رأيته هناك في المحراب يدحرج الدموع في سكون طرقتُ باب صمته... فما أجاب!! أثرت شجو حسه قلتُ له: ياسيدي: رؤوسنا أذنابْ تهش للعدا لكنها في أرضنا أربابْ ينحر عند رجلها الحيا ويذبح الكتابْ!!!! وارتدَّ صوتي من جدار صمته وما أجابْ!! ثمَّ مضى!! رأيته ثانيةْ ودمعه ما انفك يضرم العذابْ!! عُثنونه مخضّلْ والأنين يعتلي من غوره فيفقد الصواب قلت له: ياسيد بيني وبين ظالمي يوم اللقا حساب بيني وبين قاتلي الحسابْ دموعنا ياسيدي ستستحيل من لظى.. وتصهر الذئابْ وصمتنا قذائف وذلنا انتصابْ!! ياسيدي...بيني وبين ظالمي الحرابْ!! أطل وجهه علي من إطراقه تكسوه بسمة انتصارْ ودمعه ما انفك يدحو خدَّهُ كم حجر السحابْ!! فمدَّ كفه إليَّ.. غير أنني أخجلني اهتيابْ تعتقت: ياسيدنا.. كفك بيضاء كصفحة الغدير نقية كمقلة الأصيل!! نصيرة كفرحة الإيابْ!! أما أنا.. فلا تسلني من أنا.. وما أنا فليس لي انتسابْ!! لكنني أود غسل عارنا بدمنا أود ن أمسك من تلابيب الألى شاخوا على رؤوسنا وأعلن العتابْ بمخلب ونابْ! أود أن أجيب دامعاً وخاضعاً و... أن أدق كل باب إلى الجهاد.. هذا انتسابي حينما كفرتُ بالعظام والترابْ ... ياسيدي كفك ما استجدت وما امتدت لمنة الكلاب كفك هزَّت الضلال واعتلت لتمسك السحاب!! قلت لهم وأنت في مدينة الرسول: تنبهوا... يا سارية فالركب قد شد المسير للجبل فبادروا الركاب!! وكان ياما كان!! أما أنا.. كفي ضرير لم يصب خيراً ولم يحمل قرابْ!! فدق صدري بيديه غاضباً من قولتي وشدني إليه فهزني من أخمصي لهامتي اهتياب فشدني وشدني وشدني ثم أجاب: نحن قوم عزنا في ذلك الكتاب متى ابتغينا عزنا من غيره أضللنا الصوابْ!! ... أردتُ أن أقول كلمة أخرى أردتُ أن أقول... لكنني غرقت في الذهول.. وجسمه تلاشى من قبالتي وغابْ!!! ومقلتي مذهولة يلفني الظلام والضباب وصوته في مهجتي... قصيدة انتساب!!