بدا الأمر وكأنه تعزية لكن للسياسة ممرات عديدة . مسؤول كوري شمالي يتوجه الى سيول للتعزية في وفاة زعيم كوريا الجنوبية السابق كيم دي يونج، الا انه تقرر ان يعقد الجانبان مباحثات حول العلاقات بينهما. رئيس الاستخبارات الكورية الشمالية، والمعروف بأنه قريب من زعيم بلاد كيم جونج ايل، التقى في زيارة التعزية وزير شؤون الوحدة بكوريا الجنوبية هين ان تيك. المسؤول الكوري الشمالي برفقة وفد من مسؤولي كوريا الشمالية يضم ستة أفراد يرتدون ربطات عنق سوداء يوم الجمعة الماضي ألقوا الزهور على قبر يونج الذي توفي عن 85 عاماً. بذل يونج جهوداً كبيرة خلال فترة رئاسته لتحسين العلاقات بين الكوريتين اللتين عقدتا أول اجتماع لهما منذ نحو سنتين بشكل مفاجئ يوم السبت الماضي في سيول، عاصمة كوريا الجنوبية. توترت العلاقات بين الكوريتين عقب قيام بيونج يانج بإجراء تجارب نووية، إلا أن هناك من يرى اليوم انها تسعى الى علاقة افضل. لم يلتق المسؤولون من الجانبين منذ أن تولى الرئيس الجنوبي لي مينج باك منصبه في شهر فبراير الماضي، والذي قرر ربط المساعدات التى تقدمها بلاده الى بيونج يانج بالتقدم الذي يتم احرازه في الملف النووي. لكن التعزية وفرت فرصة لنوع من الحوار البدئي كما يبدو، ففي اللقاء تركز الحديث حول مسألة دفع العلاقات بين البلدين نحو التقارب بحسب الوكالات، ثمة رغبة بين الجانبين لتجاوز المشكلات التي نتجت عن التفجير النووي الأخيرة لبيونج يانج،.كما يبدو. بيونج يانج في حاجة شديدة للعملات الأجنبية التي ينفقها السائحون من الشطر الجنوبي، أو للمبادلات التجارية بين الجانبين بسبب أزمتها الاقتصادية الممتدة. السيول التي تخشى الرعب النووي في الجوار تحتاج إلى الهدوء من فكرة تسلح نووي لدى بيونج يانج الشقيقة الجارة، الأمر الذي يعني حاجة البلدين لمزيد من الحوار لكن برؤى معينة وهو ما يمكن القول أنه بدا التكون الآن. هذه المرة ربما تسعى الجارتان لوضع أسس جديدة للحوار قبل دخول الجيران والأصدقاء بأجنداتهم الواسعة والتي غالباً ما تذهب بالحلول مذهباً آخر لتبقى المشكلة.