أكد تربويون وأولياء أمور أن الكثير من مدارس التعليم العام في بلادنا تفتقر إلى معلمين متخصصين لمادة التربية البدنية والتربية الفنية، ممازاد من جهل الطلاب بهاتين المادتين، وأفقدهما أهميتهما الكبيرة في مراحل التعليم العام، مع أنهما من المواد المحببة لدى التلاميذ على وجه الخصوص، نظراً لأنهما تبثان الفرح والسرور والعمل الجماعي في نفوس الطلاب، وتزيدان من ثقتهم بأنفسهم، وتلبيان رغباتهم وميولهم وتكتشفان عن مواهبهم، وتنميان ذاكرتهم، وتخرجاتهم من أجواء الفصول الدراسية التحرك داخل المدرسة والذهاب إلى معامل التربية الفنية أو الملاعب الرياضية داخل أسوار المدرسة كما أنهما تغرسان المنافسة الشريفة أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية الداخلية والخارجية. كرة القدم فقط يقول الطالب فهد الدغيش «طالب ثانوي» حصة التربية البدنية تعني لنا لعب كرة القدم فقط، والسبب أن المعلم لايحرص على التجديد والتغيير، وتعريفنا بالألعاب الأخرى، لكي يأخذ الطالب فكرة عنها، وعن طريقة لعبها، وطريقة التحكيم، ولكن مجرد أن تبدأ حصة الرياضة يلقي المعلم كرة القدم أمامنا، ويذهب ليجلس بعيداً، وقد نجهل كطلاب قوانين لعبة كرة القدم ومهاراتها الكثيرة، كما أن التمرينات التي تسبق أي مجهود رياضي نفتقدها في حصص التربية البدنية ولانعرف التمرينات إلا في طابور الصباح، وأضاف أنه يتمنى كطالب أن يأخذ فكرة كافية عن جميع الألعاب لعباً وتحكيماً. عزوف عن التخصص ويتحدث نايف محمود «طالب جامعي» عن أهم أسباب عزوف الطلاب الجامعيين عن الالتحاق بتخصص التربية الفنية والتربية البدنية، ويقول «عندما كنا طلاباً في التعليم العام كنا نلاحظ عدم اهتمام الجميع في المدرسة بحصص التربية البدنية والرياضية، واعتبارها حصص فراغ وترويح، وكنا نلاحظ أن مديري المدارس لايهتمون بمعلمي التربية الفنية والبدنية، ولايمدون يد العون لهم لإتمام حصصهم على أكمل وجه هذا زاد من معاناتنا كطلاب، وأشعرنا بأنه لامستقبل لهذين التخصصين، وعند الالتحاق بالجامعات، حرصنا على اختيار التخصصات العلمية التي ينظر لها الجميع بنظرة مختلفة، من حيث الاحتياج كالحاسب الآلي والمواد العلمية واللغة الانجليزية. ويرى منصور الوادعي «مدير مدرسة أهلية بعدن» أن عدم وجود معلمين متخصصين لهاتين المادتين المهمتين في جميع مراحل التعليم العام والجامعي يفقدهما أهميتهما، ممايضطر مديري المدارس التي توزيع حصصهما على معلمين غير متخصصين لسد العجز، ويدخل المديرون والمعلمون في اختلافات من حيث تحضير الدروس الخاصة بالمادة، ومن حيث طرق تدريسها، فغير المتخصص غير قادر تماماً على تدريس المادة كما يجب مطالباً المدارس بتوفير معلمين متخصصين لكي يقوموا بدورهم على أكمل وجه. إهمال الطلاب الموهوبين ومن ناحية أخرى يرى سالم حسين سالم «معلم في مدرسة صيرة» أن هناك طلاباً موهوبين في مادة التربية البدنية والتربية الفنية، وعدم وجود من يهتم بهم ويصقل مواهبهم يعود بالضرر عليهم حيث تتعثر الموهبة ويتحطم الطالب نفسياً ومعنوياً، مشيراً إلى أهمية إعطاء حصص المادتين إلى اختصاصيين لتنمية مواهب الطلاب في مراحل التعليم العام، وأن يسلكها الطالب بعد التحاقه بالجامعات كتخصص أحبه ويجد نفسه فيه. ويرى ناصر العولقي «معلم تربية بدنية بثانوية سبأ» أن غياب الوعي والثقافة لدى بعض طلاب المدارس في مراحل التعليم العام، وجهلهم بمادة التربية البدنية يفقدها أهدافها المنشودة، يقول التربية البدنية والفنية ليستا من المواد التكميلية، بل تعتبران المواد الأساسية في التعليم، وممارسة الرياضة اليومية لها الأثر البالغ على صحة الإنسان، ويجب على الطلاب أن يهتموا بالرياضة وأداء التمرينات وتنمية الميول والرغبات لديهم هام جداً في اللعبة التي يجيدونها ويحبونها، ولاتقتصر على لعبة واحدة يجبر الطالب على ممارستها في أضيق الحدود في المدارس بسبب عدم توفر ملاعب أو خامات أو عدم وجود متخصصين. ويشير العولقي إلى نقص أو عدم توفر الملاعب الرياضية لممارسة النشاط في بعض المدارس، فالطالب عندما يجد الإمكانيات متاحة أمامه يبدع في الألعاب، وأيضاً الملاعب المهيأة تساعد على سلامة الطالب، وتحميه من الإصابات، فلو تعاون الجميع في جميع المدارس، ووقفوا بجانب معلم التربية البدنية والفنية، لكان الحال أفضل بكثير مماهو عليه الآن. عدم توفر المرافق والإمكانيات يقول معلم التربية البدنية عباس عبدالستار خليل «من المتعارف عليه مدى قيمة الدور التربوي المنشود من تدريس مادة التربية البدنية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية المصاحبة للمادة والمعززة لها، ويتضح ذلك جلياً للمهتمين والمختصين في مجال التربية البدنية لايخفى عليهم مدى أهمية هذه المواد التي يعتبرها الكثيرون مواداً ترفيهية ويعلم ذلك الاختصاصيون والمشرفون النفسانيون والاجتماعيون. وأضاف عبدالستار أن ضعف طلاب المدارس، وجهلهم بالمادة يرجعه معلموا المادة إلى عدم تفهم مديري ووكلاء المدارس وكذلك أولياء الأمور لدور المادة وضعف تعاونهم واستجابتهم لمطالب معلم التربية البدنية ووصول البعض إلى درجة اللامبالاة للمادة، وأيضاً من الأسباب الهامة عدم توفر المرافق والإمكانيات التي تخدم المادة في جميع مدارسنا تقريباً على مستوى الجمهورية. ويقول «لاحظنا أن بعض المديرين تنتهي علاقته بالمادة والمعلم، بمجرد انتهاء فعاليات البرنامج الصباحي «طابور الصباح» ولاننسى الدور الهام لمعلم المادة في التدريس بالشكل المطلوب، وترغيب الطلاب بالمادة، وإعداد الخطط والبرامج والأنشطة اللامنهجية وإعداد المنافسات واللقاءات الداخلية والخارجية على المستوى المسموح به، هذا الجانب هام جداً للنهوض بالمادة، والمعلم سفير في مدرسته لتقديمه كل جديد عن الرياضة والتي هي بلاشك عالمية لايحتكرها سن أو جنس معين.