تمتاز الجمهورية اليمنية بمقومات سياحية متنوعة، ورصيد سياحي باهر ، يستند في معظمه على ما تزخر به مدنها من معالم أثرية وحضارية يمتد عمرها لأكثر من ثلاثة آلاف عام، وبيئة تحتفظ بسماتها الأساسية وطبيعتها الفطرية الساحرة، إضافة إلى ماتنفرد به المدن اليمنية من فن معماري متميز وبأسواقها وصناعاتها الحرفية التقليدية ، وصولاً إلى ما يميز أبناؤه من العادات والتقاليد والموروثات الثقافية والفنون الشعبية المختلفة . وتشكل جميعها عناصر جذب سياحية، ، بل وتعد قبلة للسياح الوافدين من مختلف أقطار العالم، وملاذاً لعشاق السياحة المتنوعة " الأثرية والبيئية والجبلية والصحراوية والبحرية وحتى العلاجية.." المقصد الأول لسياح العالم وقد أشاد عدد من السياح الخليجيين بما تزخر به اليمن من آثار وتراث ومناظر سياحية خلابة يعكس وجهاً رائعاً لما تمتاز به من مقومات جذب سياحية عديدة، ويؤكد حقيقة ارتباط هذا البلد في الذاكرة والأذهان بواحدة من أقدم الحضارات الإنسانية التي عرفتها البشرية، تستحق ان تكون مقصدهم الأول في تجوالهم السياحي . حيث يقول الشاب سعود الدعيجي " سعودي الجنسية" ان زيارته لليمن وان كانت الاولى ، الا ان ما شاهده في الأيام الأولى منها شكلت لديه رافداً ثقافياً للمنتج السياحي اليمني، يدفعه ويحمسه نحو القيام بمزيد من الجولات السياحية داخل أرجاء مناطق ومدن المحافظات اليمنية للتمتع بجمالها الطبيعي وتراثها الحضاري المتنوع من منطقة إلى اخرى. ويشاطره الرأي رفيقه عبيد ابو الفهد " كويتي الجنسية" بقوله :" ان زيارتي لليمن كشفت حقائق سياحية جميلة يتمتع بها هذا البلد الشقيق من التنوع البيئي وتعدد التضاريس وتنوعها ، إضافة الى المعالم الأثرية والحضارية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ .. معتبراً اليمن من البلدان القلائل على مستوى العالم التي تجتمع فيها أنواع عدة من السياحة ( البيئية والاثرية والبحرية والصحراوية و..). الا ان رفيقهم في الدرب الملقب بابي متعب عبر عن رأيه في السياحة اليمنية بقوله:" ان السياحة في اليمن تمتاز بمقومات تاريخية وحضارية فريدة، الا انها بحاجة الى مزيد من العناية والاهتمام من الجهات الحكومية ذات العلاقة حتى يتمكن هذا القطاع السياحي من ان يلعب دوره كمورد اقتصادي ضخماً للبلاد حسب قوله. تبديد الشائعات المجحفة السياح الخليجيون بددوا في حديثهم ل" الجمهورية" أية مخاوف غير مبررة تشكك فيما يشهده اليمن من الأمن و الاستقرار، مشيدين بأهمية الإنسان اليمني، وبساطته ولطفه، وتعامله الخلاق مع السائح الذي يعد عنصراً رئيساً في منظومة الجذب السياحية لليمن.. داحضين الشائعات المجحفة المضللة لبعض وسائل الإعلام المغرضة. حيث يقول رجل الأعمال السعودي رشيد عبدالله الطعيمي :" ان ما تزخر به اليمن من مقومات سياحية واثرية وحضارية، إضافة الى ما تمتلكه الأرض من موارد طبيعية وكنوز ثقافية ، يلي ذلك وبنفس المستوى من الأهمية ما لمسناه من الامن والاستقرار السائد في ربوع الوطن .. عوامل شكلت في مجملها مصدراً رئيسياً للجذب السياحي والزائرين لها عرباً كانوا او أجانب. ويؤكد الطعيمي ان على الجهات الحكومية المعنية ان تعمل على رفد هذه المقومات الطبيعية بعدد من الخطوات العملية الداعمة للسياحة وأهمها تكثيف البرامج التوعوية والتعريفية ، واقامة المزيد من مشاريع البنى التحتية السياحية ، بالإضافة الى تشجيع ودعم المهرجانات السياحية بالمحافظات اليمنية .. منوهاً الى ان السياحة