تجربة من الماضي منذ إعلان وحدة الوطن عام 1990م من عدن وإيتاء المحافظات الجنوبية بحت أصواتهم وهم ينادون بالأخذ بالأفضل من الشطرين وذلك حرصاً منهم على تجنب سلبيات ومآسي الشطرين ما قبل الوحدة وللأسف هذه الأصوات لم تجد أذاناً صاغية ورشيدة تستمع لها والآن ونحن في مرحلة مفصلية ومحورية هامة لتنقية ساحة الوطن من الأمراض والفيروسات الفتاكة التي أضرت وعششت في جسده العليل المنهار المتدهور من كل جوانبه سياسية واقتصادية واجتماعية وهاهو الحوار الوطني الذي يسعى الخيرون من أبنائه إخراجه من حالته سليما معافى نحو الغد المشرق هل حان الوقت لنستمع لصوت الجماهير وعدم تجاوزها ونعود ونبحث في ماضينا عن تجارب طيبة ومثالية كان لها صداها النافع والمفيد للوطن وآلامه فلو أخذنا جنوب الوطن سابقاً ومن معايشتنا لتلك المرحلة كانت هناك عدد من التجارب الطيبة منها انعقاد المؤتمر التربوي الأول في العاشر من سبتمبر 1975م تحت شعار من أجل بناء الشخصية اليمنية من جميع الجوانب كانت مخرجاته رسم سياسة تربوية وتعليمية بتغيير المنهج التعليمي بسلم تعليمي حديث بالتعاون مع جمهورية ألمانيا الديمقراطية حينها بحيث يدرس الطالب جميع المواد خلال مرحلتين أساسي تسع سنوات وثانوي أربع سنوات ويحدد اتجاهه العلمي أو الأدبي نتائج درجات الثانوية العامة الذي تؤهله للجامعة ويدرس أيضا البلوتكنييك صناعي في المدن وزراعي في الأرياف رغم ما رافقها من صعوبات كان لها مردودا إيجابياً على المستوى التعليمي للطالب وخلق ثقافة مجتمعية مشبعة بحب العلم والعلوم الإنسانية وتغذية الروح الوطنية والقومية والأممية ولأهمية الرياضة والفنون في بناء الشخصية إعطاء المؤتمر الاهتمام الأكبر للأنشطة المدرسية واعتبارها مواد أساسيه مثل مادة الرسم ومادة الرياضة لها درجات ومدرسين مؤهلين و توفير ملاعب وأدوات رياضية وفنية بل شكلت فرق موسيقية ومسرحية ورياضية لكل مدرسة وهذا ساعد كثيرا في ازدهار الرياضة والفنون من رسم ونحت وخط في البلد ولدعم هذه الأنشطة كانت كل مدرسة مرتبطة بعلاقات تعاون وتبادل منافع مع مؤسسة آو مرفق إنتاجي تدعى المرافق الصديقة تدعم المدرسة في أنشطتها والمدرسة تقدم المساعدة للمرفق في كل أنشطته من مبادرات واحتفالات وكرنفالات وتعزيز لكل هذا خرج المؤتمر بقرار اعتبار العاشر من سبتمبر يوماً للعلم يحتفل سنويا به وفق خطة تبدأ من المدرسة وتنتهي في الوزارة على النحو التالي: تعد المدرسة خلال نشاطها التعليمي لنهاية العام الدراسي لعمل معرض علمي فني رياضي تقدم فيه بعض الابتكارات والاختراعات والأعمال الفنية من رسم ونحت وتصميم وأعمال أدبية من شعر وقصة قصيرة ومجلات حائطية للطلاب الموهوبين ومسابقات ثقافية وفنية ورياضية بين الشعب الدراسية أطلق عليه أسبوع الطالب المدرسي يتوج هذا النشاط بحفل فني تكريمي لأصحاب أفضل الأعمال والطلاب المبرزين الأوائل وأفضل المعلمين والإداريين والمراسلين والأسر المثالية. ثم يأتي دور المديرية التعليمية تعد نفس المسابقات على مستوى