تعاني معظم صناديق النظافة والتحسين بالمحافظات عجزاً مالياً مستديماً, وضاعف من ذلك العجز ما تشهده بلادنا من أزمة سياسيه ألقت بظلالها على الحركة الاقتصادية والتجارية في عموم الوطن, الأمر الذي تسبب في إحداث شحة في موارد صناديق النظافة والتحسين بالمحافظات لأسباب ضعف أو توقف النشاط الاقتصادي بالجمهورية وهو ما أدى إلى عدم دفع رواتب عمال النظافة للشهرين الماضيين, وتوقف عمل عُمال النظافة في بعض المحافظات من بينها محافظة حضرموت أدى إلى تحول شوارعنا وأزقتنا و حاراتنا إلى مكبات للقمامة والروائح النتنة, والشيء المعتاد حين لم تدفع رواتب عمال النظافة أو تأخرها لأي سبب كان أن يضرب العمال عن العمل ولكن الخارج عن المألوف والمثير للاستغراب أن يقوم عمال النظافة بمدينة المكلا برمي القمامة والنفايات في الشوارع العامة بالمدينة أمام مرأى من الناس احتجاجاً على تأخر صرف مرتباتهم للقسط الثاني من شهر أغسطس وشهر سبتمبر الأمر الذي أثار استياء أبناء مدينة المكلا وأدى إلى تعفن وتشوه هذه الشوارع. السلطة المحلية بمحافظة حضرموت وجهت بسرعة صرف مستحقات العمال وهو القسط الثاني من رواتب شهر أغسطس ورواتب شهر سبتمبر كاملاً استشعاراً منها بأهمية نظافة عاصمة المحافظة ومختلف المدن. ما من شك إن عمال النظافة في كل محافظات الجمهورية يعانون ظروفاً معيشية صعبة و قد ازدادت ظروفهم صعوبة في ظل الوضع الراهن إلى جانب محدودية رواتبهم وارتفاع الأسعار وهم يقومون بدور مهم للحفاظ على نظافة المحافظات وتحسين البيئة ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول:«أعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه»، ولهذا فإن أي تأخير في صرف رواتب هؤلاء العمال غير مقبول إطلاقاً ولأي سبب كان, فيكفي أن هؤلاء يعملون بأجور عمل متدنية وتحت أشعة الشمس بدون وسائل عمل، والسؤال المطروح الآن هو : هل على السلطات المحلية التفكير جدياً بخصخصة النظافة في المحافظات بعد أن فشلت صناديق النظافة فشلاً ذريعاً في توفير الحد الأدنى من أجور عمالها وذهبت معظم مواردها في صرفيات مدرائها دون وجه حق ؟! نظافة الشوارع ليست مسئولية عمال النظافة فقط إنما نحن المواطنون تقع علينا مثل هذه المسئولية, ولن تستقيم أمور النظافة في بلادنا ما لم تفرض الدولة غرامات مالية على من يقوم برمي القمامات في الشوارع أو من نوافذ المنازل والسيارات, فمعظم الدول المجاورة خذ مثالاً على ذلك الإمارات العربية المتحدة والدول الأوربية جميعها تفرض مثل هذه الغرامات والتي يؤول ريعها إلى صناديق النظافة أو الجهات المسئولة عن النظافة, وما يحز في النفس أن ترى في شوارعنا من يرمي القمامات من نوافذ المنازل والسيارات على قارعة الطريق فعندما تستنكر عمله وتنصحه أن يضعها في موقعها المخصص يأتيك الرد سريعاً: مشي حالك, أنت في اليمن وعجبي!!... والله من وراء القصد.