في ذلك ذكرى لكل قلب منيب. فالحج يذكّر المسلم بصفاء القلب والسريرة كصفاء ونصاعة الإحرام الأبيض الذي يحرم به الملايين، وليس من يدخل الجنة ذا قلب أسود وسريرة؛ لكن العداوة والبغضاء لخلق الله. ولقد شاء المسلم أن لا يفقه معنى العبادات في الإسلام «فكله جمل» كما قال أخ لنا تركي من قبل!!، ولما ضيع المسلمون فقه العبادات ضاعوا وضل كثيرون منهم. وإذا كان الرسول الأكرم قد أخبرنا بأنه «لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث» فكيف لبعض المسلمين تهيئة اخوانهم لقطيعة قد تكون بداية لفتنة كبرى؟!. ثم لماذا يتحول الخلاف في الرأي إلى بغضاء وعداوة وتفجير مشكلات يعصف بالأمة بكاملها؟!. إن المسلم يسدد ويقارب، وإذا حدث أن تهيأت المجتمعات لبادرة خلاف أو شقاق بادر المسلم الحق إلى سد الفجوة وردم ثغور المصائب. وإذا كان المسلم هو الذي يفرح بالفرقة وتشتيت الأمة وإخلاء الأجواء الصافية لسحابات العداوة والبغضاء، فما ترك للكافر والفاسق؟!. ليعلم أهل الفتن - إن كانوا جاهلين - أن هذه الفتن تعم، نظراً لأن المجتمع أصبح واحداً، وإن آثار أي فتنة تتعدى بالضرورة إلى الغير. عسى فريضة الحج تعلّمنا التجرد من الأهواء وصفاء السرائر.