هذي المصيبة فاقت كل مقياس.. أفظع بها! قلبها يا دهر كم قاسِ! بالدور، والأهل، والوديان قد بطشت أنياب كلكلها في الصدر والراسِ رباه لطفك! إن الخطب أذهلنا حزني على الأهل يشوي كل أنفاسي ذي «حضرموت» وهذي «المهرة» احمهما والطف بمن فيهما.. ذا المن والباسِ! إن السيول التي اجتاحتهما قصمت ظهر الحياة وأنت المنقذ الآسي هل ذي القيامة أم ذا الغول والغة أظفاره في الدما يودي.. لأرماس«1»؟! ما للعواصف والأمطار غاضبة تُهدي المنايا، تصب السم في الكاسِ؟! استغفر الله ما قد شاء قدّره لكن ذا الخطب شظى كل إحساسي قد طيّر اللب لكنا نعوذ هنا بالله من شر وسواسٍ وخناس ناديت: «يا ماء، قد أدميت إخوتنا رفقاَ! فما كنت إلا نبع إيناسِ منك الحياة، لماذا اليوم تقتلنا؟! أفسدت أجواء أعياد وأعراس» والسحب قالت: «تمهل! لا تلم أحداً ما نافعاً ضربُ أخماس لأسداسِ أقدار رب السما في الخلق نافذة مهما احتموا في قلاع ذات حراسِ» والدين والأصل قالا: «لا تبالِ بما قال المزايد، ضع ذا بين أقواسِ! وامدد إلى من بهذا الرزء قد نُكبوا عوناً سخياً، وعزِّ الكل، قم واسِ! من يدعم الأهل في الجلّى ينل شرفاً غرس المكارم لا يفضي لإفلاس واشكر «علياً» زعيم الشعب مفتخراً حتى وإن غاظ من ذا كل دساس قد هبّ يستطلع الأوضاع عن كثب في اللج حتى بدا كالتعكر«2» الراسي» *** واليوم لا غرو أن قلنا لمن نكبوا: «فينا المغيث، المداوي، الطاعم، الكاسي فالدين والأصل والتاريخ وحّدنا ما بيننا من لذا قد كان بالناسي إذا اقتضى الأمر تقديم النفوس لكم عوناً فإنا إلى ذا سابقو الناسِ تقضي بذا قسماً أخلاق موطننا في قلبنا حبكم أغلى من الماسِ» الهامش: 1 الأرماس: القبور 2 التعكر: جبل عظيم يقع في محافظة إب