أزعم أن أي قارئ للعنوان أعلاه ستومض في ذاكرته ذكرى مبدع خانته الحيلة...وأطياف كواكب تتوهج،لكن بالغيب كنا نرغب في أن تغدو إهلالاً يُشهد وفيوضاً تنشد وتُردد! معظمنا يعرف عن قناديل إبداعية هنا أو هناك في مكان مظلم من هذا البلد الوضاء...ويحزن كثيراً لوضع ثقافي استطاع أن يراود الضوء عن حق الآخرين فيه. حتى استحال مُغيباً لعيونهم وتوهجاتهم..فخذلهم الأدباء والمعنيون بالشأن الثقافي والنقاد «والطالبين الله بالنقد»! وكيف سيحتفي بهم المشهد..وهم لامال ولاخال ولاسريرة ولاظفيرة؟! وكيف لنا أن نتجاهلهم أو ننساهم ونحن نؤمن بإبداعاتهم المستأثرة بشغافنا وألبابنا. وإني أطمح في هذه المساحة أن أشترك مع كل محبي الضوء في استضافة تلك الإشراقات القادمة من أدجى الظلمات لتملأنا وهجاً واستبشاراً. وزيفاً على الزيف ينبغي ألا نضيف..نريدها قناديل تتوهج يقيناً...وحسب! وبالمقابل لانريد أن نكون سبباً بذي أوتلك في إضفاء دُجى افضع إلى طوالعهم يوم نظن أن قد استفاضوا اكتمالاً ملء الآفاق والأعماق،وهم لم يبلغوا غير الأماني والظنون. القنديل الأحمدي الأستاذ عبدالله عبده محمد الأحمدي معلم لغة عربية قديم التوصيف والتوظيف وجديد الحروف والحرفة يوزع باكت عمره «حبةً للوجع حبة للجزع حبة للفزع وما خلفته الزنازن..» يمضي متوقداً: «وما خلفته الزنازن أرهنه كل يوم بخبز وماء تستريح المواقد من جمرها لكن باكت عمري يزيد اشتعال» سألته: من أنت في الحرف والحب؟ فقال:وطن مثخن بالجراح توالت عليه الفواجع واعتراه الأنين.. يعجب كيف ينوء بهذي الحمولة ثم يمضي يدندن ملء المسافات يدندن لحناً سيأتي لمن تهدي أنينك ياعبدالله؟ لحارس هذي المقابر من تقيأه الحقد ذات مساء فأنشب أظفاره في العيون لحاري هذا الدمار المزجج بالفناء لغربان ليل المآتم تهدي المقابر أرماسها وأكفان سكانها النائمين هل لك من «رسالة» قبل انتهاء اللقاء؟ نعم.. ها أنا أعبر الآن سدرة المنتهى أراكم واحداً واحداً استروا عوراتكم أيها المتخمون! وبعد انتهاء القاء؟ في أماسي الشتاء خبأتني العواصف غيمة للمطر وهامت حبيبات روحي باتجاه الوطن القتيل!