الأضرار الناتجة من تدفق السيول في مديرية موزع بمحافظة تعز خلفت العديد من الأضرار الكبيرة.. تمثلت أهمها في جرف العديد من المزارع والأراضي الزراعية وهدم خمسين منزلاً، وكذا تهدم وتشقق أهم معلمين أثريين هما الجامع الكبير وقبة باسعد. تفاعل قيادة المحافظة فور تلقي قيادة المحافظة البلاغ بوجود أضرار كبيرة في الأراضي الزراعية والمنازل نتيجة السيول المتدفقة في مديرية موزع تم تشكيل لجنة من مكتب الزراعة والأشغال للنزول الميداني ورفع تقرير كامل عن حجم الاضرار حول ماتوصلت إليه اللجنة تحدث مدير عام مكتب الزراعة بالمحافظة المهندس عبدالله الجندي الذي قال انه تم الاطلاع على مجمل الأضرار الناتجة عن السيول المتدفقة إلى وادي موزع، حيث يعتبر وادي موزع من الأودية المهمة في اليمن وهو عبارة عن امتداد لعدد من الأودية والروافد التي تصب إليه حيث يصب إليه الرافد الأول من بني عمر والقادم أساساً من هضبة تربة ذبحان ماراً بوادي حاضية بمديرية الوازعية ووادي الغيل بموزع والرافد الآخر ويسمى رافد المجش والقادم من أعالي جبال مديرية جبل حبشي وتلتقي تلك الأودية والروافد في منطقة تسمى ملتقى الواديين ليتكون وادٍ كبير يخترق مديرية موزع من الشرق في اتجاه الغرب يصب في ساحل البحر الأحمر. انجراف شديد للتربة وأضاف المهندس عبدالله الجندي قائلاً : وعند البدء بالمعاينة والتفقد وبصحبة الأخ الوكيل المساعد للمحافظة عارف مجور وعدد من المشائخ في المنطقة تم التعمق في وادي الغيل وتم الاطلاع على الأضرار الناتجة عند تدفق السيول حيث ظهر انجراف التربة الشديد وذلك على جانبي الوادي إلى ملتقى الرافدين ولحظ بعد ملتقى الواديين ظهور أضرار أكثر تأثيراً حيث ضاعف السيل القادم من الرافد الآخر من جبل حبشي حجم السيل مماأدى إلى زيادة الانجراف والنحر واختراق بعض الأراضي الزراعية وخراب عدد من القنوات الترابية التقليدية التي تستخدم لتحويل المياه إلى ضفاف الوادي وجوانبه ولوحظ ذلك جلياً في عدة مناطق أهمها : نحر وغمر عدد من الأراضي في منطة البصرة والكبيرة وهي في أعلى وادي موزع حيث تضررت مساحة كبيرة من الأراضي وأصبح منسوبها أعلى من منسوب السائلة بحوالي ثلاثة أمتار. أيضاً من أهم المناطق المتضررة منطقة شريج الرواع وهي عبارة عن قناة تحويلية وهذه القناة من القنوات المهمة والكبيرة تخدم أراضي زراعية ذات مساحات شاسعة تبلغ مئات الفدانات من الأراضي الزراعية الخصبة والتي تعتبر من أخصب الأراضي بالمنطقة والتي تزرع العديد من المحاصيل الزراعية المختلفة مثل البصل، البطيخ، الشمام، والخضروات بمختلف أنواعها والعديد من الحبوب ويبلغ عدد المستفيدين حوالي ثلاثمائة أسرة. كذلك منطقة موسنة المعيني وهي إحدى القنوات التي تخدم مساحة من الأراضي الزراعية الخصبة والتي تقدر بأكثر من ثمانين فداناً والأسر المستفيدة تبلغ أكثر من مائتي أسرة وهي من القنوات التي تحتاج إلى صيانة عاجلة. أيضاً من المناطق المتضررة جزئياً منطقة شريج الدولة وشريج حسين حيث تخدم هذه القنوات الوادي