ترى أية قاعدة هذه تصل إلى هناك وتفعل هذا كله وسط هذه الظروف الاستثنائية في ظل كل تلك التسهيلات إلا إذا كانت فعلاًَ قاعدة القاعدة؟! على أن القتلى يصرخون في روحي، ولا أحقر من نبرة التشفي يا أزلام النظام السابق وملحقاته من البلاطجة والإمعات وتجار الحروب والدين. فيما ترسانة شاسعة من الحقد نعرف جيداً أن هنالك من يكنها لعبدربه وروح العهد الجديد عموماً؛ إذ لا يمر يوم واحد إلا وهذا الحقد يتفاقم لضرب مشروع اليمنيين وحلمهم في الخلاص من إرثكم الدنيء.. طبعاً: لا حداد لا حداد؛ لأن قدرنا الذي لا مفر منه أن ننهض من موتنا بكل قوة. ولنا أن نتخيل جيداً أيضاً حال القاعد وهو يصرخ لمريديه فقط : [قلنا لكم كيف يحتفلوا وأنا رجل المنصة الأول.. اجمعوا دومان]. أيضاً ليس الله أداة قتل أبداً يا ابن الزنداني.. وتباً. ثم [ آه يا بلدي وحزني]. وليس من عزاء لأرواحنا المكلومة الآن سوى ما كان خطه سيدي عبدالله البردوني في قصيدته الشهيرة أحزان وإصرار: شوطنا فوق احتمال الاحتمال فوق صبر الصبر لكن لا انخذال نغتلي.. نبكي على من سقطوا إنما نمضي لإتمام المجال دمنا يهمي على أوتارنا ونغنّي للأماني بانفعال مرة أحزاننا.. لكنها يا عذاب الصبر أحزان الرجال نبلع الأحجار.. ندمى إنما نعزف الأشواق..نشدو للجمال ندفن الأحباب.. نأسى إنما نتحدى..نحتذي وجه المحال مُذ بدأنا الشوط جوهرنا الحصى بالدم الغالي وفردسنا الرمال وإلى أين..؟ غرفنا المبتدى والمسافات كما ندري طوال وكنيسان انطلقنا في الذرى نسفح الطيب يميناً وشمال نبتني لليمن المنشود من سهدنا جسراً وندعوه: تعال حن هذي الأرض.. فيها نلتظي وهي فينا عنفوان واقتتال من روابي لحمنا هذي الربى من ربى أعظمنا هذي الجبال ليس ذا بدء التلاقي بالردى قد عشقناه وأضنانا وصال وانتقى من دمنا عمته واتخذنا وجهه الناري نعال نعرف الموت الذي يعرفنا مسنا قتلاً.. ودسناه قتال وتقحمنا الدّواهي صوراً أكلت منّا.. أكلناها نضال موت بعض الشّعب يحيي كلّه إنّ بعض النقص روح الاكتمال ها هنا بعض النّجوم انطفأت كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال تفقد الأشجار من أغصانها ثمّ تزداد اخضراراً واخضلال إنما.. يا موت.. هل تدري متى ترتخي فوق سرير من ملال؟ في حنايانا سؤال.. ما له من مجيب.. وهو يغلي في اتصال ولماذا ينطفي أحبابنا قبل أن يستنفد الزيت الذبال؟ ثمّ ننسى الحزن بالحزن ومن يا ضياع الردّ.. ينسينا السؤال..؟