- صنعاء/سبأ/ تقرير/ مطهر محمد السياغي .. توصل فريق بحث علمي تابع للهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية إلى الكشف عن آثار أقدام لقطيع من الديناصورات في منطقة "مدر" بمديرية أرحب إحدى ضواحي العاصمة صنعاء. وأكد الدكتور/آن شلوب، العالم في الحياة القديمة من متحف ماستريخ الهولندي، رئيس الفريق العلمي المكلف بالدراسة في حديث لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» ان هذه الحفريات تمثل أول اكتشاف من نوعه لوجود الديناصورات بشكل مؤكد على مستوى الجزيرة العربية.. مشيراً إلى ان هذه الأحافير هي نفسها التي يتم الاستدلال من خلالها على وجود الديناصورات في منطقة ما من العالم وهي البداية للبحث المكثف حتى العثور على رفات أي منها والتي قد تكون مطمورة بفعل العوامل الجيولوجية.. وعبر الدكتور آن عن دهشته لهذا الاكتشاف بقولة " كم هو مثير ان تجد اثر قدم واحدة لديناصور لكن ما تم العثور عليه يثير الدهشة لأننا وجدنا كماً من آثار تلك الاقدام للديناصورات المنقرضة في مكان واحد "مشدداً على ان هذا الكشف يتطلب تكثيف الجهود من قبل السلطات اليمنية والجهات الدولية ذات الاهتمام للوصول إلى نتائج اكثر دقة وايجابية في هذا الخصوص. وتدل آثار الاقدام التي مازالت قيد الدراسة من قبل الفريق على وجود حفريات لقدمي نوعين من الديناصورات احدهما من آكلي اللحوم «الو ساروس والذي يتميز بقدمين كبيرتين ويدين صغيرتين لاقتناص الفرائس بينما النوع الثاني لديناصور من آكل النباتات «ساور بورد» وله اربع قوائم. وكشفت نتائج الدراسات الأولية للحفريات ان احجام الديناصورات متباينة فمنها كبيرة الحجم يصل طول الواحد منها إلى اكثر من ستة أمتار وارتفاع عمودي اكثر من ثلاثة امتار ونصف المتر وتتميز بذيل طويل وعنق مرتفع بشكل طولى إلى الامام ويبلغ وزن الوحد منها اكثر من 15 طناً. وتدل آثار مرور القطيع ان من بين افراده ديناصورات اصغر حجماً وان كانت بنفس المواصفات.. ويرجح الفريق انها قد تكون آثار اقدام صغار الديناصورات.. ويرجح الدكتور/ محمد عبدالله الوصابي من جامعة صنعاء وأحد أعضاء الفريق العلمي العامل في المنطقة أن تاريخ حياة الديناصورات في اليمن من خلال مادلت عليه الدراسات الأولية للحفريات يعود إلى فترة العصر الجيوراسي اي الأكثر من 120 مليون سنة خلت .. بينما يعود تاريخها من خلال اكتشافات وجودها في مناطق العالم إلى العصر الكرياسي وقت كانت الارض قشرة واحدة والبحار متصلة مع بعضها والقارات متصلة كذلك. وتكمن اهمية الكشف بحسب الدكتورة/نانسي ستيفنز، أستاذة الاحافير القديمة والفقاريات بجامعة اوهايو بالولايات المتحدة الامريكية - عضوة الفريق الميداني العامل في المنطقة انه يمثل مرجعاً تاريخياً للباحثين والناس في العالم كله للتعرف على طبيعة التاريخ الجيولوجي القديم والامكانيات التي كانت تعيش فيها هذه المخلوقات في تلك الحقب .. إضافة إلى أهميته لإجراء الدراسات العالمية ومقارنتها مع الدراسات في بقية دول العالم وبالذات في افريقيا. ويشدد اعضاء الفريق العلمي على ضرورة اتخاذ خطوات فعالة من قبل الحكومة لحماية منطقة الاكتشاف من العبث من المواطنين واعتماد سلسلة متواصلة للدراسات لمواصلة ما تم التوصل إليه في هذا المجال.. وسبق أن اكتشف في اليمن قبل عامين هياكل عظمية لحيوان عملاق منقرض في كهف بمنطقة المعمر بهمدان حوالي «30 كم جنوب غرب العاصمة صنعاء» . ووصف علماء الآثار هذا الإكتشاف بالهام كونه يؤكد وجود حياة لكائنات منقرضة استوطنت اليمن ليضاف إلى الاكتشافات الاثرية المهمة التي توضح أسراراً وخفايا كثيرة شهدتها اليمن في حقبة ما قبل العصر الرباعي والحجري الوسيط. ورجح علماء الآثار أن يكون الهيكل العظمي الذي عثر عليه المواطنون في الكهف مكتملاً وقاموا بإبلاغ الجهات المعنية لحيوان الخرتيت.. ويتبادر إلى الاذهان تساؤل مفاده أن الديناصورات مرت من هنا فهل عاشت تلك المخلوقات على الارض اليمنية ام انه مرور عابر؟! .. تساؤل ستبقى إجابته معلقة حتى تجيب عنه الدراسات العلمية الجارية في هذا الخصوص