أخطار التدخين لا تخفى على أحد.. فالتدخين سبب رئيس للإصابة بسرطان الرئتين والجهاز التنفسي، وأمراض الأوعية الدموية والقلب، بالإضافة إلى تأثيره الضار على مجمل أجهزة الجسم البشري بما فيها المخ. إن شهر رمضان بقدسيته وروحانيته هو الفرصة الأمثل لكل مدخن للإقلاع عن تلك العادة السيئة وربما لإنقاذ حياته أيضاً.. لذا فإننا اليوم نسعى إلى مساعدتك في اتخاذ الطرق الصحيحة للإقلاع.. هناك أساسيات للإقلاع وأهمها القرار، وأولها الإرادة والرغبة في التوقف عن التدخين، والتي لا شك تمثل أمنية لكل مدخن. ولتحقق ذلك فعليك بالتالي: - تخلص من كل ما له علاقة بالتدخين مثل علب السجائر أو الولاعة أو المطفأة أو ما شابه ، قدر الإمكان. - لا تربط بين أي توتر أو أزمة عابرة وبين التدخين، وتذكر بأن محتويات الدخان لا تبعث بجسدك الهدوء بل تزيده توتراً، ويؤكد الخبراء أن المواد التي تدخل في تركيب الدخان تزيد عن مائة مادة تتفاوت في مضارها غير أن أخطرها ثلاث مركبات هي النيكوتين وأول وأكسيد الكربون والقطران. - ارسم جدولاً بثلاثين خانة، ضع علامة (*) في اليوم الذي لا تدخن فيه أي سيجارة وضع علامة (/) في اليوم الذي دخنت فيه سيجارتين أو أكثر، وعلامة في حال تدخينك أكثر من ثلاث سجائر. - راقب الجدول وحاول أن تدفع نفسك للتوقف قبل نهاية الشهر الكريم. تسمم النيكوتين: الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة والتحاليل والميكروبولوجي بجامعة عين شمس - يقول: سيجارة واحدة تكفي لقتل إنسان, فالأمر هنا يشبه كوب الماء المملوء, نقطة واحدة زيادة تجعله يفيض وينسكب, كذلك المدخن جسمه مشبع ومملوء بالنيكوتين, أي أن الجسم جاهز ومهيأ لأي أزمة قلبية, سيجارة واحدة تتحول إلى أزمة قلبية حادة. ويرجح د. مصباح أن التدخين قبل الإفطار يسبب أزمة قلبية حادة لأن الصيام يؤدي إلي نقص سيولة تدفق الدم في الشرايين مع زيادة في تجمع الصفائح الدموية, وهو ما يعني وجود قابلية أكثر لتكوين الجلطات, لذلك فإن المعروف علمياً أن جلطات القلب والمخ تحدث أكثر في الصباح الباكر, نتيجة لعمل الجهاز العصبي اللاإرادي العصب الحائر بشكل يتواءم مع حالة النوم، حيث ينخفض تدفق الدم وتزيد ترسيبات الدهون علي جدران الشرايين, وبالتالي فإن سيجارة واحدة في الصباح (قبل الإفطار) أو في رمضان قد تؤدي إلى أزمة قلبية. وماذا عن أزمة النيكوتين أو تشبع الدم بهذه المادة القاتلة؟ يجيب د. مصباح: جزئيات النيكوتين تسبب انخفاضاً واضحاً في كمية الأوكسجين بالجسم, فالنيكوتين يفرز أول وأكسيد الكربون الذي يحول دون وصول الأوكسجين إلى الهيموجلوبين في الدم, وبالتالي يمنع تجدد الدم في الخلايا ويحول دون حصول الجسم على احتياجاته من الأوكسجين. ويضيف د. مصباح بشيء من الحدة والحسم: إن ملايين يتعرضون يومياً لمخاطر التدخين لنفس السبب, الأمر ببساطة أن كل سيجارة تدخنها تحتوي على ما يقرب من ثلاثة آلاف مادة سامة, منها 60 مادة مسرطنة أي مسببة