ذكرت دراسة حديثة بأن اسم مديرية حبيش بمحافظة إب اشتق من الاسم السبئي "ذو حبيش" وأنها من المناطق التي سكنها السبئيون ثم المعينيون ثم الحميريون وأن هناك قرى وعزلاً تحمل أسماء دالة على ذلك مثل عزلة بني معين، والتي كانت عبارة عن كيان اقتصادي وسياسي داخل مملكة سبأ. واستعرضت الدراسة التي أعدّها أستاذ العمارة والآثار الإسلامية والسياحة بجامعة صنعاء الدكتور محمد علي العروسي ونشرها موقع «نبأ نيوز» عدداً من العزل والقرى التي تحمل أسماء سبئية ومعينية وحمرية في مديرية حبيش منها عزلة بني معين وفيها قرى ذي دومان وذي المقلح وذي صغار بمغرم الصفاء، وعزلة الفراعي وفيها قرية سموع في مغرم المحالل وقرية ذي كربين في الصفاء وقرية ذي شاب في السعنة وقرية ذي عقيل وأكمة الأحاضي. وأوضحت الدراسة "المعالم التاريخية وعناصر الجذب السياحي في المديرية" مشيرة إلى أن مديرية حبيش بطبيعتها الجبلية الساحرة ومعالمها التاريخية والأثرية المتنوعة واحدة من أجمل المناطق السياحية في اليمن. وأنها تزخر بعشرات المساجد والقباب التاريخية التي لعبت دوراً هاماً في نشر العلوم المختلفة في مختلف العصور الإسلامية إلى جانب وظيفتها الدينية وتخرج منها علماء وفقهاء ذاع صيتهم داخل اليمن وخارجها. وأشار الباحث في دراسته إلى أن مسجد بين الدور عبارة عن قبة ضريحية بنيت في قرية بين الدور إحدى عزل قحزة ويرجع تاريخ بنائها إلى منتصف القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي وتحديداً سنة 359 هجرية - 963 ميلادية بحسب النقش الكتابي المدون على إحدى القطع الحجرية التي تظهر في الواجهة الجنوبية لبيت الصلاة. وأن أهمية هذه القبة تكمن في كونها تمثل واحدة من أقدم القباب المعروفة في العصر الإسلامي وأول قبة بنيت من الحجر في اليمن. أما مسجد مروحة الذي يقع في إحدى قرى عزلة نقيل العقاب يعود تاريخ بنائه إلى سنة 811 هجرية - 1409ميلادية وفقاً لنص نقش كتابي على أحد الألواح الخشبية الموجودة في السقف وأن تاريخ البناء الحالي للمسجد يرجع إلى سنة 1183هجرية - 1718ميلادية. كما تحدث الباحث أيضاً عن موقع وتاريخ بناء عدد من المساجد والقباب التاريخية في المديرية منها قبة الشهاب وقبة الزوم ومسجد الثوماني وجامع الرسيعة وقبة الشيخ صلاح والجامع الكبير بظلمة ومسجد وقبة الفراوي التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي، وأن المسجد يقع في قرية الفراوي من عزلة الصدر بمديرية حبيش والقبة الضريحية في جهته الجنوبية. كما تحدث عن أهم الجبال المشهورة في مديرية حبيش منها جبال هران (بكسر الهاء وتشديد الراء) الذي يتميز بوجود بقايا أسس قلعة هران التي كانت تشغل قمة الجبل المنيع ووجود عدد من مدافن الحبوب المنحوتة في الصخر التي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام وكذلك جبل الخضراء. وقال العروسي في دراسته إن الحصون والقلاع التاريخية تكاد تكون موجودة في غالبية عزل المديرية حيث تدل أسماء بعض القرى والمحلات على أنها كانت مناطق محصنة بقلاع منيعة مثل المصينعة في السعنة بعزلة الفراعي والحصن في بيت البتول بعزلة بني معين والحصن في مغرم خير موضع في عزلة السلق. وذكرت الدراسة أن مدينة وحاظة (بفتح الواو والحاء) من أشهر المدن التاريخية وتقع في أعلى جبل حبيش عزلة شباع شمال مدينة إب واشتهرت قديماً بقصورها العظيمة ومنشآتها المائية، وأن الهمداني يذكر في الصفة بأن وحاظة تشابه مدينة ناعط في القصور والكروف وبأن للمدينة قلعة حصينة تسمى شباع. وأكدت الدراسة التي هدفت إلى توثيق أهم المعالم والمنشآت التاريخية والسياحية في المديرية وبالتعرف على أهمها وأشهرها وعناصر الجذب السياحي التي تمتاز بها وتشجيع أصحاب الشركات والوكالات السياحية إلى إدراجها ضمن البرامج السياحية إلى جانب لفت عناية الباحثين إلى أهمية وضرورة القيام بدراسة تاريخ وآثار وتراث هذه المديرية. وأن الباحث ينوي في المستقبل إنجاز دراسات مماثلة لمختلف المديريات في محافظة إب وفي بقية المحافظات اليمنية بقدر الظروف والإمكانيات الذاتية المحدودة وأنه سيخصص دراسة مستقلة لعلماء حبيش بصورة مستقلة ومفصلة. الجدير بالذكر أن مديرية حبيش تقع على بعد 27كم تقريباً شمال غرب محافظة إب.