على جانبيه لتمتد عبر الأراضي الزراعية الخصبة، ولوحظ بأن الأضرار عبارة عن أضرار جزئية ناتجة عن جرف السيول وغزارة الأمطار ويستفيد منهما حوالي 250 أسرة والمساحة المستفيدة بحدود مائة فدان. منازل مهدمة وفي قرية الكلبية لوحظ ارتفاع منسوب المياه في الوادي حتى الوصول إلى المنازل المجاورة وخاصة انها تقع بجانب قناة تحويلية إلى الوادي الآخر، ولوحظ غمر أرضيات بعض المنازل وتأثر أساساتها الطينية وتهدم جزئي لبعضها. أيضاً لوحظ وجود عدد من المعدات المبنية من الحجر والاسمنت والتي عملت على تحويل اتجاه السيل بعيداً عن الأراضي التي بجانبها ولكن الملاحظ تعرض البعض منها للنحر والتهدم الجزئي للبعض الآخر ممايستدعي سرعة صيانتها وحمايتها في آن واحد، هذا بالإضافة إلى تضرر بعض المعدات الترابية في مختلف جوانب الوادي والتي كانت تعمل على الحماية للأراضي التي تليها ممايتطلب التنبيه الشديد لإعادتها أثناء الصيانة العاجلة للوادي. قرية الكويرة هي الأخرى بحاجة عاجلة لعمل حماية لها حيث ان ارتفاع منسوب الوادي أصبح أعلى منها. ولايختلف الأمر على قريتي السفالية والبويقة بل كان أشد سوءاً حيث دخلت السيول إلى أراضي المرعني الزراعية وتم غمرها بشكل كامل مع المحاصيل الزراعية ونحرت القنوات ومعدات الحماية وتقدر هذه الأراضي بمئات الفدانات. وفي قرية الحمدنة اخترقت السيول الأراضي الزراعية الواقعة على القرية ثم اتجهت إلى المساكن وتم تهديم عدد منها وتخريب جزئي لبعضها. مطلوب علاج سريع ويرى مدير عام مكتب الزراعة ان الأضرار التي سببتها السيول في مديرية موزع كانت نتيجتها ارتفاع منسوب الوادي في الوسط وانخفاض للجوانب وتعلقت الأراضي الزراعية في أغلب الوادي يصل فارق المنسوب إلى أكثر من ثلاثة أمتار عند اعلاها. وكذا جرف وطمر بعض الأراضي الزراعية وتهديد الأراضي المتبقية في حالة حدوث سيول مستقبلاً، وتضرر بعض المناطق السكنية مماأدى إلى تهدم بعضها وتضرر الآخر وأغلب الأراضي المتضررة غير صالحة للسكن نظراً لدخول المياه لارضيتها حيث أصبحت طينية ممايستدعي اسعاف الأسر بالخيام اغاثة عاجلة. مرحلة المعالجة السريعة ولهذا أوصى التقرير المرفوع من اللجنة التي قامت بالنزول الميداني إلى المديرية لتفقد الأضرار أوصى بأن المعالجة لابد ان تتم من خلال مرحلتين المرحلة الأولى المستعجلة «السريعة» وتعود أهمية هذه المرحلة بأنها اسعافية وطارئة لايقاف تزايد الأضرار في الوادي والممتلكات وتتمثل بازالة الترسبات الموجودة في وسط الوادي وعمل ردم للمناسيب المنخفضة وخفض المناسيب المرتفعة للوصول إلى الميل الآمن للجريان مع عمل مصدات تقليدية من مواد السائلة والمواد الطينية والأحجار وبحسب الاصول الفنية وتوجيهات الاشراف وللقيام بذلك لابد من توفر معدات تتمثل في أربع جرارات مجنزرة مناسبة وأربعة شيولات كبيرة على الأقل. وقدر التقرير تكلفة هذه المرحلة الاجمالية ب«00270534» ريال. مرحلة المعالجة الشاملة المرحلة الثانية من المعالجة التي أوصى بها التقرير المعالجة الشاملة وهي