للسرطان, وهذه المواد السامة عندما يتناولها الشخص علي بطن فاضية تكون قاتلة, ففي حالة الجوع ينقص السكر في الجسم ويبدأ الجهاز العصبي السمبثاوي في العمل لتعويض نقص السكر, وهو ما يعني حدوث ضيق للشرايين والأوعية الدموية, فماذا يحدث لو دخن الشخص؟! الإجابة هي حدوث لزوجة في الدم وتكثيف للصفائح الدموية والمواد السامة التي تعمل علي جدران الشرايين, ثم أزمة قلبية حادة. كيف نستغرب موت شخص بتسمم النيكوتين, بعد أن دخن 6 سجائر متتالية قبل تناول الإفطار, إن سيجارة واحدة في هذه الحالة كفيلة بقتل جمل وليس إنساناً. - احذر ثم احذر ثم أحذر من التدخين قبل أن تفطر، فجسمك بأشد الحاجة إلى الغذاء والسوائل، والدخان يعمل على فقدان الشهية والقرحة خصوصاً إذا تم شربه قبل دخول أي طعام للمعدة. - راقب الجدول ووفّر المال الذي كنت تشتري به السجائر لتحتفل بها في أول أيام عيد الفطر المبارك، وتذكر، ثم تذكر أنك أنت الوحيد القادر على الإقلاع وأنك إن لم تقلع الآن فمتى تعتقد أنه الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين، عش اللحظة وغيّر حياتك لتكون أجمل دون تدخين. حقائق علمية قد تساعدك على اتخاذ القرار نتيجة لاحتراق أوراق التبغ بدرجة حرارة عالية قد تصل إلى 500 درجة مئوية تنصهر بعض المواد وتصبح سائلة كالقطران أو تتبخر وتتطاير على شكل غازات كأول وأكسيد الكربون أما النيكوتين وهو أشهر نواتج احتراق التبغ وسر المتعة التي يشعر بها المدخن فإنه يثير في البداية الجهاز العصبي وينبهه غير أنه يؤدي في النهاية إلى تأثير شبه مخدر للجهاز العصبي. أما أول وأكسيد الكربون فهو أحد نواتج الاحتراق غير الكامل وهو غاز سام يتحد بشراهة بهيموجلوبين الدم بدرجة تفوق اتحاد الأوكسجين بمقدار 210 مرة وهكذا يمنع امتصاص الأوكسجين ويؤدي إلى تسمم الخلايا واختناقها مما يسبب ضيق التنفس والذبحة الصدرية ومتاعب الأوعية الدموية، أما القطران اللاسع الطعم والداكن اللون والمثير حساسية الأغشية المخاطية فهو مادة مسرطنة وسبب رئيس في إصابة أنسجة الجهاز التنفسي بالسرطان بداية من الفم ووصولاً إلى الرئتين. إن أضرار التدخين تتفاوت في خطورتها غير أنها عديدة ومنها حساسية الجهاز التنفسي والتهابات الجيوب الأنفية ومجرى التنفس وقرحة المعدة وفقدان الشهية وتصل إلى المخاطر الكبرى والمتمثلة في السرطان وتصلب الشرايين وأمراض القلب. كما أن وزن الدماغ البشري يساوي 2 % تقريباً من وزن الإنسان لكنه يحتاج إلى 25 % من الأوكسجين، ويؤكد العلماء بأن التدخين يقلل من كمية الأوكسجين التي يستفيد منها الدماغ إلى حوالي النصف. ويوجد في الجسم حوالي 112650 كيلومتراً من الأوعية الدموية يضخ القلب الدماء خلالها والتدخين يقلل من كفاءة الدورة الدموية بحوالي الثلث على الأقل. الآن... وبكل الإرادة القوية وبقناعة كاملة ألا تتخذ القرار وتتوقف عن التدخين... إنقاذاً لحياتك... ولحياة الآخرين؟ ممن تحب، قلها الآن «حياتي أجمل دون تدخين».