بدأ العد التنازلي لرحيل الربع الأول من عامي الوفاق ونحن نتطلع إلى يمن مشرق ، يمن يسوده الحب والإخاء والسلام ، يمن خالٍ من الحقد والفساد الأخلاقي .. ولأهمية المرحلة فنحن نعد الأيام والليالي والساعات لحظة بلحظة مترقبين لما يتم انجازه على مستوى كل يوم من قبل نخبة الوطن ، ورغم ذلك فإننا لا نرى على الواقع إلا أخباراً لا تمت إلى الوطن بأي صلة ، فحلم المواطن مرتكزه الأساسي الأمن والاستقرار وعودة الكهرباء والمشتقات النفطية وأسعار المواد الغذائية الأساسية إلى ما كانت عليه قبل سنة على الأقل ، أما موضوع استقبل وودع ، وشجب ، وندد ، فلن يفيد المواطن بشيء إلا أن يزيده خوفاً من المستقبل ، والسبب أن حكومة الوفاق عملت برنامجاً غير نافع لترميم الوطن وكان من الأجدر بها أن تجعل برنامج عملها من بند واحد يتعلق بحماية المواطن وصيانة النظام والقانون وإعادة كل ذي حق حقه وفقاً لما نصت عليه الشريعة الإسلامية ، ولو عملت الحكومة على هذا المنوال لما عمت الفوضى الوزارات والمؤسسات والمصالح الحكومية بحجة تصحيح المسار، فتصحيح المسار لا يتم إلا من خلال تطبيق النظام والقانون ، فمن كان فاسداً أقمنا عليه حد الله ومن كان غير ذلك زدناه ثقة ووقفنا إلى جانبه. المطلوب أن نصفي أنفسنا من الغل والحقد الحزبي وأن نرجع إلى ما كنا عليه قبل عام تسعين ، إخوة ، أحباباً ، أنساباً ، جيراناً ، لا يفرق بيننا إنس ولا جان ونترك الهرولة بعد الغرب والشرق الذين يسعون إلى زرع الفتنة بأشكالها وأنواعها ومسمياتها من أجل أن تظل سيطرتهم على وطننا ، وأمور ديننا وعلى شئوننا الداخلية والخارجية حتى نكون أذلاء متسولين للبحث عن لقمة العيش التي هي من صلب أموالنا ، لماذا لأنها أصبحت بأيادي غيرنا نراها ونحلم بها ولكنها بعيدة عن متناول أيدينا ، والسبب أننا جعلنا من الحزبية مغرماً لا غاية كوننا تسلحنا بها ولا نفهم المقصود منها وجعلنا الديمقراطية بوابة لمستقبلنا فهدمنا بها أنفسنا ، لماذا لأنها وليدة الغرب الذي يعيث في الأرض الفساد بكلمة الديمقراطية التي تعني في مضمونها الرقي والتطور من خلال الرأي والرأي الآخر والحقيقة أنها كلمة رنانة بمعانيها الظاهرة ، أما في باطنها الخفي فهي تعني المعول الأساس لهدم الشعوب . إننا في يمن الإيمان نتطلع إلى وفاق أخوي فلا يفرق بيننا شرقي ولا غربي والواجب علينا صيانة أرضنا وحمايتها من الدخلاء ، وهذا لا يتم إلا من خلال الرجوع إلى مائدة البيت الواحد ، والأمر متروك للإخوة رئيس وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى ورئيس وأعضاء حكومة الوفاق الذين يحتم عليهم الضمير الإنساني السعي إلى ترك منازلهم ومقرات أعمالهم والخروج إلى أبناء الشعب بقلب واحد ونهج واحد لإقناع المجتمع بالعودة إلى التآخي والتراحم ونبذ العنف وطي صفحة الماضي مهما كان أسبابها ومسبباتها ولنكن جميعاً حزباً واحداً تجمعنا كلمة التوحيد.. والله من وراء القصد .