- بدر بن عقيل .. حول ولادة شجرة الأرز جاءت أسطورة فرعونية عن الصراع بين الخير والشر، فالأرز الذي يعني الشجرة والغابة والطبيعة العذراء والخصب يمثل الخير.. كما يمثله أوزيرس. تقول الأسطورة: إن إلإله الشرير «ست» هو أخ للإله «أوزيرس» وأخته الإلهة «ايزيس» وقد حكم الأخوان أوزيرس وإيزيس مصر وعرفا بعدلهما وكسبا محبة شعبهما، وذات مرة دعاهما «ست» إلى وليمة، وعند حضورهما أخرج صندوقاً كان قد حضره سراً وجعل أطواله على مقاسات أخيه أوزيرس، زاعماً بأنه أحضره هدية للذي تكون مقاساته ملائمة له، وعندما جرب أوزيرس الصندوق أقفله ست عليه وألقاه في نهر النيل حيث جرفته المياه إلى البحر الأبيض المتوسط وأصبح ست حاكماً لمصر، أما الأمواج المتلاطمة فقد أوصلت الصندوق إلى ساحل مدينة ببيلوس «جبيل» بلبنان، ومن فوق الصندوق الذي يحوي جسد أوزيرس الميت، وفي تلك البقعة من شاطئ البحر نبتت شجرة جميلة ضخمة باسقة هي شجرة الأرزق المقدسة. تجدر الإشارة إلى أن شجرة الأرز دائمة الخضرة، معمرة، جميلة، ضخمة وباسقة يصل ارتفاعها إلى 40 متراً، بطيئة النمو، وتعمر كثيراًَ، وسبب ذلك يعود إلى مقاومة سيقانها وأوراقها الحشرات والأمراض الفطرية. ولهذا غدت لبنان وشجرة الأرز المقدسة صنوان لا ينفصلان، فإذا ذُكر لبنان ذُكرت شجرة الأرز، فهي رمز للبنان تزين شعاره وتتوسط علمه الوطني. إذن من حكاية شجرة الأرز تكون حكاية لبنان اليوم الذي يخشى عليه من السقوط في الهاوية السحيقة.. لكن شجرة الأرز تعني انتصار الخير على الشر.. وان الخريف في لبنان قصير، وشجرة الأرز تورق دائماً، وربيعها طويل .. وانه وبجذورها الراسخة على التراب قادرة على مقاومة كل العواصف والأنواء.!!. ومثلما تشمخ شجرة الأرز يشمخ لبنان.. وكلما صدحت من على أغصانها الطيور والبلابل صدحت بالغناء طيور لبنان "فيروز.. والرحابنة.. ووديع الصافي" فيما يردد جبل لبنان حيرة السؤال وصدى الجواب: قالوا لي شو صاير في بلد العيد مزروعة على الداير نار وبواريد قلت لهم بلدنا عم تزرع جديد لبنان الكرامة والشعب العنيد إن بلداً تظلله أشجار الأرز، وتتوسط علمه الوطني، وتمنحه رمز القوة والحكمة معاً، لا خوف عليه من أبنائه وإن اختلفوا تحت شعارها.. فالاختلاف لا يُفسد لود الوطن قضية. اليوم.. أو غداً سيخرج لبنان من محنته منتصراً لإرادته الوطنية.. كما خرج منتصراً في معركته ضد العدوان الاسرائيلي.. اليوم أو غداً ستجهر أصوات المآذن والكنائس بصوت الحق.. والحب.. والتوحيد.. وتبتسم من جديد كل شجرة أرز في بيروت وصيدا ونابلس وبنت جبيل وصور وبعلبك وجبل عامل.. وكل بقعة غالية.. وعزيزة من لبنان الشقيق. نعم ستبقى شجرة الأرز بكل معانيها ودلالاتها تجمع عقول وأيادي أهل لبنان لما فيه الخير والأمن والرخاء والاستقرار. وغداً ستشرق الشمس من بين أغصان أشجار الأرز لتمنح لبنان الضوء.. والدفء.