على مدى تاريخنا الإنساني سطّرت ثورات وتحولات غيّرت خط سير البشرية إيجابياً وخُلد صناع هذه الثورات في أعماق ووجدان الشعوب بكل ألوانهم وانتماءاتهم وأديانهم واستطاعوا أن يتركوا بصماتهم في ذاكرتنا وزرعوا لهم مساحات واسعة من الود والاحترام في أذهاننا وستظل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها..كيف لاوهم من أجل أوطانهم وشعوبهم قدموا أرواحهم دون ثمن كي يغيروا أوضاع أجيال تتوالى في أوطانهم؟. فمن المسلمات أن الثورة تقوم على عدد من المرتكزات وترنو نحو أهداف وطنية تغييرية إيجابية تشمل كل مناحي حياة الإنسان. فمثلاً ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م قامت هاتان الثورتان ضد الظلم والجهل والفقر وطرد المحتل الأجنبي من جنوب الوطن وقدم أبطالهما أرواحهم من أجل أن نعيش نحن وننعم بخيرات هذا الوطن الحبيب ونعيش فيه بعزة وكرامة.ولكن هنا أسئلة تطرح نفسها: هل كان يخطر في بال ذلكم الأبطال أنه سيأتي جيل يحطم كل الخير الذي من أجله قدموا أرواحهم؟ هل سيأتي جيل يريدنا أن نتقدم للوراء؟ هل هذا الجيل يعني أنه ثائر ينسف كل ما بناه الرجال والأوفياء للثورة والوطن، بالفعل هذا ما نجده في المهزلة التي تدور رحاها في بلادنا منذ عدة أشهر والتي يسميها البعض (ثورة) قد هدمت كل المبادىء والأخلاقيات الإنسانية المتحضرة وتلك الأصوات الحاقدة على رجال تقدموا بنا نحو الأمام وشباب (مغرر بهم) شطحت بهم الأحلام حد أن يرى البعض أنه (جيفارا) أو الثلايا أو العلفي أو.... خليط عجيب من اليمنيين (للأسف)هم من يريدون أن يعودوا بعجلة التاريخ إلى الوراء.. حقد دفين وثأر في صدورهم على رجل قضى عمره يتقدم بنا وبالوطن إلى الأمام كي نصل إلى مراتب الدول المتقدمة، رجل لولاه لبقيت خارطة العالم بدون تلك المساحة الواضحة عليها إسمها (اليمن)، رجل أفنى عمره من أجل تنمية الوطن والإنسان، فلماذا هذا النكران؟ ولماذا هذا الجحود لهذا الشخص؟ أصبح الخائن يلصق هذه الصفة على رجل حارب كل الخائنين، وأصبح الفاسد هو أول من رمى بتهمة الفساد على رجل شكّل لجاناً وأجهزة على مستوى مفاصل الدولة لقلع جذور الفساد،ومن دافع عنهم وأخرجهم من سجون الدول وأعادهم معززين مكرمين هم أول من أرادوه أن يرحل وآخر يريد الكرسي فنسي أنه لم يكن سوى راع للغنم وأصبح من قادة الدولة. مفارقات غريبة وعجيبة والآن وطن يُذبح وشعب يضيع وتسوء معيشته ويُقتل الطفل وتُرمل النساء تحت عنوان “الثورة”فأي ثورة هذه التي لا هدف ولا مسببات لها سوى أحقاد الفاشلين أو حساد للنجاح لذا علينا أن نفيق فالعالم يتقدم ونحن في مكاننا بل المصيبة أن بعضنا يريدون إعادتنا للخلف.