كيف أتريق هذا الصباح فطوري ومشاهد أرزاء غزة تجنرها القنوات وتغص حلقي والحس والخفقات!! كيف سأمضغ هذا الطعام والجنازير تمضغ أطفالها؟! المشاهد تصفعني وتنبئ أن الطريق يبتلع العابرين والبيوت من القصف تبتلع النائمين والموت يجتث أجسادهم والحياة ومثلي يغتص قبر بطفل وقفت على فمه رضعة لم تكتمل بعد ضحكة لم تكتمل بعد الطفل يرقد بين ذراعي أمه هامدان!! أمه مثله لم يتح لها أن تودعه أو تودع دنيتها وبقية أولادها والبنات قبل حلول المنام الأخير!! لم تكن تعلم أن هذا المنام.. الأخير! بعده لاصباح!! المشاهد تصفعني تذكرني خيبتي وإدماننا الذل والأزمات! وتكبر غصتنا وتعجز أن تروضها القوافي أو أبلغ الكلمات أيها السائرون وقوفاً!! إلى ماسننتظر المعجزات؟؟ والنخوة العربية فرت من بين أظهرنا لتأتي مقذعة كملحٍ بجرح نصرها يجيء ببعض الدقيق وبعض الدواء وبعض الهبات! ونغمض أعيننا من فرط وهج السؤال: أيردع المعتدين الهبات؟؟ أيوجد ثمة شبه بين لحم همبرجر وطفل شوته نار الأباتشي بغزة؟؟!! هزائمنا لاتجيء فرادى هزائم ملأ الصدور هزائم ملأ البيوت.. وملأ أوطاننا السادرات فمن أين تهرب؟! إلى أين نهرب؟؟ مل التقوقع منا وهاج السبات!! أسأل هذا النحيب الذي يجلد حسي بأصوات فتيات غزة.. وأطفال غزة وتهويمة الأمهات أين تهرب من قدر كخيبتنا العربية؟؟ بجلد المشاعر أمام التلفاز أكثر؟؟ بدعاء العواجيز؟؟ بالبكاء؟؟ أو الإنكفاء؟؟ كعادتنا أم الدم حل لينسج وهج طريق الحياة؟؟ أسمع صوت الثكالى وبكاء أطفال في المحرقة وأصوات علوية كمراسم ملائكة الشهداء يرفل في ويعلو من قعر أحزاننا نداء بعيد كصوت صلاة إذا أحلكت أفاقكم بالخطوب وأدلهمت الظلمات بفئة قليلة «صدقوا ماعاهدوا» إن فجر ربك آت إن نصر ربك آت.