هذا هو عنوان الكتاب الثالث الذي نستعرضه عبر «الجمهورية» بعد استعراض «شاعر المخا وكيف غنت تهامة.. لفضيلة الشيخ المرحوم «بعكر» والذي صادف أربعينيته المتواضعه بمسقط رأسه «حيس » أمس الخميس 22/2/2007م وتنفرد «الجمهورية» بهذا الاستعراض.. الكتاب جاء الكتاب مسجلاًومحللاً لأحداث تاريخية كبرى وقعت في التاريخ اليمني سجلته أقلام ووعته أفهام على تتابع الحقب ومر السنين،وخلال تلك المراحل كماهي العادة البشرية زيد فيه أو نقض فكان الكتاب ،قال ص 9:- «فقد هالني ما أصاب تاريخ اليمن قبل الإسلام من فجوات ومبالغات لاتثبت للتمحيص ومن ثم لاتطمئن إليها النفوس مع مافي ذلك التاريخ العظيم من انجازات حضارية ضائعة، كما هالني في تاريخي اليمن.. مجيء الإسلام خاصة في عصرنا الحديث ومافي انتاجات مؤرخينا المعاصرين من اختزالات وادعاءات تهضم الحق وأهله في كثير من الأوقات وتضفي على الباطل ماليس منه ومالاينبغى له فرأيت أن أضع لنفسي أولاً ولأحبابنا طالبي الحقيقة في اليمن ثانياً ثم لكل عشاق الحقيقة خارج هذا الشعب خلاصة تركز على الشخصيات التحويلية الهامة في مسار تاريخ اليمن قبل مجيء الإسلام وبعده داخلاً في ذلك فاعلو الآثار الحميدة ومرتكبوا الأخطاء والانحرافات باعتبارهم جميعاً الكاتبين الحقيقيين لحياة هذا الشعب في كل الأحوال وبكل الصفات داخلاً في ذلك أولئك الذين كان لهم أثر مباشر في الواقع اليمني وإن كانوا يعيشون خارجه مقتصراً على إيراد الوقائع كماهي وتاركاً الحساب للمولى سبحانه في الآخرة وكفى بالله حسيباً والحكم للناس بشأنهم في هذه الحياة الدنيا كل على شاكلته » أ.ه الجمهورية اليمنية يبدأ المؤلف يرحمه الله في تناول التاريخ واحداثه المكانية والزمانية بالتعرف على اليمن أرضاً وإنساناً حاكماً ومحكوماً قائلاً ص 11 «تمتلك اليمن بملايينها الخمسة عشر تاريخ كتابة الموضوع أكثر من عشرة موانيء بحرية وأكثر من عشرة موانيء جوية تربطها بالعالم الخارجي وتمنحها آفاق وأعماق الاتصال بالعالم، من هنا تأتي أهميتها البحرية لتحكم مداخلها وساحلها بالممرات التجارية ومسالك ناقلات النفط الضخمة عبر باب المندب باتجاه القناة قناة السويس،شهدت هذه البقعة المباركة من شبه الجزيرة بواكير الوجود الإنساني على هذه الأرض،حيث كان لها مشاركة حضارية لاتقل عن ستة آلاف سنة بدءاً من حضارتي عاد وثمود، وتتابعت الحضارات في اليمن يومذاك حتى اليوم، وهي لاتقل عن ست حضارات مبدعة مبتكرة، وكان للامتلاء السكاني الذي ملأ أرجاء هذا الشعب أيام عزه ولحوادث الزمان أيام تشعثه هجرات متنوعة تلقاء الشرق وتلقاء الغرب وباتجاه الشمال لاتقل عن ست هجرات» أ.ه ثم يشيد باليمن وخصائص اليمن ومن ذلك وقوله ص 12 « وإن شعباً ابتكر السدود وتنظيم شبكات الري واخترع المدرجات،وإن شعباً كان السباق إلى إشادة ناطحات السحاب كمافي غمدان ووادي حضرموت ،وإن شعباً اتقن من الصنائع الكثير الباهر في مجال المنسوجات من الثياب والأثاث، وفي مجال الصناعة الزراعية وصناعة الأسلحة وصناعة التعدين،حيث ظل إلى عهد اليعفريين في القرن الثالث الهجري يزخر بعلماء الأراضة «الجيولوجيا» يستخرج ابناؤه الجوهرتين الذهب والفضة ومناجم العقيق والجزع، إن شعباً يمتلك كل هذا هو بحق استاذ الجزيرة ومعقل قوتها ومعقد سيادتها» أ.ه كيف الحال يايمن؟ في هذا يستعرض المؤلف عبر حوار مفتوح يمتد أياماً بينه الزائر وبين الشيخ اليمن مسيرة اليمن وبعض الأحداث محدداً مكان الحوار وزمانه قائلاً ص 14:- «الزمن:-بُعيد طلوع الفجر من يوم الجمعة التاسع والعشرين من المحرم 1415ه 8 يوليو 1994م. المكان:- أعلى ذروات جبل صبر حيث الخضرة سابغة تمتد مع الأفق حتى لتكاد تتصل في شريط واحد مع زرقة السماء ..» أ.ه أساسيات مجهول فاعلها من الذي كتب الحضارة الإنسانية؟ أهم الخاصة من الملوك والعلية؟ أم العامة المجهولون من سواد الأمة؟ بهذه التساؤلات يبدأ المؤلف استعراض المسيرة الإنسانية وحضارتها عبر القرون وماخلده القرآن الكريم عن الأمم الماضية وقوتها وحضارتها،كما عاد وثمود ويتعجب في استعراضه من إنسان هذا العصر الذي أوتي من «الوسائل ما أوتي ويعجز عن الاتيان بما فعله إنسان الألف الرابع قبل الميلاد في وديان اليمن ومدنه وجباله..» أ.ه ويمضي يتحدث عن عاد وثمود وماقيل فيهما. أنبياء من اليمن في هذه الوقفة يتحدث عن أنبياء جاءوا إلى اليمن أوأصلهم من اليمن يقول ص 35مانصه:- «فقد كان لهذا الشعب اتصال عجيب بالأنبياء والمرسلين من قبل «هود» ومابعده فقد تحدث أكثر من مرجع عند قدوم سام بن نوح إلى اليمن ووفاته بها وقبره لايزال كما يقولون في منطقة «نواده» من جبل بعدان..» أ.ه ثم يذكرهم مترجماً لهم مفصلاً خبرهم بالترتيب «هود،الخليل إبراهيم، شعيب بن حضور حنضلة بن صفوان» عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم». ممالك يمانية من ص 39 يبتدئ المرحوم التحدث عن ممالك يمانية حكمت الأرض واقامت حضارات آثارها قائمة إلى يومنا «معين، سبأ، وحمير، إلى أن يقول ص 49:- «وعليه فإن إنجازات سبأ وحمير تتمثل أولاً في توحيد اليمن وثانياً في توحيد الجزيرة وثالثاً في نشر النقوذ إلى الجانب الغربي من البحر الأحمر ورابعاً في إيجاد حضارة نامية بانية ملأت بانتاجاتها أسواق الجزيرة وتجاوزتها إلى الشام ومصر، وخامساً وهو الإنجاز الأحرى بالتقدم وهو إقامة حضارة مؤمنة موحدة لله رب العالمين في كثير من أدوارها على حين كانت بقاع الأرض غارقة في الوثنية..» أ.ه. ثم يستعرض قضايا هامة لهذه الممالك وخاصة فيما يخص اللغة. ملوك وشخصيات ذوو دور تحويلي تحت هذا العنوان استعرض المرحوم بعكر لسيرة ملوك وشخصيات صنعوا حضارة امتدت آلاف السنين وقاموا بأدوار أثرت في مجرى الاحداث وغيرت معالم الأرض يشهد لذلك مابقي وتبقى من مآثرهم وعلمهم وسجل تاريخهم ابتدأ المؤلف «ببطلة التوحيد بلقيس» ثم «المكاربة» الذين بنوا السد ثم «المكاربة» الذين وحدوا اليمن ،ثم «التبابعة »الذين وحدوا اليمن والجزيرة، مفصلاً ذلك بدقه. الغزو الأجنبي لليمن هنا يستعرض بعكر بالتفصيل والتحليل ماتعرض له اليمن من غزو حبشي ثم فارسي وكيف تخلصت اليمن منه على يد ابنائه المخلصين، انظر ص 78 وحتى 82 من نفس الكتاب.. بصمات الأجداد في البلاد والأحفاد يحمل هذا العنوان من الكتاب أهم الأسباب التي أدت للوقوف على الحضارة اليمنية في زهو كبير وحب لليمن عظيم قال ص 83 :-« في غير تبجح أو مبالغة ننبه إلى أهمية وجوب الوقوف أمام حضارة اليمن لا للتباهي والمفاخرة، وإنما للاستفادة التي لاتأتي إلا بالتنقيب الجاد والشامل كشفاً عن خباياها واستنطاقاً لمعطياتها، فإنها الحضارة العربية الصميمه والتراكم المعرفي لإنسان هذا الشرق الأوسط النقية من الشوائب والتهجين ، إنها حضارة تأتي عظمتها أولاً من حيث انها قامت بخبرة ومقدرة عربية محضة ،وتأتي ثانياً من حيث أنها شملت كل مناحي حياة الإنسان زراعة وصناعة وسياسة وتسليحاً وفناً، وتأتي ثالثاً من حيث أنها ثاني حضارة قامت في هذا الشرق بعد الطوفان وبشهادة القرآن الذي كثيراً