اتحاد الأدباء مؤسسة إبداعية غير رسمية “مؤسسة أدبية فكرية ثقافية” يجب أن يعنى،وكما كان وعوّدنا منذ ميلاده، بالفكر والثقافة والأدب الوطني والعربي والإسلامي والإنساني. فالأديب والمثقف والمفكر أكبر بل أعظم من أن يتقوقع في حدود ضيقة«سياسياً، أو اجتماعياً» ..فالمبدع يفترض ألا يكون سوى «إنسان» يبدع الأدب الإنساني شعراء وقصة ورواية، ومسرحاً...إلخ، والمثقف يجب أن يهتم بالثقافة الإنسانية..وهكذا المفكر لا يتفلسف، ولا يؤدلج، ولا ينظر إلا من أجل الإنسانية..فالإنتماء الإنساني هو أعلى وأعظم مستويات الإنتماء..وذلك ما يجب أن يكون عليه المفكر والأديب والمفكر والكاتب اليمني. إن العالم يعيش اليوم “فوضى عارمة” تهدد الإنسانية...هذه الهجمة الفوضوية هاجمت كل بلدان العالم وشعوبها، ونالت من الأفكار، والثقافات، والآداب والعقائد الوطنية، ومضت تخرب فيها تحت عناوين عديدة في ظاهرها الرحمة وفي باطنها الويل والثبور وعظائم الأمور. فتحت عناوين الحرية، والديمقراطية والليبرالية، والشفافية، والنظام العالمي الجديد، وحقوق الإنسان ،والمرأة ، والطفل وغيرها من المصطلحات النبيلة والآدمية..وهي مصطلحات صدرت من قبل نظم استعمارية قديمة وحديثة لا ترقى ولا تصدق في ممارساتها، وسلوكياتها مع الشعوب بقدر ما تعطي لنفسها الحق والمشروعية للتدخل في شؤون الشعوب وسلبها حريتها واستقلالها تحت هذه العناوين...ولا أعتقد أن هذا غائب عن أدباء ومثقفي ومفكري اليمن..لكن يبقى دورهم في مواجهة هذه الهجمة الفكرية والثقافية التي تغزو شعوبنا والإنسانية عموماً..من خلال استهداف الثقافات والأفكار والآداب الوطنية والقومية والإنسانية، وتؤسس ثقافات وأفكاراً تخدم تحقيق أطماعها الاستعمارية للاستحواذ على العالم. لذا فعلى المفكر والمثقف والأديب والكاتب العربي، في كل قطر عربي، بما في ذلك أدباء وكتاب اليمن ألا ينساقوا وراء هذه المصطلحات وينخدعوا بالفوضى الخلاقة، والعمل على مواجهة هذا التحدي الخطير الذي يغزو شعبنا عبر كل وسائل الاتصال إلى حد ضعفت أو كادت أن تتلاشى ثقافتنا الوطنية والعروبية والإنسان, وتستولي على العقل اليمني والعربي الأفكار والثقافة “النفعية الاستهلاكية الضيقة”وتؤثر على ممارسة وسلوك الناس ويظهر سلوك انعزالي مناطقي مذهبي سلالي أسري، وتطغى ممارسة الفساد والإفساد..في حين أن الأدباء والكتاب لم يدركوا ذلك، ويفكروا في مجابهته ...بل منهم من يسهم فيه..فإلى متى يبقون في سباتهم.