سئمَ الحياةَ وأهلها فترنما واختار أن يحيا بعيداً ملهما وأقام في هذا الوجود مفكراً يتطلب السر الخفي المبهما ومضى يفتشُ عن حياة حرةٍ شعرية كي يستريح وينعما ويعيش في كونٍ بعيد حالمٍ رقص الجمالُ على رباه وخيما فإذا به يجد السعادة بعدما أفنى شبيبة عمره متألما ويُذوبُ الآلام في إنشاده نغماً من السحر الحلال منظما ويصوغ من إحساسه وشعوره شعراً بسحر العبقرية مفعما شعراً كستهُ يدُ اليراعة روعةَ كالروض وشاهُ الربيعُ ونمنما شعراً تعشقه المسامعُ مثلما تتعشق الحساءُ صباً مغرما إن شاء صوره جناناً غضة أو شاء أطلقه جحيماً مضرما سئم الحياة مع الآنام وشأن من يقضي الحياة مفكراً أن يسأما فأقام في دنياهُ من أحلامه جواً يعيش على ذراه مكرما حيث الجمال لمن يراه مصورٌ يلقاه حيث أنصاع فيه وأينما الفن لاينفك فيه مخيماً والسحر في علياه ظلَّ محوّما يستنطق الأنهار سر جمالها مستوحياً أسرارها مستلهما ويغازل الأنسام همس حديثها آناً، وآونة يناجي الأنجما ويجول في دنيا الجمال بفكره متنقلاً بين الخمائل والدُمى مابين أصفر فاقعٍ أو أبيضٍ يققٍ وأحمر لونه يحكي الدما يستعرض الحسن البديع مواكباً ويرى الجمال مصوراً ومجسّما سئم الحياة وأهلها لا راغباً عنها ولامتشائماً متبرّما لكن رأى كوناً رحيباً واسعاً فهفا إليه وفيه حلّقَ وارتمى وسمتْ إلى قدس الطبيعة روحهُ عن عالمٍ ظن الجمال محرما وهناك عاش مجرداً عن كل ما يضفي عليه كآبة وتجهما يقضي الحياة سعيدة ويعيش في دنيا الخيال مغرداً متبسما هذي حياةُ الشاعرِ الفنان يا لله ما أسمى الجمالَ وأعظما