ماأشار إلى فرادة إنسان هذه البقعة «عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد»وتأتي رابعاً من حيث أنها وهذا مايستغربه بل وينكره أبناؤنا ومثقفونا ثقافة غير قرآنية بحجة العلمية وماهم من العلم بشيء إنها حضارة تمكن فيها الإنسان من استخدام الجن والاستعانة بهم حقيقة وليس احتمالاً كماهو معروف عن البحتري في حضارة الفرس،فأنت ترى القرآن لايذكر الحضارة اليمنية إلا وعلى مقربة منها ذكره للجن وقواهم الخارقة،نقرأ ذلك في سورة النمل وسورة سبأ ..أ.ه. الشمس والتوابع هاهو المؤلف يقف واصفاً أثر «محمد» صلى الله عليه وسلم على العرب والعالم وكيف حملت قبائل اليمن هذا الدين ونشرته فانتشرت ثانية في هذه المعمورة ومن ذلك ص 105 ونعلم من ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية» أن اليمنيين المنخرطين في جيش الفتح ظلوا يتابعون الأحداث من مواطنهم الجديدة ويحرصون على سلامة اليمن وأهله ..أ.ه قرن رسم خارطة ألف عام بعلمه المواسع الغزير يتناول هنا الأحداث من سنة 205 إلى سنة 320ه بشيء من التفصيل للأحداث عبر منابر الحكم ودويلاته المختلفة المتعاقبة ورجالاتها كالزياديين ومواليهم النجاحيين متوقفاً ص 135 عند الباطنية بلونيها الأحمر والأسود من مسور في اليمن إلى سلجلماسة في الجزائر متناولاً ثلاثة من رجالاتهم هم ابن حوشب وابي عبدالله الشيعي وعلي محمد الصليحي.. سلطنات صليحية الأمن والأمان نعمة من نعم الله على أي شعب فإن صلاح أمة ظهرت الخيرات وفي هذا المكان توقف «بعكر» لتناول حقبة السلطنات الصليحية من آل زريع وآل حاتم وآل ابي الحجوري وماحصل في هذه الحقبة لليمن من خيرات علمية وأدبية ،ومن ص 163 وحتى ص 195 يتناول دويلات الايوبيين والرسوليين والطاهريين ثم اشراف المخلاف السليماني. الهادويون تحدث تحت هذا العنوان عن الهادويين في اليمن وما أحدثوه ومايحدثوه طوال تاريخهم من مشاكل وقلاقل في البلد وكيف تعاملت معها الجمهورية جاء ص 197،كما عملت حكومات الثورة المتعاقبة على وضع منهج تعليمي عام يشمل كل أرجاء الجمهورية ويقيم تربية النشء على هدى الاصلين المعصومين القرآن والسنه، وبهذا المنهج التعليمي وبالتقنين الشرعي للفقه الإسلامي تكون الجمهورية قد وضعت أساساً متيناً لتخليص الساحة من فسيفساتها المشتته»أ.ه الجمهورية هذا هو العنوان ماقبل الأخير في كتابنا المستعرض (نظرات في التاريخ العام لليمن) لمؤلفه المرحوم «عبدالرحمن بعكر» تحدث في هذه الوقفة عن الثورة والجمهورية جاء ص218 التوحيد إيمان بالرحمن والجمهورية إيمان الإنسان بحق أخيه الإنسان الجمهورية فكرة اخلاقية قبل أن تكون نظاماً سياسياً.. أ.ه ثم يستعرض مزاياها وفضلها كاشفاً عن سؤة الاستبداد. هل صحيح أن العرب لايحسنون الشهادة إلا على الموتى..؟ تعرف الأمة الكثير عن الملوك الأمويين والعباسيين ،ولكنها لاتعرف إلا أقل القليل عن تاريخ حكامها المعاصرين ، وبهذا أنهى المؤلف كتابه المذكور في وقفته الأخيرة عن عشرة من رؤساء اليمن ، مؤكداً أن المشير علي عبدالله صالح الرئيس التاريخي لليمن قائلاً ص 259:- ويكفى أن نقول انه الرجل الذي حقق الله لليمن على يديه الكثير من الانجازات التي ماتحققت في دولة إسلامية قبله لا لإمام ولا لأمير ولا لسلطان بل ولم تتحقق في دولة اليمن القوية أيام حمير وسبأ إلا لأفراد قلائل ولفترات محدودة ..أ.ه يبقى أن أشير إلى أن الكتاب صدر عام 2002م عن مركز عبادي للدراسات والنشر وعالم الكتب اليمنية للطباعة والنشر والتوزيع.