جرت العادة في المناسبات الوطنية أن ترتبط الإذاعات المحلية بالبرنامجين العام والثاني في كل من صنعاء وعدن.. ومَن أسعده الحظ الاستماع إلى برامج الإذاعات المحلية في إطار هذا الربط – رغم تواضع الإمكانات – تملكه الاعتزاز بهذا التنوع والثراء في الموروث الثقافي والاجتماعي والإبداعي من حيث تنوع المادة الإذاعية، سواءً بما تبثه عبر الأثير من تراث غنائي وفلكلور شعبي أو ما تبرزه هذه الإذاعات من مواهب واعدة وصفات متفردة لكل مجتمع محلي على حده، فضلاً عن التعريف بخصائص البيئات المحلية وتعزيز اللحمة الوطنية وتكثيف التوعية بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإنمائية الشاملة التي يعيشها الوطن وتحديداً في الفترة الأخيرة. مثل هذه الخطوات محسوبة للأستاذ علي أحمد العمراني،وزير الإعلام ومسئولي البرنامجين العام والثاني والإذاعات المحلية في المحافظات وهم يدأبون في مثل هذه المناسبات لإيصال صوت المجتمعات المحلية عبر هذه الإذاعات من وإلى عموم المحافظات اليمنية وإعطاء صورة واضحة لما يعتمل فيها من أنشطة وفعاليات في مختلف الأوجه والميادين. إن مثل هذه الخطوات تستحق التقدير، خاصة بعد أن استمعت مؤخراً إلى إذاعة جزيرة سقطرة وكنت قبل فترة قد تابعت فعاليات إنشاء هذه المحطة وتوسعة بثها التي دشنها الأخ اسكندر الأصبحي مدير عام مؤسسة الإذاعة والتلفزيون لتغطي مختلف أنحاء جزيرة سقطرة بتضاريسها الجبلية والساحلية وتغطية أجزاء جغرافية خارج إطار الجزيرة.. على أن ذلك الاهتمام المشكور لا يمنع من الإشارة إلى ضرورة توفير كافة الاعتمادات والإمكانات المالية والفنية وقبل ذلك الاهتمام بتوفير وتأهيل الكوادر البشرية، فضلاً عن تطوير الأداء البرامجي وتوسعة البث لهذه الإذاعات وعلى نحو يساعد في إيصال هموم وتطلعات أبناء هذه المناطق وبخاصة النائية منها. والأمل يحدونا جميعاً في ألاَّ يقتصر أمر هذا الربط الإذاعي على مجرد المناسبات الوطنية والدينية وإنما يتعداها إلى فترات إضافية ومتتالية، خاصة وأن بعض البرامج الإذاعية في البرنامجين العام والثاني قد مل المستمع منها لرتابة ونمطية إعدادها وتقديمها، بل إن بعضها - وقد مر عليها عقوداً طويلة – حيث يتوجب إعادة إنتاجها وتطويرها و بصورة تتماشى وديناميكية العصر حتى لا يشعر المستمع – أحياناً - بأنه يعيش خارج دورات الزمان وفي مرحلة لا صلة لها بالحاضر، متمنيا أن لا تقلل هذه الملاحظات من الأداء المتميز والمتطور في إيقاعات بعض البرامج في إذاعتي صنعاء وعدن.
وما ينطبق على البث الإذاعي المحلي، كذلك ينطبق على الفضائيات الحكومية من حيث ضرورة تطوير أساليب الأداء واعتماد خطاب إعلامي يتماشى وروح المتغير الذي تشهده ساحة المنافسة في إطار المجتمع الكوني.. وبالتالي ضرورة الخروج من الأساليب النمطية التي تكاد تنحصر في هذه القنوات، سواءً في مادتها الإعلامية أو أدائها وشكل إخراجها.. وهذه أيضاً مجرد إشارات لا تغفل الثناء على بعض النقلات النوعية والايجابية في أداء التلفزيون الحكومي الذي يشهد – ولا شك – منافسة قوية مع باقي الفضائيات الخاصة. رابط المقال على الفيس بوك