أصبحت الان صناعة محلية ترتكز على مجموعة من العومل الطبيعية والعملية على حد سواء . إحصائيات رسمية ووفقاً لإحصائية رسمية صادرة عن وزارة السياحة فقد ارتفع إجمالي عدد السياح الوافدين الى اليمن حتى بداية النصف الثاني من العام المنصرم 2007م، إلى 181 ألفاً و637 سائحاً من مختلف الجنسيات، مقابل 179 ألفاً و754 سائحاً من مختلف الجنسيات للفترة نفسها من العام 2006م. كما شهدت عائدات السياحة للجمهورية اليمنية خلال نفس الفترة ، ارتفاعاً ملحوظا مقداره 7 مليارات و180 مليون ريال لتصل إلى 35 ملياراً و457 مليون ريال، مقابل 28 ملياراً و637 مليون ريال للعام 2006م، أي ما يعادل 178 مليون دولار 2007م، و145 مليون دولار 2006م. وبحسب الإحصائية فقد تصدرت دول الخليج العربية الشقيقة قائمة إعداد السياح الوافدين الى الجمهورية اليمنية خلال النصف الأول من العام الجاري 2007م ، وسجلت المملكة العربية السعودية أعلى نسبة قدوم من بين إجمالي 126 ألفاً و613 سائحاً عربياً قدموا لليمن خلال نفس الفترة . خبراء ومنظمات سياحية عالمية هذا ويعتبر اليمن أحد أفضل المقاصد السياحية على خريطة السياحة الدولية، وتصفه منظمة السياحة العالمية بانه" مقصد سياحي مضياف وجذاب ومتفرد في ثقافته وحضارته وتنوع تضاريسه، وامتلاكه لمقومات سياحة الاصطياف والرياضة البحرية والجبلية". ويرى أكاديميون ومختصون ومهتمون بالسياحة ان القدوم السياحي الى اليمن في الوقت الراهن بات يشكل الأكبر من نوعه، وانه يعد مؤشراً مهماً على صعيد تأكيد تجاوز السياحة اليمنية للكثير من تبعات العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف عدداً من السياح الأسبان بمحافظة مأرب وأودى بحياة عدد منهم، واعتبروه ثمرة من ثمار نجاح الحملة الترويجية التي دشنها اليمن مؤخراً للمنتج السياحي اليمني في السوق السياحية الأوروبية. مؤكدين أن مستقبل العرض والطلب السياحي اليمني سيشهد نمواً متزايداً في الأعوام القادمة، نظراً لاستمرارية إجراءات الإصلاحات الاقتصادية في اليمن، وانتهاج الحكومة سياسة دعم السياحة، وتشجيع الاستثمارات السياحية، والتسهيلات في إجراءات الدخول للسياح، ومنح حوافز مادية تشجع العاملين في مجال السياحة؛ إضافة إلى الاستقرار السياسي الذي يعيشه البلد، وصولاً إلى النمو والتطور الذي نال العلاقات اليمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة . جدير بالذكر ان وزارة السياحة نفذت خلال شهر نوفمبر من العام 2007م حملة ترويجية للسياحة اليمنية في السوق الأوروبية ، شملت كلاً من لندن، باريس، ميلانو وفرانكفورت، شاركت خلالها في فعاليات معرض سوق السياحة الدولي بالعاصمة البريطانية لندن. وأقامت العديد من اللقاءات والفعاليات السياحية في عدد من العواصم الاوروبية ، والتي تضمنت عروضاً مختلفة من الفلكلور والتراث اليمني ، هدفت من خلالها إلى التعريف بالمنتج السياحي اليمني والسياحة اليمنية بخصائصها ومميزاتها الثقافية والحضارية والتاريخية والبيئية والاستثمارية في السوق السياحية الأوروبية. كما أحيت خلال الحملة عدداً من الأمسيات الفنية والندوات التعريفية عن اليمن، والمؤتمرات الصحفية مع رجال الصحافة والإعلام وشركات العلاقات العامة والسياحة والسفر والمسؤولين في القنصليات ووزارات الخارجية الأوروبية في بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا، استهدفت تصحيح صورة المنتج السياحي في أوروبا بما يسهم في رفع معدل زيارة السياح إلى اليمن.