لليل أن يمشي وحيداً مكتظاً بتأملاته.. وله أن يزرع تصويباته في حدقة الكلام ومرايا العابرين على تجويفات ثرثرة النهار وقشعريرة الفجر المتهالك. وللردى ما للعيون من هواجس مرور تمرق في لثغة المتحفّزين لدندنة المخاطر.. يعتلون فيافي السطور.. يوقظون غرابيب الفجيعة في دهشة الأطفال وعويل الثكالى يلملمون قراطيس المهازل من عفونة المارة.. يقرأون محبرة التوهان كلما ألزمتهم القوافل عطش الانتظار. كيف يمكن للحيلة أن تعبر ناصية الليل ولمّا تفق أسنّة الحكاية..! بل كيف للعناوين أن تحفظ سيرة الأقدام دون تعويذة توقيع..! والوصايا المكفهرّة كيف لها أن تعي حشرجة الأفول قبل هنيهةٍ من ارتداد الفجر..! كلُّ سلامٍ لا يأتي في أوّل الليل.. حتى العتمة لا تملك تفاصيل الويل قبل أن يؤوب حصاد النهارات على طاولة المساءات المتراصّة حظوظاً نخبويّة قد ننجو ببعضها لكنها في النهاية ليست لذات الطريق الذي نرجو ونحلم. [email protected]