رغم أنهم صغار السن لكننا وجدناهم عمالقة، ورغم أنها التجربة الأولى التي تشهدها اليمن إلا أنها أغرقت حدقاتنا بالدموع، فمن من جيلنا يحتمل فرحة رؤية شباب اليمن وهم يمتطون صهوة «النت» بشجاعة الفرسان في «غزوة إذاعية» فريدة ليقولوا للعالم : «هنا اليمن» !!.. أمس حظينا بشرف زيارة «راديو الشباب نت» فاكتشفنا أن ثمة جيلاً جديداً من الإعلاميين المتألقين كانوا طوال الأسابيع الماضية يعملون بهدوء كخلية النحل لإطلاق إذاعة شبابية على الانترنت، ضربت عرض الحائط كل أساليبنا في العمل الإعلامي التي أكل الدهر عليها وشرب، ليطلوا بوجوههم البهية على العالم باليمن الجديد، ورهان التحدي الأقوى على كسب المستقبل الأفضل الذي مازال بعضنا يعتقد أنه بعيد المنال، لأنه لم يكتشف بعد طاقات شبابنا، ولم يعرف بعد بأنه قد آن الأوان لنخلي مواقعنا لأبنائنا لأنهم أجدر منا على مخاطبة العالم والوعي الإنساني بلغة العصر.. ! الرائع في الأمر أن جميع الشباب والشابات الذين يقومون على «راديو الشباب نت» هم طلاب جامعيون، ويعملون طوعياً بغير أجر منذ التاسعة صباحاً وحتى التاسعة مساءً وبالتناوب ..! فهم يحملون قضية الشباب اليمني، وقضية وطن ينتظرهم للأخذ بيده إلى مرحلة متطورة.. وقضية جيل يتحدى فقره، وكل ما يحدق ببلده من تحديات، ليشق طريقه إلى الغد، لأنه مؤمن بأن الآخرين ليسوا أفضل منه. «راديو الشباب نت» مشروع يرعاه اتحاد شباب اليمن بطريقة عصرية.. إذ منح الشباب القائمين عليه الحرية والاستقلالية الكاملة، ووفر لهم كل التجهيزات المطلوبة، وعزز في نفوسهم الثقة والقدرة على كسب الرهان، فكانوا عند حسن ظنه، وهم اليوم يحملون طموحاً أكبر، ليس فقط على صعيد تطوير برامجهم اليومية، بل أيضاً للتحول إلى البث المرئي.. غير أن مشكلتهم الوحيدة هي محدودية إمكانياتهم المادية.. فالمبدعون دائماً تعترضهم مشاكل مماثلة لأنهم لايحسنون التزلف لبعض المسئولين وتملقهم وتوسلهم من أجل المادة طالما وقد نذروا أنفسهم لليمن وليس لمسئول أو حزب أو منظمة، فالوطن هو الوحيد القادر على البقاء، وكل الآخرين راحلون.. لا أفضل الحديث عن شيء مما يقدمه هؤلاء الفرسان الشباب، لأنني أتمنى أن تدخلوا بأنفسكم إلى موقع الراديو على الانترنت «youth22. com» لتسمعوا وتحكموا بأنفسكم، ولأنني أعتقد أن إبداعهم يفوق قدرة قلمي على وصفه.. ومن واجبنا جميعاً تشجيعهم. أبناؤنا لم يخيبوا رجاءنا، بل نحن فخورون بهم، ونبارك لذويهم أن أبناءهم هم حملة راية اليمن الحبيب إلى العالم.. ومن هنا أؤكد لوالدة الشابة المبدعة «فيروز» بأنني فخور جداً بها، وتمنيت لو أن كل بناتنا بمثلها أدباً وإبداعاً وذكاءً .. فلا تقلقي عليها.. فهؤلاء كما الملائكة إن حلت في مكان حلّ معها الخير والأمن والسلام.