المديرية ويتوج بحفل فني تكريمي على مستوى المديرية إضافة لإعلان أفضل مدرسة واعتبارها مدرسة نموذجية على مستوى المديرية وأفضل مرفق صديق داعم للمدارس وتكريم أفضل الموجهين والإداريين في الإدارة التعليمية للمديرية واختيار فرق رياضية للمشاركة في دوري المحافظة لجميع الألعاب الرياضية. وهكذا الإدارة التعليمية للمحافظة تكرم بنفس المسميات وتعد فرقاً يمثلوها على مستوى الجمهورية الذي يتوج في 10 سبتمبر من كل عام عيدا للعلم يكرم فيه المعلم والإدارة المدرسية والتوجيه الفني ومركز البحوث التربوية واختيار أفضل اختراع وأفضل قصة وشعر ولوحة ومجسم منحوت وأفضل صوت وعمل مسرحي ومجلة واختيار أفضل أسرة مثالية وأفضل مدرسة نموذجية في الجمهورية وفق شروط معدة ولجان تحكيم متخصصة ويشترك في هذه اللجان التربية والتعليم واتحاد الشباب والنقابات في كل المرافق التعليمية ويصبح هذا اليوم له مذاقة الخاص ويجتهد الكل للتنافس للحصول على لقب نموذجي بما يخدم الصالح العام وتطور العملية التربوية التعليمية في البلد كما أن هذا النشاط يلعب دورا بارزاً في تغذية الأنشطة الرياضية والفنية المختلفة بالمواهب حيث تستقطب الأندية الرياضية والمنتديات الثقافية والفنية مواهبها منه وهكذا تكون المدرسة هي الرافد والداعم للأنشطة الثقافية والفنية والرياضية في البلد وتخلق مجتمع حياً فاعلاً خالياً من الأمراض التي يعاني منها اليوم نظرا لغياب الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية . أما اليوم عملية التكريم لا ترتقي إلى مستوى وأهمية العملية التربوية التعليمة باعتبارها عملية بناء الإنسان وتطور المجتمع بل تم حصرها كإجراء إداري وفق قرار يتخذ من قبل المجالس التعليمية في المديريات وتزكية المحافظة والوزارة قد تؤثر عليها المحسوبية والمحاباة دون إشراك النقابات واتحاد الطلاب وتقتصر على المعلم دون غيره خالية من عملية التنافس الحقيقي للإبداع والاجتهاد في تطوير العملية التربوية والتعليمية. كما انه لازالت مشكلة التربويين الذين تجاوزوا احد الأجلين للإحالة للمعاش عالقة إلى يومنا هذا دون حل يذكر ولا نعلم سبب هذا التجاهل ونعيد لنذكر ان هناك أكثر من ثلاثمائة معلماً ومعلمة تجاوزوا إحدى الأجلين حرموا من مستحقاتهم منذ عام 2005م إلى يومنا هذا وهم في انتظار الفرج من البيروقراطية الإدارية التي كانت السبب في تأخر إحالتهم للمعاشات وسلبهم حقوقهم من علاوات وتسويات مع استمرار الاستقطاعات الغير قانونية ولم نجد أحدا منهم في قائمة التكريم بل استثنوا المحالين للمعاش من التكريم فهل يرضي هذا العمل السيد الوزير الذي تعشمنا خيرا فيه حين تولى حقيبة التربية والتعليم بما يتحلى به من سمعة طيبة وروح غنية بالقيم الإنسانية لإرساء العدل والمساواة ومحاربة الظلم والاستبداد و نحن نتعشم به خيرا لإنصافنا وحل قضيتنا في اقرب وقت ممكن حتى لا يطول الظلم ويأخذ مدى يصعب على الدولة تسديد التزاماتها المالية والأخلاقية والله الموفق. رابط المقال على الفيس بوك