أن أكتب للجمهورية فهي بيتي, وأن أكتب للثورة فهي البيت القديم, لا فرق حين تنظر للأمر من زاوية الحب للدار الحالي أو القديم, غمرني الزميل والصديق المتميز والمهني الذي احترمه الأستاذ سمير اليوسفي بكرم لا حدود له حين دعاني للكتابة, فاندفعت بكل ما أوتيت من شجن للخوض في غمار النهر الذي نتعلم في مياهه كل يوم كيف نسبح, أرجو أن يكون جمهور المشاهدين على الضفتين قد منحني شهادة صغيرة في إجادة السباحة, وأن رأى أنني لا زلت أتمسك بفروع الشجيرات, فأعده أن اواصل تعلم كيف يسبحون, وسأواصل التعلم في البيت الثاني (مشاهد يومية) ومن الغد بمشيئة الله, على أن الجمهورية ستظل هي الأخرى بيتي أعود إليه كلما اجتاحني الحنين وهو دفاق في النفس بلا حدود, ولتعذرني الأقلام الفذة التي كتبت بجانبها فنهلت منها, واستفدت وتعرفت على أقلام جديدة كالجار في الطرف القصي من العمارة أحمد عثمان, في شوارده التي أهيم بها كل صباح, وهذا القلم الذي يتدفق علماً ومعرفة, بأسلوبه الذي يجتاحنا جميعا, عمر عبدالعزيز الذي (أتخاوصه) كل يوم ولا أتجرأ أن أنظر في وجهه مهابة واحتراماً, نحن نتعلم منه, ويؤسفني أن أنقل من المنزل المجاور فإن تجاور عمر عبدالعزيز فشرف ما بعده شرف, نحن نحبو وقلمه يهيمن علينا كما الفقيه الكبير الذي لا يبارى!!. كشفت الجمهورية عن أقلام شابة لها مستقبل على صعيد أن تجيد تطويع الحرف كالشريحي الذي تحس أنه قادم قادم, وحين يكتب نصر بين الفينة والأخرى تجدني أتوارى وأكتم شهقتي لأهتف في سري: الكتابة موهبة لا تستطيع أن تهبها لأحد، الله وحده يمنحها لمن يشاء, حين أقرأ نصراً أحس بالامتلاء. يعجبني جموح قلم غمدان كذلك الخيل الذي تخرجه من اصطبله تراه يتلفت يمنة ويسرة وينطلق في رحاب الله الواسعة, هو الخيل النبيل إذا جرى !!!! , من أنا حتى أقيم الآخرين, أتمنى من يقول لي كيف قرأني, هل أضفت جديداً؟ أم ظللت ألت وأعجن في نفس (الدست), لست ممن يكابرون, بأمانة الحرف والكلمة، أتمنى صادقاً أن يأتي منصف ويقيم ما فعلته خلال شهر وبضعة أيام, كنت قبل أيام أيضاً أكتب للصديق د. خالد الصوفي المدرس الجامعي المتمكن أقول له – وأسألوه – ما رأيك؟ انقد بكل قسوة, قل لي رأيك في الشهقة اليومية؟. فذات عام قريب توقفت في شهر رمضان عن كتابة عمود (مشاهد يومية) قلت لأرى كشف الحساب, قارىء حصيف بعث لي برسالة بعد العيد مباشرة قائلاً: لا تتعب أنا سأقيمك, والأجمل في الأمر أنه لم يذكر اسمه الذي لم أعلمه إلى اللحظة, وتقييمه لديّ وقد وضعته داخل برواز من الخشب لي وعليّ!!, واستبيان الجمهورية (أحد ملاحقها) لا يزال في ملفاتي وأتمنى أن يتكرر إذ لا عيب أن تعرف يديك من رجليك!! ويقول لك أحدهم: واصل التعلم مثلاً!! فالتعامل مع الكلمة كالتعامل مع المرأة الجميلة والباقي عليكم!!. أعلم أن سميراً سيغضب مني لكنه سيعذرني فأنا فقط في الغرفة الثانية, ومن الآن أحسب لاتصاله الحميم ألف حساب: كيف يا صديقي؟ قولوا لسمير ألا يتصل بي فقط هذه المرة!!, من هنا دعوني أوجه التحية لأستاذ الجميع محمد المجاهد, وللأستاذ محمد السنيني, ولروح الاستاذ عبدالعزيز اليوسفي ولمن تعلمت على يده أول الحروف من إذاعة تعز زيد الغابري, فقط أطلب من الجميع إذا أرادوا ألا يتركوني وحيداً في مشاهدي اليومية: أقول اقرؤوني وقيموا ما أكتب, سأظل بروحي معكم أتعلم منكم. [email protected]