من ذلك الآتي؟ يحمل في ثنايا صمته الباكي تفاصيل الشجون!.. يطوي مسافات الأسى دمعاً، وتحمله رياح اليأس.. ترمى نبضه الذاهب في سرداب ليلٍ أضُرمت فيه الظنون..عشق المساء كجرحه الباكي.. تولى خدمة الآفل.. تاه في بوح الحقيقة والجنون. من ذلك الآتي؟ وفي أعماقه شجن امتطاء الوهم يدمي كاهلي، يبكي يرتل سرهُ.. مواله.. بعضاً من البوح المنون!. هو ما تبقّى من صلاة الروح وتراً تاه في غسق الدجى يدعو إله الرحمة المُهداة.. يحلم في بقايا روعة المعبود نبضاً من حنين.. نذرَ الأسى صمتاً وباح بخوفه خوفاً وأودع في رياح البوح حرفاً خطه قهراً لتنسى أمه الخرساء أدعية المجون. من ذلك الآتي؟ تفتّح وردةً حملت رحيقاً صبّها في غور قلبي.. أنعشَ الترحال في عمق المسافة في تلالٍ رملها ذرات أشباحٍ.. وفتواها جنون. ويهيم يعشق رحلة الآمال في جبلٍ تفتت صخرهُ ألماً وحرماناً.. ينادي صخرة الأمل المرصّع من بريق نواضر المرعى.. يهيّئ سرج خيلٍ غاص في حقلٍ يداعب زهره الآتي.. يعاتب ورده العاري ويسحقه فتنحبس المشاعر في الجفون. يا أيها الآتي.. وإن غابت حروفك في لقائي.. خذ أسى ألمي وهمّي لتعلم ما تبقى في سؤال الوصل من شجن الهوى والنأي.. أو فامخر عباب الحلم.. نادم موجه الباكي يسلِّي خاطر الأشجان.. واقرأ سورة الأحلام.. رتلها صدىً يستنزف الآتي لواعج قصةٍ كتبت برمل الشاطئ الحيران.. دلّى ثغره المصفود.. يحكي بعض ما تخفي البيادة في رصيفٍ عزّ أن ينعي الذي في حلمهم لا يمترون. يا أنت يا وجع ابتهاجي يا رفيق الوعد في وضح النهار.. متى ستشرق شمس ليلك تصطفي قمراً يسألني أسائله.. وهل تُمحى الشجون؟!