محمد بن يحيى بن محمد بن عبدالله بن علي بن علي بن حسين الإرياني القرن الذي عاش فيه 15ه / 20م ولد يوم 27 / 11 / 1326 ه / 20 / 12 1908 م وتوفي في 26 / 8 / 1408 ه / 13 / 4 / 1988 م عز الإسلام؛ مولده في بلدة (إريان)، في عزلة (بني سيف العالي)، من ناحية (رحاب)، من محافظة إبّ، ووفاته في مدينة جُدة بالحجاز، ثم نقل إلى مدينة صنعاء؛ حيث دفن فيها. فقيه، محقق، لغوي، شاعر. تلقى العلم عن أبيه، ثم انتقل إلى مدينة صنعاء، فدرس على علماء المدرسة (العلمية)؛ ومنهم: العلامة (علي بن محمد فضة)، والعلامة (عبدالخالق بن حسين الأمير)، وغيرهما. تولى القضاء في ناحية (القفر)، ثم في ناحية (المخادر)، وكلاهما من بلاد إبّ، وبعد قيام ثورة 1367ه/ 1948م، ضد حكم الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، ولاه الإمام (أحمد بن يحيى) قاضيًا في ناحية (الشعر) من ضواحي مدينة إبّ، ثم في (يريم)، وكان الإمام قد سجن أخاه القاضي (عبدالرحمن) لاشتراكه في ثورة 1948م، وظل مهددًا بالإعدام سبع سنوات في سجون مدينة حجة. وقد ظل صاحب الترجمة في قضاء (يريم) حتى قيام الحكم الجمهوري، عقب ثورة 1382ه/ 1962م، ثم عُين حاكمًا في قضاء (الحجرية)، من محافظة تعز، ثم عين بعد ذلك رئيسًا لمحكمة الاستئناف الشرعية في صنعاء. كان عفيفًا، حسن الأخلاق، صارمًا، وله شعر عذب؛ منه قصيدة تغنى فيها بآثار الدولة (الحِميرية)، ومنها: ظلتّْ عصورٌ للمكارم تحكمُ تبني كما يبنى الزمان ويحكمُ تملي على الدنيا إرادة شعبها تهبُ الحياة لمن تشاء وتعدمُ كانت شعوب الشرق تحت لوائها تهنى بعيش في الحياة وتنعمُ لاذت بعصمتها الشعوب بل انحنت لجلال عالي ما بنته الأنجمُ العلم والخلق الرضيُّ سياجها والعدل والحق المبين الأقومُ ريدان فيها شامخٌ متسلطٌ عالٍ بناه بالسحاب معممُ تسري على قمم الجبال كأنها تاج تداوله العصور ومعلمُ وبدائع الإتقان في عرصاتها والفن بالوضع الرصين منمنمُ عظة من الزمن القديم وآية سجد الأشمّ لها وخرَّ الأعظمُ وله قصيدة بعنوان (زفرة ألم)، قالها بعد أن اعترفت مصر بدولة اليهود (إسرائيل)؛ منها: متى تستفيقُ العرب يومًا وتغضبُ؟ متى يشرق الصبحُ الذي نترقبُ؟ متى يرجع القدس السليب لأهله؟ متى ترفع الأعلام فيه وتُنصَبُ؟ أفاقت شعوبٌ حولها وتجمعت قواها وأجواء العروبة غَيْهَبُ أنيطت بأشباه الرجال أمورُهُم وقُلَّد حمل السيف من ليس يَضْرِبُ فلا ترتجوا خير الزعامات إنها أرانب ُ يثنيها عن العزم ثعلبُ فهم كغثاء السيل لا خير فيهم زعانف في أوحالها تتقلبُ إذا ما دُعوا يومًا لصدِّ عدوهم تعامى عليهم أمرهم فتهرَّبوا وإن قام فيهم ناصحٌ أو موجهٌ يقولون عنه: مائقٌ و مخرَّبُ أيا مصر يا أرض الكنانة ما الذي دهاك وأنت الأم للعرب والأَبُ؟ سفارة إسرائيل بين ظهوركم لها منطق يُمْلَى عليكم ويكتبُ وإخوانكم إما طريدٌ مشردٌ وإما أسيرٌ في السجون يعذَّبُ ولبنان جرحٌ نازفٌ في صدورنا يدمَّره مكر العدى و يخرَّبُ وغزة والجولان والضفة اشتكت هوانًا، فهل لله والحق نغضبُ؟