قد تأتي علينا لحظات نلتفت فيها إلى الوراء...إلى ليال قديمة, ونهارات منسية خطت على جدار الروح, توالت بين مد الحياة وانكماشها رحلت وتركتنا نحاول اللحاق بها... هي صفحات تكسوها السعادة والفرح, والهدوء وراحة البال ,ومواقف جميلة موشحة بالبراءة والحب والصدق ,وتفاصيل وجوه تبدو مألوفة... وجوه نقية لقلوب ناصعة البياض وقفت معنا, وشاركتنا حلاوة أيامنا...وجوه لم يكن همها سوى إسعادنا , وإدخال الفرحة في نفوسنا ,ومواقف هزتنا لم نكن نتوقعها ,وأياد امتدت إلينا , وأنارت لنا الطرقات... وذكريات لأماكن, تعيد لنا الزمن بسويعاته, بذكرياته سترت المشاعر واحتوت الأحلام, ومنحت الفرح والأمان بلا حدود, وتواريخ ثبتت على جدار الروح نحتفل بمرورها, ترسم البسمة على وجوهنا, والشريط يتحرك مع أمنية تراود النفس ليتها تعود ولو لساعة,... في المقابل هناك صفحات أخرى تطفئ وميض الصفحات البيضاء ,سوداء كنا نعمل جاهدين للهروب منها, وذكريات موجعة لأيام نندم عليها...يتعرى بها جسدها المغطى برداء النسيان على فرص ضاعت ولم نكن موفقين في استغلالها, غيرت مجرى حياتنا, ورسمت لنا طرقاً أخرى... ولوحات تفننا في رسمها, وتلوينها, وزخرفتها شوهها غدر الزمان, وظلم البشر, وقسوة القلوب والأنانية, لولاها لكان للحلم نصيب ,فتركت دمعة عالقة جسدت الألم والخسارة, ومرارة أكثر من العلقم... وذكريات لمواقف قتلت فينا كل شيء جميل, اقتلعتنا من جذورنا وهزتنا بعنف...ذكريات لأماكن فقدنا عليها كل شيء جميل, وأضعنا فيها الكثير لا يمكن نسيانها... وذكرى وجوه لا نعرف منها إلا بعض الملامح الشاردة, والتي تحمل بين طياتها أطياف ذكرى حزينة لجرح عميق لا يمكن ضمادة, وإيقاف نزفه رغم العلاج... وجوه مصفرة, كالحة الغبرة قاسية وأدت أحلامنا, وتهاوت على وجوهنا بالصفعات, وتركت علامات واضحة على أجسادنا... عندها لا نعلم هل نندم على سوء الخط, وطريقة التلوين , وضبابية الصورة, وطريقة العرض؟ وهل سينفعنا الندم على صفحات ليتها لم تثبت في تواريخ أيامنا؟ كم هي فلسفتك طويلة أيتها الحياة, وأنت تضعين إشارات مرور في طريقنا علينا عدم تجاوزها وتخطيها... فهل آن لنا أن نتعلم من سقوطنا وجروحنا, وطعم المرارة وشدة الألم لا زالت عالقة في ثنايانا, ونعطي من يستحق حقه, ونميز أصالة المعادن لكي لا تكون الغرامات مضاعفة,وتتكسر المجاديف, ويكبر الوجع . [email protected] رابط المقال على الفيس بوك