شهدت محافظة أبين في نهاية الأسبوع الماضي تدشين فعاليات اليوم العالمي للقضاء على الألغام، بحضور الدكتور قاسم الأعجم رئيس اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام، والأستاذ محمد صالح شملان محافظ محافظة أبين، والسيدة لوكا الممثلة المقيمة للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بمجال الألغام في بلادنا.. وقد شملت الفعاليات جملة من الأنشطة التي تمثلت في دور بلدنا ممثلة بالبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، وما أنجزته من أعمال في مجال التعامل مع الألغام، ووضعها الخطط والبرامج لتصفية المناطق الموبوءة بالألغام والمتفجرات، وما قطعته من دور في هذا الاتجاه. شهادة دولية على هامش الاحتفالية تحدث الأخ نبيل محمد رسام - مدير إدارة التوعية بالبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام - ل«الجمهورية» حول ما أنجزته اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام في بلادنا، وأبرز الأنشطة والفعاليات المرتبطة بعملها.. قائلاً: - البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام في اليمن يعتبر من البرامج الوطنية الأولى على مستوى بلدان العالم بشهادة الأمم المتحدة من حيث عدد من الاتجاهات التي سار عليها البرنامج منذ انطلاق عمله.. حيث إن اليمن هي الأولى في العالم التي وقّعت وصادقت على معاهدة أوتاوا لحظر وانتشار الألغام الأرضية.. وهي الأولى في العالم التي أكملت المسح الأول المعتمد من قبل الأمم المتحدة حول أثر الألغام الأرضية. نجاحات يمنية وأضاف في سياق حديثة قائلاً: - اليمن هي الأولى في المنطقة التي دمّرت المخزون الوطني من الألغام المضادة للأفراد، وبلادنا هي الأولى في العالم التي أوجدت وطورت خطة خمسية استراتيجية للتعامل مع الألغام، حيث إن لديها برامج شاملة وموحدة في مجال التوعية بمخاطر الألغام والقذائف ومساعدة الضحايا وتطهير المناطق المتأثرة بالألغام والمتفجرات وبرنامج توليد وتدريب واستخدام الكلاب الكاشفة لمواقع الألغام، ولديها معايير وطنية للتعامل معها، وقد ساعدت دولاً أخرى متأثرة من الألغام، وهي على استعداد لتقديم خبراتها وكادرها الفني لمساعدة أية دولة تحتاج إلى هذه المساعدة.. فاليمن من خلال البرنامج الوطني وهي تحتفل باليوم العالمي للقضاء على الألغام توشك من خلال فرق العمل الميدانية المنتشرة في كل مناطق الجمهورية وجهودهم الجبارة على وضع نهاية لمعاناة الناس من الألغام «القاتل الخفي»، والحد من إصابتهم بهذه الأجسام المتفجرة التي نتوقع خلو بلادنا منها مع حلول عام 2009م. أنشطة وإنجازات وعن أبرز المناطق الموبوءة بالألغام التي تم مسحها قال الأخ نبيل: - حسب نتائج المسح الأول تبلغ المناطق المتأثرة بالألغام في الجمهورية عدا محافظة المحويت الخالية تماماً من الألغام بنحو «594» منطقة ملغومة، حيث تبلغ الألغام والقذائف فيها التي لم تنفجر، مليوناً وخمسمائة ألف لغم، ومع توسع نشاط المسح بلغت المناطق الملغومة بنحو «1200» منطقة على مستوى الجمهورية، تم تدمير «230» ألف لغم.. ويتأثر من هذه الألغام نحو 1015 ضحية، منهم %19 من الأطفال، وقد أصيب من جراء حوادث الإصابة بالألغام والأجسام المتفجرة أكثر من «5000» ضحية، منهم «171» ضحية من رجال الألغام في البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام الذين يبذلون جهوداً جبارة ومخلصة لتصفية مناطق بلادنا من الألغام حتى يتوجه المزارعون إلى مزارعهم والرعاة لرعي أغنامهم دون خوف من آبائهم وأمهاتهم الذين يتركونهم يذهبون إلى هذه المواقع وقلوبهم هلعة وخائفة على مصيرهم إذا ما وقعت أقدامهم على هذه الألغام فإما قضت عليهم أو عادوا وقد بترت أيديهم أو سيقانهم.. والحمد لله أعمال اللجنة الوطنية تجد دعماً كبيراً من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، «حفظه الله»، وتوجيهاً وإشرافاً من الدكتور قاسم الأعجم - رئيس اللجنة الوطنية للتعامل مع الألغام، والأستاذ منصور العززي - مدير البرنامج الوطني، وكل جهود الإخوة المسئولين في المحافظات في مقدمتهم المحافظون الذين يقدمون لنا كل أشكال الدعم في المحافظات التي عملنا بها. محافظات خالية من الألغام وحول المحافظات التي تمت تصفية الألغام منها وتم تسلمها، قال : - المحافظات التي تمت تصفية حقول الألغام المزروعة فيها تتمثل بمحافظتي عدن والحديدة، ويتم الاستعداد في الأشهر القليلة القادمة لتسليم محافظة أبين التي أنجزت فيها أكثر من 80 % من أعمال التصفية، ويتوقع الانتهاء من محافظتي صنعاء وحجة مع حلول عام 2009م. التوعية ورفع القدرات للبرنامج الوطني برنامج توعية وإرشاد للمواطنين في مناطق عمل نازعي الألغام من خلال المدارس والالتقاء بالمواطنين وحثهم وإرشادهم للتنبه من الأجسام الغريبة، مع تقديم بروشورات وملصقات توضح أنواع وأشكال الألغام والأجسام المتفجرة وكيفية التعامل معها، وهذه البرامج ساعدت هؤلاء المواطنين على التجنب والانتباه عند الاشتباه في المناطق التي يتحركون فيها.. كما أن البرنامج عمل على إعداد دورات تدريبية لرفع مهارات وقدرات ضحايا الألغام في عدد من المهن وفي مجال الحاسب الآلي، حيث أظهر هؤلاء مهارات عالية من خلال جمعية اليمنية للناجين من الألغام التي أصبحت اليوم تمتلك قدرات تنموية في مجال إنتاج عدد من المشغولات في كثير من الأعمال، وهناك أيضاً فرقة مسرحية من هؤلاء الناجين من الألغام قدمت الكثير من الأعمال الهادفة إلى التوعية بمخاطر الألغام، لاقت عروضها استحسان من شاهدها.. هذه خلاصة لنشاط البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام الذي به الكثير من المعلومات والانجازات التي لم يسعفنا الوقت لاستعراضها كاملة.