عبارة عن القيام باعمال المسوحات والدراسات الفنية وما يلحق بها من أعمال فنية خاصة في مثل هذه الأعمال حيث يتم تحديد مناطق الاضرار ونوع التدخلات سواء كانت معدات طبيعية وجبيونات وإعادة تأهيلها وباستخدام المواد المختلفة.. هذا بالإضافة إلى ضرورة دراسة وتنفيذ عدد من الحواجز والسدود في أعالي الروافد الواصلة إلى وادي موزع حيث من المقترح اقامة حاجز في وادي الغيل وآخر في الحربية وهذه الحواجز ستعمل على حجز كمية من المياه واطلاقها بصورة سلسة ومنتظمة كما ستعمل على حماية الأراضي التي تليها من الانجرافات. أضرار كبيرة مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي عبدالكريم حيدر أكد أن الاضرار كبيرة وكثيرة تمثلت في جرف وتخريب وتهدم العديد من المنازل والأراضي الزراعية وقال ان السيول جرفت مايقارب خمسين الف قصبة من الأراضي الزراعية في المديرية، بالإضافة إلى تهدم خمسين منزلاً منها 20 تضرر كلي، و 30 تضرر جزئي. بالإضافة إلى انهيار قبة باسعد التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية وحالياً هي في حالة ماسة وعاجلة إلى صيانة وكذلك قبة السيد حسين هي الأخرى انهار سطحها. أيضاً حدث تشقق في الجامع الكبير الواقع في مركز المديرية وحالياً أصبح آيلاً للسقوط، وفي حالة سيئة ويحتاج إلى ترميم وصيانة شاملة وهنا لابد من التنويه إلى دور الأوقاف في المشاركة وتحمل المسئولية. يشار إلى أن الجامع الكبير بموزع يعتبر من أهم وأجمل المساجد الأثرية بني في عهد الملك المظفر وهو شبيه بجامع المظفر بتعز، أسس على طراز جميل وشكله يستوقف الناظر إليه، مبني بالطوب الأحمر والحجر المنحوت، له منارتان وله بابان أحدهما من الجهة الشرقية والآخر من الجهة الغربية مدون على بابه الشرقي بان بناءه كان في عام 177هجرية. تهدم قبة باسعد في حين قبة الشيخ الصالح باسعد بن علي المشهورة بقبة باسعد يعود تاريخها إلى ماقبل ثمانمائة عام ويوجد بجانب القبة بقايا كتاب قديم لتعليم القرآن الكريم، وبئر مازالت موجودة حتى الآن، وهي قبة كبيرة جداً عليها نجمات سداسية من الجص، ويوجد بها شقان في الجهة الشرقية والجهة الغربية، والقبة مهشمة، ويوجد في داخل القبة شبك حديدي كبير يحوي ضريح الشيخ الصالح باسعد بن علي الذي سميت باسمه وتدعى به حتى اليوم، كما يوجد في داخل القبة أيضاً شبك حديدي صغير يحتوي على ضريح الشيخ الصالح ابو شعفة وحول الضريحين توجد قبور صغيرة، ويعتبر بناء القبة غاية في الروعة والفن والهندسة المعمارية من خلال الاشكال الزخرفية التي مازالت ظاهرة على القبة ولكن للاسف الشديد هذا العلم لم يلق الاهتمام الكافي. دعوة عاجلة يقول عبدالكريم حيدر الاضرار التي حدثت خاصة في هذين المعلمين الأثريين القبة والجامع كبيرة نأمل من الجهات المعنية ومن قيادة المحافظة الاهتمام والتوجيه بسرعة الحفاظ واجراء عملية الترميم بأسرع وقت، كما نتمنى أيضاً سرعة ارسال المعدات من الحرارات والجرافات لاصلاح الأراضي الزراعية المتضررة حتى لايخسر المزارعون الموسم.